-A +A
منى الدحداح
في خطوة دبلوماسية جريئة وغير مسبوقة، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرة دولية تهدف إلى حشد الدعم العالمي لتنفيذ حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذه المبادرة، التي وصفها المراقبون بأنها «فرصة لا تتكرر»، تمثل نقطة تحول محتملة في مسار السلام في الشرق الأوسط.

جاءت هذه المبادرة في وقت حرج، حيث يشهد العالم تصاعداً في التوترات وتعقيداً متزايداً في الأزمات الإقليمية. وتأتي كتتويج لسلسلة من الجهود الدبلوماسية التي قادتها المملكة في السنوات الأخيرة، مؤكدة على دورها المحوري في المنطقة وعلى الساحة الدولية.


يهدف هذا التحالف إلى إعادة إحياء عملية السلام المتعثر، وتوفير إطار عمل دولي متفق عليه لتنفيذ حل الدولتين بعدما اعترفت عدّة دول بالدولة الفلسطينية منذ 15 نوفمبر 1988، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، عندما أعلن السيد ياسر عرفات «قيام دولة فلسطين» وعاصمتها القدس، إلى الوقت الحاضر.

بعد دقائق من هذا الإعلان كانت الجزائر أول من اعترف بدولة فلسطين، خلال أسبوع، تبعتها 40 دولة، بما فيها الصين والهند وتركيا ومعظم الدول العربية ولاحقاً، انضمت جميع الدول الأفريقية والكتلة السوفياتية السابقة إلى قائمة المعترفين.

في عامي 2010 و2011، اعترفت معظم بلدان أمريكا الوسطى واللاتينية بالدولة الفلسطينية وفي العام 2014، أصبحت السويد أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعترف رسمياً بـ«دولة فلسطين» بعد جمهوريات التشيك والمجر وبلغاريا ورومانيا وقبرص، قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

أدى الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس، إلى تجدد الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

شهدنا اعترافات جديدة مثل سلوفينيا أقر برلمانها مرسوماً للاعتراف، إسبانيا وإيرلندا والنرويج أعلنت اعترافها وأربع دول كاريبية انضمت للقائمة: جامايكا، ترينيداد وتوباغو، بربادوس، وجزر الباهاما.

وفقاً لبيانات السلطة الفلسطينية، اعترفت 146 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بفلسطين حتى الآن.

رغم هذا التقدم، ما زالت معظم الدول الغربية تربط اعترافها الرسمي بالتوصل لحل سلمي للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإن الدعم الدولي الواسع والرغبة المتزايدة في إنهاء الصراع تمنح هذه المبادرة فرصة حقيقية للنجاح.

بعد إعلان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

أبدت منظمة التعاون الإسلامي دعمها القوي لمبادرة المملكة العربية السعودية، ووصف السيد حسين إبراهيم طه الأمين العام للمنظمة، المبادرة بأنها «تاريخية» وناشد المجتمع الدولي للانضمام إليها، وأن ذلك يسهم في تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير، وتجسيد إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

المبادرة السعودية هي خطوة مهمة على طريق تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول العربية وإسرائيل.

ومع ذلك، فإن نجاحها يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، وتجاوز الخلافات والعمل بروح المسؤولية.

على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يغتنما هذه الفرصة التاريخية للوصول إلى حل عادل ودائم للصراع.