بعد حادثة لافتة من انفجار ما يقارب 3000 آلاف جهاز بيجر موجودة مع عناصر من حزب الله في عدة مناطق لبنانية، وقيل أقل من ذلك عن العناصر الموجودة في سوريا والعراق، طغى حديث التحليل التقني على حديث التحليل السياسي لتفسير الحادثة.
ويأتي طغيان التحليل التقني لعدة أسباب، لعل من أبرزها حجم الاختراق التقني لعناصر حزب الله، والأمر الآخر وربما الأهم شح في المعلومات المعروفة عن وسيلة التواصل هذه لدى جل المتابعين، تبعاً لأنها تقنية انقرضت من حوالى عقدين ما عدا استخداماتها في القطاع الصحي.
ولكن لنعود خطوة إلى الوراء لفهم لماذا اختارها حزب الله كوسيلة اتصالات بين عناصره، بالرغم من أنها لا تسمح للمُستقبل بإرسال أي رسائل، وهذا يأخذنا إلى عناصر الشبكة المكملة للبيجر، وبالطبع أبرزها الشبكة الأرضية الخاصة لحزب الله، والتي انتفض الحزب على حكومة السنيورة عندما صدر قرار إيقافها والاكتفاء بشبكة الدولة، وذلك لمنع القرار وإبقاء الشبكة حتى اليوم.
بالطبع من الضروري العودة إلى خطاب سماحة السيد في فبراير من العام الماضي، حين حذر عناصر الحزب من استخدام الهواتف المحمولة، مشيراً لقدرة إسرائيل على الوصول لكافة معلومات عناصر الحزب عبر اختراق ليس بالصعوبة الكبيرة.
ولفهم زاوية أخرى من أسباب اختيار الحزب لهذه التقنية، علينا فهم لماذا تفضل الكوادر الصحية حول العالم البيجر كجهاز موثوق ومرن أكثر من الهواتف الذكية، ويأتي ذلك إلى قدرة البيجر لاستقبال الإشارة حتى في الأماكن التي تخلو من تغطية الجوال، وفي الحالة الصحية مثل المختبرات وغرفة الأشعة والتي تكون في أحايين كثيرة في أدوار تحت الأرض.
حيث يستقبل الإشارة عبر موجات راديو على تردد محدد، كما يمكن أن يتلقى رقم المتصل إذا هاتفه من جوال، ثم يعيد الاتصال به، وتستطيع الشبكة الإرسال إلى أكثر من تردد في نفس الوقت، وهو السيناريو الأرجح لتحليل الهجوم الأخير، وبالتالي بساطة وسيلة الاتصال هو ما يجعلها موثوقة.
كما تعمل أجهزة الاستدعاء على شبكات مخصصة، مما يضمن وصول الرسائل الهامة إلى المستلمين المقصودين دون التعرض لخطر فقدان الإشارة أو التداخل، بعيداً عن مرونة الهواتف الذكية والتي تسمح بحلول منها التجوال الداخلي، في حال الوجود في منطقة لا تغطيها الشبكة الأصلية.
وبالتأكيد للحزب شبكة مستقلة للبيجر، وهذا ما يفسر سلامة أجهزة البياجر الخاصة بالكوادر الطبية، وما يطرح سيناريو خرق الشبكة للتمكن من مهاجمة هذا الكم الكبير من العناصر، بالطبع تعمل بعض أجهزة البياجر على الأقمار الصناعية لمنح مستوى أمان أكبر للمستخدمين، ولكني أستبعد هذا السيناريو.
من جانب آخر يسمح البيجر بدرجات من التشفير، حيث من الضروري أن يستخدم تقنية paging من التي تسمح ببروتوكولات تشفير مناسبة، ومن أشهر خوارزميات التشفير للبياجر AES-128، كما أن برمجة كل جهاز برمز تشفير خاص، يمنح مستوى ثانية من الحماية.
هذه بعض الإيضاحات التقنية لفهم وتحليل كيف تعمل شبكات البياجر، ولماذا تم استهداف هذا العدد الكبير وليس عناصر معينة كالمعتاد، وعلى الأرجح أن هذا السيناريو يسمح بإعطاء القاعدة الشعبية خاصة في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية، الشعور بأن مستوى الحماية لديهم لا يتجاوز قدرة عش العنكبوت.
