كتبتُ ذات يوم مقالاً بعنوان «بين أمين صالح، وحلم التحليق السينمائي»، ذاكراً أن من أجمل التعبيرات التي قيلت عن السينما ما عبر به الروائي والسينارست أمين صالح من خلال كتاب موسوم بعنوان «الكتابة بالضوء»، وفعلاً أن السينما هي كتابة إبداعية راقية تستخدم الضوء لتقديم إبداعها.
والصديق أمين صالح لم يهجر الرواية، وإنما تنبّه إلى أن السينما هي الإطار الضوئي الناقل للحياة بتفرع شؤونها في زمن الصورة، فمع عزوف الأدباء عن هذا الفن ومفاخرة بعضهم بأنهم لا يذهبون إلى صالات العرض ترفعاً واضعين أنفسهم في مكان أعلى من السينما وما تنتجه من إبداع ضوئي، ولأن أمين صاحب رؤية نافذة جمع بين الأدب كسرد وبين السينما كحوض تصب فيه كل الفنون، فمع تغير الأدوات احتلت السينما المركز المتقدم في إظهار بقية الفنون من خلال شاشتها، ولأن أمين ذو وجود إنساني شاعري وصل إلى فهم ثقافة الصورة وكيف لها أن تؤثر في صياغة وجدان المشاهدين.
ونحن الآن في المملكة نحتفي بهذا العالم السينمائي ولدينا أحلام عذاب في اللحاق بمن سبقونا بعد تذليل المصائب التي كانت تواجه هذا العالم المتسع، وانصباب الدعم الحكومي ودخول المستثمر للاستثمار في هذه الصناعة وافتتاح دور عرض الأفلام يكون الواجب على المنشغلين بهذا الفن الارتفاع بالمنتج السينمائي؛ لكي يتم جذب المشاهدين للمشاهدة، وتمكين خلق قاعدة عريضة معنية بهذا الفن، وكما يقول حبيبنا أمين صالح: «العروض هي دروس نظرية مهمة، منها يكتسب السينمائي المعرفة، ومنها ينطلق لاستيعاب المزيد من العناصر الفنية لأن المشاهدة تنمي الوعي الفني والفكري، إلى جانب أنها تحقق المتعة».
ولسنا هنا نقتعد مجالس بيع النصائح ومع ذلك على الشباب السينمائي انقاذ أعمالهم من النظرة الاستهلاكية، أي أن الاستباق قائم على تقديم فلم لا يضيف للمنتج المحلي ولا يضيف لصناع الفلم أيضاً، فبضرورة تعميق البعد الفكري، ويحدث ذلك بكثافة القراءة وهو العنصر الذي يلحظ على المنشغلين بالفن السينمائي، فالقراءة هي مفتاح الدخول الى أبواب وكنوز أي مجال كان.
وحين ذكر أمين صالح (في أحد لقاءاته) ترفع الأدباء عن الخوض في السينما يمكن اعتبار هذا القول في زمن سابق، بينما تكشف الفترة الزمنية الحالية انغماس بعض الأدباء في المجال السينمائي، وخير دليل على ذلك أمين صالح نفسه الذي كتب السيناريو وشارك في الندوات السينمائية وكتب العديد من الكتب في هذا المجال.. ويلحظ أن الساحة الأدبية المحلية بزغ منها العديد من الأدباء الذين انشغلوا في تحريك الجانب السينمائي قد يكون في مقدمتهم الشاعر أحمد الملا، ولو أردنا ذكر البعض سنجد الروائي عبدالله عياف، والروائي والقاص سعد الدوسري، والشاعر عبدالوهاب العريض، وآخرين أسهموا في هذا الجانب.
وأستطيع القول بصورة شاملة: إن التعالي في الفن هو الفخ الذي يسقط أي طائر، ولا يمكنه من التحليق عاليّاً.
كما أن النقد يأخذ مجالاً تنويرياً ومشاركاً في التغلغل لإظهار ما كان خافياً فنيّاً، ومع انثيال التجارب السينمائية في حياتنا الفنية، لا غنى عن المساندة النقدية ذات الأثر الإيجابي، إذ إن النقد وصل إلى مفاهيم حديثة، تمكن الناقد من البحث عن الجماليات في أي عمل فني، بحيث تكون النظرة النقدية مكملة، ومتممة لإظهار العناصر الجمالية لأي عمل.
