نحن على موعد مع أربع سنوات أمريكية قد لا يكون لها شبيه في التأريخ السياسي الأمريكي الحديث، وطالما هي سنوات أمريكية فحتماً سيتأثر بها العالم من أقصاه إلى أقصاه لأنها أمريكا الحاضرة في كل زوايا الكرة الأرضية، والموجودة في كل بقعة من خريطة العالم بشكل أو بآخر. العاصفة التي أحدثها الرئيس المنتخب دونالد ترمب لم تهدأ بعد، بل إنها تزداد صخباً وإثارةً منذ إعلان فوزه، بسرعة اختياره لفريق عمل غير مألوف في الأدبيات السياسية الأمريكية التي قد تخرج قليلاً في بعض الأحيان عن التقاليد الكلاسيكية، ولكن ليس بهذا الشكل التحولي الكبير.
دونالد ترمب القادم من عالم المال والأعمال كواحد من أقطابه البارزين جاء هذه المرة ببرنامج عمل وسياسات مغايرة ومتجاوزة لحدود المساحة التي اعتاد الحزبان الجمهوري والديموقراطي اللعب فيها لزمن طويل، هل كان ذلك نتيجة وعي سياسي من خلال تجربته الرئاسية الأولى ثم انغماسه في عالم السياسة بعد ذلك بالمتابعة لما حدث، والمشاكل العصيبة التي تعرض لها. هو لم يخرج من هذا العالم بعد خروجه من البيت الأبيض، لكنه ربما تعامل مع الوضع بعقلية رجل الأعمال المغامر الذي خسر صفقة لكنه يصر على كسب أخرى، حتى لو كانت الصفقة بحجم الحرب من أجل العودة إلى البيت الأبيض مهما كلفه الأمر، وها هو قد عاد كأول رئيس أمريكي يسجل هذه السابقة التي ضخّت في شرايينه كمية هائلة من النشوة والثقة، لكن ربما يكون حساب الحقل غير حساب البيدر، لاسيما إذا قرر الاصطدام بمؤسسات قوية راسخة عميقة الجذور.
نحن إزاء إدارة أمريكية جديدة كل ما فيها مثير. البنود الانتخابية وبرنامج العمل الموعود للرئيس ترمب فيه الكثير من الجرأة التي تلامس حد المغامرة. في الداخل يريد مواجهة البيروقراطية في أداء الأجهزة الفيدرالية ورفع كفاءتها وترشيد إنفاقها كأحد أهم ملامح برنامج عمل إدارته، بالإضافة إلى خطوات جريئة أخرى يود اتخاذها كترحيل المهاجرين غير الشرعيين وضبط الحدود وتصحيح محتوى التعليم، بالإضافة إلى الصحة والبطالة والتضخم، وكلها ملفات صعبة قد تسبّب له الصداع في حال إصراره على تنفيذها أو في حال عدم قدرته على ذلك.
خارجياً، يريد ترمب إنهاء الحروب والنزاعات التي قال إنها لم تكن لتحدث لو كان في سدة الحكم، وبكل بساطة يؤكد أنه قادر على إنهاء بعضها خلال أيام معدودة. من لا يريد ذلك؟ ولكن لا يبدو أن الحروب المعقدة والأزمات المزمنة ستنتهي بهذه السهولة. على الأرجح هو مجرد استهلاك إعلامي انتخابي يدغدغ به أمنيات وتطلعات الراغبين في الخلاص من تلك الحروب والأزمات. وأيضاً فإن أمريكا حاضرة كأحد أهم أسباب حدوث واستمرار بؤر الاشتعال في العالم، وهناك مؤسسات عميقة لها مصالح في استمرارها وإدارتها، لن يستطيع الرئيس بسهولة فرض قراراته عليها.
في كل الأحوال، العالم على موعد مع أربع سنوات قد تعيد تشكيل أشياء كثيرة داخل أمريكا وخارجها إذا جرت الرياح كما تشتهي سفينة ترمب، لكن المشكلة ماذا سيحدث إذا عاندت الرياح شخصاً عنيداً بطبعه. الله وحده أعلم.
دونالد ترمب القادم من عالم المال والأعمال كواحد من أقطابه البارزين جاء هذه المرة ببرنامج عمل وسياسات مغايرة ومتجاوزة لحدود المساحة التي اعتاد الحزبان الجمهوري والديموقراطي اللعب فيها لزمن طويل، هل كان ذلك نتيجة وعي سياسي من خلال تجربته الرئاسية الأولى ثم انغماسه في عالم السياسة بعد ذلك بالمتابعة لما حدث، والمشاكل العصيبة التي تعرض لها. هو لم يخرج من هذا العالم بعد خروجه من البيت الأبيض، لكنه ربما تعامل مع الوضع بعقلية رجل الأعمال المغامر الذي خسر صفقة لكنه يصر على كسب أخرى، حتى لو كانت الصفقة بحجم الحرب من أجل العودة إلى البيت الأبيض مهما كلفه الأمر، وها هو قد عاد كأول رئيس أمريكي يسجل هذه السابقة التي ضخّت في شرايينه كمية هائلة من النشوة والثقة، لكن ربما يكون حساب الحقل غير حساب البيدر، لاسيما إذا قرر الاصطدام بمؤسسات قوية راسخة عميقة الجذور.
نحن إزاء إدارة أمريكية جديدة كل ما فيها مثير. البنود الانتخابية وبرنامج العمل الموعود للرئيس ترمب فيه الكثير من الجرأة التي تلامس حد المغامرة. في الداخل يريد مواجهة البيروقراطية في أداء الأجهزة الفيدرالية ورفع كفاءتها وترشيد إنفاقها كأحد أهم ملامح برنامج عمل إدارته، بالإضافة إلى خطوات جريئة أخرى يود اتخاذها كترحيل المهاجرين غير الشرعيين وضبط الحدود وتصحيح محتوى التعليم، بالإضافة إلى الصحة والبطالة والتضخم، وكلها ملفات صعبة قد تسبّب له الصداع في حال إصراره على تنفيذها أو في حال عدم قدرته على ذلك.
خارجياً، يريد ترمب إنهاء الحروب والنزاعات التي قال إنها لم تكن لتحدث لو كان في سدة الحكم، وبكل بساطة يؤكد أنه قادر على إنهاء بعضها خلال أيام معدودة. من لا يريد ذلك؟ ولكن لا يبدو أن الحروب المعقدة والأزمات المزمنة ستنتهي بهذه السهولة. على الأرجح هو مجرد استهلاك إعلامي انتخابي يدغدغ به أمنيات وتطلعات الراغبين في الخلاص من تلك الحروب والأزمات. وأيضاً فإن أمريكا حاضرة كأحد أهم أسباب حدوث واستمرار بؤر الاشتعال في العالم، وهناك مؤسسات عميقة لها مصالح في استمرارها وإدارتها، لن يستطيع الرئيس بسهولة فرض قراراته عليها.
في كل الأحوال، العالم على موعد مع أربع سنوات قد تعيد تشكيل أشياء كثيرة داخل أمريكا وخارجها إذا جرت الرياح كما تشتهي سفينة ترمب، لكن المشكلة ماذا سيحدث إذا عاندت الرياح شخصاً عنيداً بطبعه. الله وحده أعلم.