-A +A
مي خالد
في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) بلغ إجمالي الخسائر بين الجنود في تلك الحرب ما بين تسعة وأحد عشر مليوناً، وبلغ إجمالي عدد القتلى بين المدنيين ما بين ستة و13 مليوناً. ومن المحزن أن تجد وأنت تفحص عدد القتلى الهائل في الحروب، أن الأرقام تحتوي على هامش خطأ ضخم. ففي زمن الحرب لا يتم تسجيل خسائر الأرواح البشرية بدقة. ولكن حتى الحدود العليا والدنيا الغامضة التي يتم تقديرها تذهل العقول.

وإذا لم تكن الخسائر في الأرواح في الحرب العالمية الأولى مروعة بما فيه الكفاية، فقد أعقبتها الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، حيث كانت الخسائر في الأرواح أعلى من ذلك بكثير. ففي الحرب العالمية الثانية مات ما بين 21 و25 مليون عسكري، لكن عدد القتلى بين المدنيين بلغ 50 و55 مليوناً.


وعلى الرغم من هوامش الخطأ الكبيرة في الحربين العالميتين إلا أن عدد القتلى فيهما أكثر دقة من عدد القتلى في الحروب التي شُنت من عام ألفين حتى عامنا هذا، لم نعد نحصل على تقارير موثوقة عن الفظائع التي تحدث في مناطق الحرب، لأنه على الغالب لا يُسمح للمراسلين بالدخول. مع ملاحظة أن الحروب الأهلية أشد دموية وأكثر عدد قتلى.

وبعض البلدان مثل السودان، تعاني من الصراعات مرارًا وتكرارًا. وقد وصفتها الأمم المتحدة بأنها «واحدة من أسوأ الكوابيس الإنسانية في التاريخ الحديث».

ولكن على الرغم من الخسائر المروعة التي لحقت بالأرواح في هذه الحروب الإقليمية، فإن اندلاع حرب عالمية أخرى (الحرب العالمية الثالثة) سوف يكون أعظم بعدة مرات من أي شيء شهده التاريخ من قبل. لقد أصبحنا بارعين للغاية في قتل بعضنا البعض إلى الحد الذي يجعل من الصعب استيعاب الأرقام!

فقد حسبت إحدى عمليات المحاكاة التي أجرتها جامعة برينستون والتي أطلق عليها «الخطة أ»، أن الحرب النووية بين الولايات المتحدة وروسيا إن وقعت، فقد تسفر عن سقوط 91.5 مليون قتيل في الساعات القليلة الأولى منها!