والصديق أمين صالح لم يهجر الرواية، وإنما تنبّه إلى أن السينما هي الإطار الضوئي الناقل للحياة بتفرع شؤونها في زمن الصورة، فمع عزوف الأدباء عن هذا الفن ومفاخرة بعضهم بأنهم لا يذهبون إلى صالات العرض ترفعاً واضعين أنفسهم في مكان أعلى من السينما وما تنتجه من إبداع ضوئي، ولأن أمين صاحب رؤية نافذة جمع بين الأدب كسرد وبين السينما كحوض تصب فيه كل الفنون، فمع تغير الأدوات احتلت السينما المركز المتقدم في إظهار بقية الفنون من خلال شاشتها، ولأن أمين ذو وجود إنساني شاعري وصل إلى فهم ثقافة الصورة وكيف لها أن تؤثر في صياغة وجدان المشاهدين.
ونحن الآن في المملكة نحتفي بهذا العالم السينمائي ولدينا أحلام عذاب في اللحاق بمن سبقونا بعد تذليل المصائب التي كانت تواجه هذا العالم المتسع، وانصباب الدعم الحكومي ودخول المستثمر للاستثمار في هذه الصناعة وافتتاح دور عرض الأفلام يكون الواجب على المنشغلين بهذا الفن الارتفاع بالمنتج السينمائي؛ لكي يتم جذب المشاهدين للمشاهدة، وتمكين خلق قاعدة عريضة معنية بهذا الفن، وكما يقول حبيبنا أمين صالح: «العروض هي دروس نظرية مهمة، منها يكتسب السينمائي المعرفة، ومنها ينطلق لاستيعاب المزيد من العناصر الفنية لأن المشاهدة تنمي الوعي الفني والفكري، إلى جانب أنها تحقق المتعة».
ولسنا هنا نقتعد مجالس بيع النصائح ومع ذلك على الشباب السينمائي انقاذ أعمالهم من النظرة الاستهلاكية، أي أن الاستباق قائم على تقديم فلم لا يضيف للمنتج المحلي ولا يضيف لصناع الفلم أيضاً، فبضرورة تعميق البعد الفكري، ويحدث ذلك بكثافة القراءة وهو العنصر الذي يلحظ على المنشغلين بالفن السينمائي، فالقراءة هي مفتاح الدخول الى أبواب وكنوز أي مجال كان.
وحين ذكر أمين صالح (في أحد لقاءاته) ترفع الأدباء عن الخوض في السينما يمكن اعتبار هذا القول في زمن سابق، بينما تكشف الفترة الزمنية الحالية انغماس بعض الأدباء في المجال السينمائي، وخير دليل على ذلك أمين صالح نفسه الذي كتب السيناريو وشارك في الندوات السينمائية وكتب العديد من الكتب في هذا المجال.. ويلحظ أن الساحة الأدبية المحلية بزغ منها العديد من الأدباء الذين انشغلوا في تحريك الجانب السينمائي قد يكون في مقدمتهم الشاعر أحمد الملا، ولو أردنا ذكر البعض سنجد الروائي عبدالله عياف، والروائي والقاص سعد الدوسري، والشاعر عبدالوهاب العريض، وآخرين أسهموا في هذا الجانب.
وأستطيع القول بصورة شاملة: إن التعالي في الفن هو الفخ الذي يسقط أي طائر، ولا يمكنه من التحليق عاليّاً.
كما أن النقد يأخذ مجالاً تنويرياً ومشاركاً في التغلغل لإظهار ما كان خافياً فنيّاً، ومع انثيال التجارب السينمائية في حياتنا الفنية، لا غنى عن المساندة النقدية ذات الأثر الإيجابي، إذ إن النقد وصل إلى مفاهيم حديثة، تمكن الناقد من البحث عن الجماليات في أي عمل فني، بحيث تكون النظرة النقدية مكملة، ومتممة لإظهار العناصر الجمالية لأي عمل.