وإذا ما ربطناها بخرق آخر بارز عبر اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفي مقر خاص بالحرس الثوري، فيتبين أن الهزيمة المعنوية للجمهور هي الأهم، ليس ردا فقط على ما حدث في السابع من أكتوبر، بل ربما تحضيراً لعمل أكبر.
ويأتي طغيان التحليل التقني لعدة أسباب، لعل من أبرزها حجم الاختراق التقني لعناصر حزب الله، والأمر الآخر وربما الأهم شح في المعلومات المعروفة عن وسيلة التواصل هذه لدى جل المتابعين، تبعاً لأنها تقنية انقرضت من حوالى عقدين ما عدا استخداماتها في القطاع الصحي.
ولكن لنعود خطوة إلى الوراء لفهم لماذا اختارها حزب الله كوسيلة اتصالات بين عناصره، بالرغم من أنها لا تسمح للمُستقبل بإرسال أي رسائل، وهذا يأخذنا إلى عناصر الشبكة المكملة للبيجر، وبالطبع أبرزها الشبكة الأرضية الخاصة لحزب الله، والتي انتفض الحزب على حكومة السنيورة عندما صدر قرار إيقافها والاكتفاء بشبكة الدولة، وذلك لمنع القرار وإبقاء الشبكة حتى اليوم.
بالطبع من الضروري العودة إلى خطاب سماحة السيد في فبراير من العام الماضي، حين حذر عناصر الحزب من استخدام الهواتف المحمولة، مشيراً لقدرة إسرائيل على الوصول لكافة معلومات عناصر الحزب عبر اختراق ليس بالصعوبة الكبيرة.
ولفهم زاوية أخرى من أسباب اختيار الحزب لهذه التقنية، علينا فهم لماذا تفضل الكوادر الصحية حول العالم البيجر كجهاز موثوق ومرن أكثر من الهواتف الذكية، ويأتي ذلك إلى قدرة البيجر لاستقبال الإشارة حتى في الأماكن التي تخلو من تغطية الجوال، وفي الحالة الصحية مثل المختبرات وغرفة الأشعة والتي تكون في أحايين كثيرة في أدوار تحت الأرض.
حيث يستقبل الإشارة عبر موجات راديو على تردد محدد، كما يمكن أن يتلقى رقم المتصل إذا هاتفه من جوال، ثم يعيد الاتصال به، وتستطيع الشبكة الإرسال إلى أكثر من تردد في نفس الوقت، وهو السيناريو الأرجح لتحليل الهجوم الأخير، وبالتالي بساطة وسيلة الاتصال هو ما يجعلها موثوقة.
كما تعمل أجهزة الاستدعاء على شبكات مخصصة، مما يضمن وصول الرسائل الهامة إلى المستلمين المقصودين دون التعرض لخطر فقدان الإشارة أو التداخل، بعيداً عن مرونة الهواتف الذكية والتي تسمح بحلول منها التجوال الداخلي، في حال الوجود في منطقة لا تغطيها الشبكة الأصلية.
وبالتأكيد للحزب شبكة مستقلة للبيجر، وهذا ما يفسر سلامة أجهزة البياجر الخاصة بالكوادر الطبية، وما يطرح سيناريو خرق الشبكة للتمكن من مهاجمة هذا الكم الكبير من العناصر، بالطبع تعمل بعض أجهزة البياجر على الأقمار الصناعية لمنح مستوى أمان أكبر للمستخدمين، ولكني أستبعد هذا السيناريو.
من جانب آخر يسمح البيجر بدرجات من التشفير، حيث من الضروري أن يستخدم تقنية paging من التي تسمح ببروتوكولات تشفير مناسبة، ومن أشهر خوارزميات التشفير للبياجر AES-128، كما أن برمجة كل جهاز برمز تشفير خاص، يمنح مستوى ثانية من الحماية.
هذه بعض الإيضاحات التقنية لفهم وتحليل كيف تعمل شبكات البياجر، ولماذا تم استهداف هذا العدد الكبير وليس عناصر معينة كالمعتاد، وعلى الأرجح أن هذا السيناريو يسمح بإعطاء القاعدة الشعبية خاصة في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية، الشعور بأن مستوى الحماية لديهم لا يتجاوز قدرة عش العنكبوت.
وإذا ما ربطناها بخرق آخر بارز عبر اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفي مقر خاص بالحرس الثوري، فيتبين أن الهزيمة المعنوية للجمهور هي الأهم، ليس ردا فقط على ما حدث في السابع من أكتوبر، بل ربما تحضيراً لعمل أكبر.