المقصود هنا هو التصرفات الصبيانية الفردية غير اللائقة بالكبار.
وتُفاجئنا عندما تصدر من بعض الحكومات.
والتاريخ يظهر أمثلة عجيبة ترسخ مبدأ المبزرة، واليكم الموضوع من الآخر.
خلال هذا الشهر ستكون ذكرى تاريخ الاعتداء الثلاثي على مصر الشقيقة.
وتحديدا ففي أكتوبر 1956 قامت إنجلترا، وفرنسا، والكيان الصهيوني بالهجوم على مصر.
وإليكم بعض التفاصيل: قام الرئيس المصري جمال عبدالناصر بمجموعة مبادرات هزت العالم ومنها التعاقد مع تشيكوسلوفاكيا لشراء الأسلحة السوفيتية الحديثة شاملة طائرات «الميج» و«الإليوشن» النفاثة الحديثة لبناء جيش قوي.
وكانت هذه الأعمال بسبب رفض الغرب تزويد مصر بالأسلحة الحديثة.
وعلى صعيد آخر، كان مشروع السد العالي من أهم المشاريع التنموية للحد من مشكلة الفيضانات السنوية للأراضي المصرية، ولتوليد كميات هائلة من الطاقة.
وطلبت مصر تمويل المشروع من الولايات المتحدة والبنك الدولي.
وفوجئت برفض طلب تمويل المشروع من الجهتين بطريقة تفتقر إلى الدبلوماسية، فلجأ إلى الاتحاد السوفييتي للتمويل.
وهنا زادت حدة توتر العلاقات مع الغرب.
وبعدها قام عبدالناصر بالاعتراف بحكومة الصين الشيوعية فتم تصعيد التوتر.
وكان أيضا من المؤيدين لثورة الجزائر الشقيقة ضد الاستعمار الفرنسي.
ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما قام بتأميم قناة السويس في يوليو 1956.
يعني أصبحت القناة التي تمر منها خيرات أوروبا في أيدى الحكومة المصرية.
وللعلم فكانت إنجلترا آنذاك تنعم بنمو اقتصادي كبير تغذيه طاقة البترول التي كانت تمر عبر قناة السويس، وتحديدا كانت حوالى 80% من احتياجات الطاقة الإنجليزية تمر عبر ذلك المسار البحري المهم.
أضف إلى ذلك أن دخل قناة السويس السنوي كان حوالى مائة مليون دولار.
لكنها تحولت «بجرة قلم» من تحت يد إنجلترا وفرنسا إلى مصر.
وبعدها قرر رئيسا الحكومتين الفرنسية والإنجليزية التخلص من عبدالناصر وحكومته بخطة بدايتها احتلال قناة السويس.
وتمت دعوة قوى «إبليس» في المنطقة وهي الكيان الصهيوني للتخطيط لذلك.
واجتمعوا سرا في ضاحية «سيفريه» في باريس ليطبخوا «مسرحية» عناصرها كالتالي: تعلن إسرائيل اعتراضها على تهديدات مصرية مزعومة فترسل قواتها إلى سيناء بالقرب من قناة السويس بقوات مظلية لتشتبك مع قوات مصر.
وتشمل الخطة ضرب قوات مصر الجوية، ومنشآتها العسكرية الحيوية واحتلال منطقة شريطية على طول قناة السويس لـتأمينها للملاحة العالمية.
وهنا تتدخل إنجلترا وفرنسا لتقول «ما يصحش يا عيال».
طبعا التصرف العجيب هنا هو أن تقوم حكومات الدولتين العظيمتين في العالم آنذاك بالتحالف مع الكيان الصهيوني لفبركة مسرحية «على المكشوف» «يعني يعني» أن العالم لن يفهم اللعبة، والمغزى الحقيقي للعدوان الثلاثي.
والمبزره هنا أن تلك الدول العظمى لم ترد أن تظهر بالعداء فوضعا تمثيلية مواجهة التهديد المصري لإسرائيل وردة فعل الصهاينة ثم دخولهما لفك الاشتباك والسيطرة على قناة السويس.
وبدأت العمليات العسكرية بعملية «قاديش» الصهيونية بالإنزال الجوي في سيناء بالقرب من قناة السويس.
وتجلت فيها قوى الحقد الصهيوني على مصر لأن مقدار القسوة لم يكن مبررا كما ظهر في العديد من المعارك وخصوصا تلك التي كانت تحت قيادة رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق آريل شارون.
وتلا ذلك الدخول الإنجليزي الفرنسي بعملية «الفارس» من قواعد في قبرص ومالطا للضرب الجوي ثم الإنزال المظلي على طول قناة السويس.
وبعدها تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بشدة ضد إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني.
وقاموا بتهديدات سياسية واقتصادية وعسكرية ترتب عليها انسحاب القوات من الأراضي المصرية، وتسبب في استقالة رئيس الوزراء الإنجليزي «أنتوني إيدن».
أمنــيــة تحركت المملكة لدعم مصر الشقيقة خلال تلك الأزمة بشتى الطرق أولها دعم القيادة، فكان الملك سعود رحمه الله من المعارضين للمبزرة بأشكالها وألوانها.
تم إرسال قوات سعودية لدعم الجيش المصري، وتم أيضا قطع البترول السعودي عن الغرب، وساهم المواطنون باقتطاع أجزاء من رواتبهم، وتطوع الكبار والصغار للمجهود الحربي والمدني والاقتصادي لنصرة الحق.
أتمنى أن نتذكر هذه المواقف لأن معرفة حقائق التاريخ مهمة.
والله أعلم بكافة التفاصيل وهو من وراء القصد.
