-A +A
علي أبوساق
‫نجران‬ بكامل محافظاتها كحال بقية مناطق المملكة التي يهتم أهلها باقتناء الناقة بكافة فصائلها أو أنواعها، الأوارك تعتبر نوعاً ما هي تلاد الآباء والأجداد ولكن اقتنى الغالبية إبلاً سواها ولعل أكثرها اقتناءً اليوم هي المجاهيم ثم المغاتير بألوانها.

في نجران لا يكاد يخلو (وطن) من الإبل ولو كمنايح على الحد الأدنى؛ والوطن في نجران مصطلح يستخدم لوصف موقع سكن كل أسرة أو قبيلة (كأراضٍ جديّة) مسكونة منذ الأزل لا يشاركهم بها سواهم يشربون من آبارها ويأكلون من إنتاج أرضها ويتحصنون خلف قلاعها المبنية من الطين.


جماهيرية الناقة بنجران وتعلق القلوب بها وعوامل نجاح أخرى، حوّلت شغف النجراني بالإبل ورغبته الجامحة بوجود مزاين لها إلى واقع ملموس بشكل قد لا يستوعبه البعض من خلال ما يعرف بـ (مهرجان مزاد الإبل بنجران).

مزاد الإبل هو فرصة استثمارية يتم طرحها للمنافسة وتتم ترسيتها على صاحب العرض الأعلى ثم يتم تحديد موقع جغرافي له، يبدأ المستثمر في تخطيطه وتوزيعه كمواقع تخصص للمخيمات وشبوك لعرض الإبل بمقابل مادي يكون ريعه بالكامل له.

مفهوم المزاد بشكل عام؛ هو تجمع كبير لأصحاب سلعه معينه في مكان معين في زمان معين لفترة معينه يعرضونها على القادمين لشرائها عن طريق المزاد.

ومن هذا المنطلق يكون الهدف الأول لزوار المزاد بحسب فئاتهم إما للبيع أو للشراء أو كليهما.

في منطقتي نجران ومن شدّة تعلق مواطنيها بالإبل، الأمر مختلف كلياً وله خصوصية جديرة بالتأمل سأكتب عنها هنا من منظوري الشخصي الذي يحتمل الصواب والخطأ.

لكل فعالية جمهور من مختلف شرائح المجتمع، وفي منطقتنا نجران أستشعر حجم جماهيرية فعالية مزاين الإبل ومدى تعلقهم بها من خلال حرصهم على التواجد في جميع المناسبات التي تخص الإبل في مختلف المناطق.

عشق الناقة جزء من مكوناتهم الثقافية ولعلها تنافس عشق الرياضات ذات الجماهيرية الجارفة.

لو كان بيدي لتمنيت حضور ممثلين من نادي الإبل لمزاد نجران هذا العام ليقفوا بأنفسهم على مدى نجاح فعالية جادة الإبل فيما لو تمّت إقامتها في منطقة نجران مستقبلاً وليستوعبوا مدى عشق المجتمع النجراني للناقة وكيف يتعاطون مع كل ما يخصها بشغف لا يوصف بغض النظر عن الأسماء المشاركة والمراكز التي سيحققونها ومستوى جماليات الفرديات المتواجدة.

هم يعشقون الناقة لأنها الناقة ويتفاعلون بشكل إيجابي مدهش مع مهرجاناتها ويقيمون من أنفسهم لأنفسهم ولضيوف المهرجان فعاليات مصاحبة طوال فترة إقامته من تلاحم وطني وتكاتف اجتماعي وإحياء الموروث الشعبي بالعرضات المحلية كالزوامل والروازف والمثلوثة والشرح ولعب المرافع (الطبول).

في مزاد الإبل بنجران يعيشون تفاصيله كما لو كان مزاين بلا تتويج، أتمنى أن يسعدهم في يومٍ ما نادي الإبل بإقامة مهرجان (جادة الإبل نجران) الذي أراهن على نجاحه قبل أن يبدأ.

نادي الإبل جاء ليرتقي بمجتمع أهل الإبل ويحقق ما يفوق طموحاتهم وغير إيجابياً الصورة النمطية كما ذكرت سابقاً عن راعي الناقة.

أخيراً؛ أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على مزاد الإبل بنجران في نسخته السابقة وفي نسخته الحالية، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح ليستمر هذا المهرجان وليسعد المجتمع النجراني كل عام.