-A +A
سعيد السريحي
المصحف الشريف الذي كان على مكتبه، وحرصه على وصف القرآن الكريم بالكريم كلما ذكر هو إشارته إلى ما تحض عليه الأديان من إخلاص في العمل، كل ذلك يضع علامة استفهام كبرى حول ما إذا كان صالح المنصور الذي لقي حتفه دهسا قبل ثلاثة أيام في الرياض شيوعيا بالمعنى الذي طبقته أجندة الثورة الشيوعية في موسكو وكرسه مونفيستو البلاشفة فأغلق المساجد والكنائس والمعابد وطارد المسلمين والنصارى واليهود وحارب كل من يؤمن بالله والغيب واعتبر الدين أفيون الشعوب.

صالح المنصور بدا في التقرير الذي بثته قناة العربية مؤمنا شديد الإخلاص لما يؤمن به ولم يكن المصحف الذي كان على مكتبه مجرد زينة وإنما كان شهادة وموضع استشهاد لم يلبث أن أحال إليه حين تحدث عن دور الدين في نهضة الشعوب.


ولم يكن المنصور بحاجة إلى أن ينافق جهة أو يداجي أحدا وهو المعروف بصراحته وصدقه الذي ينم عليه مسلكه وملبسه وكل طريق يسلكها في حياته بدءا من لون ربطة العنق وانتهاء بأسماء أبنائه وبناته.

لم يكن المنصور شيوعيا بالمعنى الذي انتهت إليه الماركسية في تطبيق البلاشفة لها وتحويلها من فلسفة إلى أيديولوجيا على نحو دفع ماركس حين اطلع على بعض محاولات اختصار فلسفته إلى أجندات حزبية أن يهتف: إذا كانت هذه هي الماركسية فأنا لست ماركسيا، ثم جاءت الثورة الشيوعية بعد وفاته لتؤكد ما كان يتخوف منه.

لم يكن المنصور شيوعيا غير أنه وجد في مبادئ الشيوعية ما يمكن أن يكون نقيضا للحياة الرأسمالية وما يمكن أن تؤدي إليه من نمط استهلاكي في الملبس والمسكن ومختلف جوانب الإنفاق على نحو يؤدي إلى التباين بين طبقات المجتمع بين غنى فاحش وفقر مدقع.

لم يكن المنصور شيوعيا، ولو كانت الشيوعية هي ما كان عليه المنصور فإنه لن يكون الشيوعي الأخير.