وتُفاجئنا عندما تصدر من بعض الحكومات.
والتاريخ يظهر أمثلة عجيبة ترسخ مبدأ المبزرة، واليكم الموضوع من الآخر.
خلال هذا الشهر ستكون ذكرى تاريخ الاعتداء الثلاثي على مصر الشقيقة.
وتحديدا ففي أكتوبر 1956 قامت إنجلترا، وفرنسا، والكيان الصهيوني بالهجوم على مصر.
وإليكم بعض التفاصيل: قام الرئيس المصري جمال عبدالناصر بمجموعة مبادرات هزت العالم ومنها التعاقد مع تشيكوسلوفاكيا لشراء الأسلحة السوفيتية الحديثة شاملة طائرات «الميج» و«الإليوشن» النفاثة الحديثة لبناء جيش قوي.
وكانت هذه الأعمال بسبب رفض الغرب تزويد مصر بالأسلحة الحديثة.
وعلى صعيد آخر، كان مشروع السد العالي من أهم المشاريع التنموية للحد من مشكلة الفيضانات السنوية للأراضي المصرية، ولتوليد كميات هائلة من الطاقة.
وطلبت مصر تمويل المشروع من الولايات المتحدة والبنك الدولي.
وفوجئت برفض طلب تمويل المشروع من الجهتين بطريقة تفتقر إلى الدبلوماسية، فلجأ إلى الاتحاد السوفييتي للتمويل.
وهنا زادت حدة توتر العلاقات مع الغرب.
وبعدها قام عبدالناصر بالاعتراف بحكومة الصين الشيوعية فتم تصعيد التوتر.
وكان أيضا من المؤيدين لثورة الجزائر الشقيقة ضد الاستعمار الفرنسي.
ولكن المفاجأة الكبرى كانت عندما قام بتأميم قناة السويس في يوليو 1956.
يعني أصبحت القناة التي تمر منها خيرات أوروبا في أيدى الحكومة المصرية.
وللعلم فكانت إنجلترا آنذاك تنعم بنمو اقتصادي كبير تغذيه طاقة البترول التي كانت تمر عبر قناة السويس، وتحديدا كانت حوالى 80% من احتياجات الطاقة الإنجليزية تمر عبر ذلك المسار البحري المهم.
أضف إلى ذلك أن دخل قناة السويس السنوي كان حوالى مائة مليون دولار.
لكنها تحولت «بجرة قلم» من تحت يد إنجلترا وفرنسا إلى مصر.
وبعدها قرر رئيسا الحكومتين الفرنسية والإنجليزية التخلص من عبدالناصر وحكومته بخطة بدايتها احتلال قناة السويس.
وتمت دعوة قوى «إبليس» في المنطقة وهي الكيان الصهيوني للتخطيط لذلك.
واجتمعوا سرا في ضاحية «سيفريه» في باريس ليطبخوا «مسرحية» عناصرها كالتالي: تعلن إسرائيل اعتراضها على تهديدات مصرية مزعومة فترسل قواتها إلى سيناء بالقرب من قناة السويس بقوات مظلية لتشتبك مع قوات مصر.
وتشمل الخطة ضرب قوات مصر الجوية، ومنشآتها العسكرية الحيوية واحتلال منطقة شريطية على طول قناة السويس لـتأمينها للملاحة العالمية.
وهنا تتدخل إنجلترا وفرنسا لتقول «ما يصحش يا عيال».
طبعا التصرف العجيب هنا هو أن تقوم حكومات الدولتين العظيمتين في العالم آنذاك بالتحالف مع الكيان الصهيوني لفبركة مسرحية «على المكشوف» «يعني يعني» أن العالم لن يفهم اللعبة، والمغزى الحقيقي للعدوان الثلاثي.
والمبزره هنا أن تلك الدول العظمى لم ترد أن تظهر بالعداء فوضعا تمثيلية مواجهة التهديد المصري لإسرائيل وردة فعل الصهاينة ثم دخولهما لفك الاشتباك والسيطرة على قناة السويس.
وبدأت العمليات العسكرية بعملية «قاديش» الصهيونية بالإنزال الجوي في سيناء بالقرب من قناة السويس.
وتجلت فيها قوى الحقد الصهيوني على مصر لأن مقدار القسوة لم يكن مبررا كما ظهر في العديد من المعارك وخصوصا تلك التي كانت تحت قيادة رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق آريل شارون.
وتلا ذلك الدخول الإنجليزي الفرنسي بعملية «الفارس» من قواعد في قبرص ومالطا للضرب الجوي ثم الإنزال المظلي على طول قناة السويس.
وبعدها تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بشدة ضد إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني.
وقاموا بتهديدات سياسية واقتصادية وعسكرية ترتب عليها انسحاب القوات من الأراضي المصرية، وتسبب في استقالة رئيس الوزراء الإنجليزي «أنتوني إيدن».
أمنــيــة تحركت المملكة لدعم مصر الشقيقة خلال تلك الأزمة بشتى الطرق أولها دعم القيادة، فكان الملك سعود رحمه الله من المعارضين للمبزرة بأشكالها وألوانها.
تم إرسال قوات سعودية لدعم الجيش المصري، وتم أيضا قطع البترول السعودي عن الغرب، وساهم المواطنون باقتطاع أجزاء من رواتبهم، وتطوع الكبار والصغار للمجهود الحربي والمدني والاقتصادي لنصرة الحق.
أتمنى أن نتذكر هذه المواقف لأن معرفة حقائق التاريخ مهمة.
والله أعلم بكافة التفاصيل وهو من وراء القصد.