-A +A
حمود أبو طالب
الدولة الحيوية سباقها الأهم مع الزمن، وتحديها الأكبر مع سرعة الإنجاز، وطموحها الأبرز أن تتحقق إنجازاتها بأعلى معايير الجودة والكفاءة. عبارة أن الشعب السعودي لا يعرف المستحيل التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في بداية مشروعه التأريخي رؤية 2030، بدت للبعض في خارج المملكة وحتى في داخلها، ضرباً من المبالغة والطموح الجامح الذي قد يصعب تحقيقه، هذا الاعتقاد ربما يكون له وجه من الصحة في حالة واحدة هي عندما يكون الشعب خاملاً راكداً لا يتوفر على كفاءات وخبرات عالية التأهيل، وعندما تكون الدولة غير مبدعة ولا تأخذ بالأسباب التي تضمن لها تحقيق طموحها مهما كان كبيراً، ولكن في حالة المملكة الواقع عكس ذلك، فغالبية شعبها من الشباب عالي التأهيل نتيجة تعليم متفوق في الداخل وبرامج ابتعاث إلى أرقى جامعات العالم، جيل شغوف بالتحدي والتميز، يرفده جيل أقدم من الخبرات المخضرمة في كل مجال. هذه الثروة البشرية راهنت عليها الدولة برؤية مبدعة وخطط محكمة وبرامج عمل نشطة وحوكمة دقيقة وتنافسية عالية وإشراف لصيق، وبالتالي فإن النتيجة الطبيعية لطرفي المعادلة من شعب مؤهل طموح ودولة مبدعة برؤيتها هو استحالة وجود المستحيل.

وهنا نحن لا نتحدث بعاطفة، وإنما لدينا أدلة وبراهين وحقائق تثبت أننا جديرون بأن نتمادى في الطموح؛ لأننا قادرون على تحقيق أقصاه وأفضله، الاختبار الذي خضناه منذ بداية العمل على برامج الرؤية يؤكد أنه لا يوجد مستحيل إذا توفرت الإرادة وعناصر النجاح. لقد تحول الوطن إلى ورشة عمل كبرى تستقطب أنظار العالم، وأصبح نقطة جذب متميزة لكبريات الشركات العالمية العابرة للقارات في مختلف مجالات التقنية والصناعة والإعمار والاقتصاد، أصبحت المملكة علامة عالمية (براند) باقتصادها وثقافتها وتأريخها وسياحتها وموروثها الثري المتنوع. ورشة العمل المستمرة لا تتوقف نهاراً وليلاً من شاطئ الخليج إلى ضفاف البحر الأحمر، ومن نيوم شمالاً إلى جازان جنوباً، وداخل هذه المساحة الهائلة تنهض المشاريع المتميزة في كل منطقة. وأما عاصمة الوطن الرياض فهي حكاية أخرى بكل ما يحدث فيها ولم يكن يخطر ببال.


للكلام عن هذا الموضوع شجون كثيرة لا يمكن اختصارها في مقالٍ عابر، كلام سوف يتكرر كل وقت وعلى لسان كل سعودي، لكن الذي جعل الخواطر السابقة تتداعى في ذهني هذا الصباح هو قراءتي لخبر في موقع التواصل الحكومي يفيد بأن 12 مستهدفاً من مستهدفات الرؤية تم تحقيقها خلال العام الماضي 2024، أفلا أملك سبباً وجيهاً للسعادة بهذا الإنجاز ومشاركة كل سعودي معي بهذا الخبر المبهج؟.