كتب الأستاذ عبدالرحمن الراشد مقالا ينتقد فيه أولئك الذين يحرضون المملكة على اتخاذ موقف صارم من أمريكا ومعاملتها بالمثل ردا على إصدارها قانون جاستا.
يرفع الأستاذ الراشد في مقاله راية التعقل والحكمة، محذرا من محاولة إغضاب أمريكا أو اتخاذ موقف يوتر العلاقة معها، فأمريكا لا يمكن للدول العربية الاستغناء عنها، وعلى العرب أن يتذكروا أن أمريكا هي التي أنقذت الكويت من براثن صدام، ولو أن الكويت كانت علاقتها متوترة بأمريكا أو أنها سبق أن تسببت في إغضابها، لما وجدتها تقف معها في وقت الشدة! وخلاصة المقال أن على العرب أن يحنوا رؤوسهم عند هبوب العواصف الأمريكية فوقهم، لأنهم ليسوا مؤهلين لمواجهة ذلك العملاق المخيف من جهة، ولأنهم في حاجة مستمرة إلى أمريكا من جهة أخرى.
رأي الكاتب يعيد إلى الذاكرة ما قاله الشاعر العربي قديما: (إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى.
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه)، فبحسب هذا الرأي على المملكة أن تشرب وتعل من ماء أمريكا الكدر، اقتناعا منها أن لا غنى لها عن أمريكا، وأنها قد تكون الخاسرة فيما لو أغضبتها! لكن هذا الرأي لم يعجبني، حتى وإن هو لم يتجاوز الحقيقة في وصف الواقع الذي تعيشه الدول العربية في احتياجها المستمر لأن تكون تحت المظلة الأمريكية، لكنه لم يعجبني، لأنه بدا لي مجسدا الذل النفسي، عاكسا الفلسفة الابيقورية، التي تضع غايتها التخلص من الألم، بصرف النظر عما يُدفع من ثمن، فأنا وأمثالي ما زلنا ننام ونصحو على ترنيمات أمثالنا العربية الخالدة، (المنيّة ولا الدنيّة)، (تموت الحرة ولا تأكل بثدييها)، فكان عسيرا عليّ تقبل مثل ذلك الرأي! حقا قد تكون الدول العربية في حاجة أمريكا، وقد تكون غير قادرة على مواجهتها وليس من مصلحتها إفساد العلاقة معها، قد يكون هذا كله صحيحا، لكن السكوت على أخطائها وتحمل إساءاتها، لا يمكن أن يكون حكمة تستحق الاحترام والإعجاب إلا في حال واحدة، أن يكون ذلك سلما يُرتقى لتغيير الواقع المر والخروج من زنزانة الحاجة الدائمة إلى أمريكا.
يرفع الأستاذ الراشد في مقاله راية التعقل والحكمة، محذرا من محاولة إغضاب أمريكا أو اتخاذ موقف يوتر العلاقة معها، فأمريكا لا يمكن للدول العربية الاستغناء عنها، وعلى العرب أن يتذكروا أن أمريكا هي التي أنقذت الكويت من براثن صدام، ولو أن الكويت كانت علاقتها متوترة بأمريكا أو أنها سبق أن تسببت في إغضابها، لما وجدتها تقف معها في وقت الشدة! وخلاصة المقال أن على العرب أن يحنوا رؤوسهم عند هبوب العواصف الأمريكية فوقهم، لأنهم ليسوا مؤهلين لمواجهة ذلك العملاق المخيف من جهة، ولأنهم في حاجة مستمرة إلى أمريكا من جهة أخرى.
رأي الكاتب يعيد إلى الذاكرة ما قاله الشاعر العربي قديما: (إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى.
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه)، فبحسب هذا الرأي على المملكة أن تشرب وتعل من ماء أمريكا الكدر، اقتناعا منها أن لا غنى لها عن أمريكا، وأنها قد تكون الخاسرة فيما لو أغضبتها! لكن هذا الرأي لم يعجبني، حتى وإن هو لم يتجاوز الحقيقة في وصف الواقع الذي تعيشه الدول العربية في احتياجها المستمر لأن تكون تحت المظلة الأمريكية، لكنه لم يعجبني، لأنه بدا لي مجسدا الذل النفسي، عاكسا الفلسفة الابيقورية، التي تضع غايتها التخلص من الألم، بصرف النظر عما يُدفع من ثمن، فأنا وأمثالي ما زلنا ننام ونصحو على ترنيمات أمثالنا العربية الخالدة، (المنيّة ولا الدنيّة)، (تموت الحرة ولا تأكل بثدييها)، فكان عسيرا عليّ تقبل مثل ذلك الرأي! حقا قد تكون الدول العربية في حاجة أمريكا، وقد تكون غير قادرة على مواجهتها وليس من مصلحتها إفساد العلاقة معها، قد يكون هذا كله صحيحا، لكن السكوت على أخطائها وتحمل إساءاتها، لا يمكن أن يكون حكمة تستحق الاحترام والإعجاب إلا في حال واحدة، أن يكون ذلك سلما يُرتقى لتغيير الواقع المر والخروج من زنزانة الحاجة الدائمة إلى أمريكا.