لدينا قناعات راسخة بأن الغرب لم يحقق ما حققه من تقدم وتمدن ورقي وتصنيع وإبداع إلا بفضل علماء مسلمين، منهم الفارابي، والخوارزمي، والكندي، والرازي، وابن رشد، وابن الهيثم. إذ كان الغرب يعيش الجهل والفوضى والمرض وكنا ننعم بالتقدم.
جاء زمن تالٍ فانطلق الغرب خطوة، وتخلفنا خطوات، وحمّل معظم مفكرينا، الغرب مسؤولية ما عاناه المسلمون من تخلف ورجعية وجهل ونزاعات. وعزا المفكرون والأتباع السبب إلى الاستعمار، والاستشراق، والتبشير، والمؤامرات.
منذ أشهر تحاورت مع ثلاثة من المختصين في علم المخطوطات، ومما قالوه إن ثلاثة ملايين مخطوط سلبها منا الغرب، وموجودة في خزائنه، إذ كانت الحروب الصليبية تخصص كتيبة من الجيش لحمل المكتبات ونقلها إلى أماكن آمنة في الغرب.
ولم يسلم الباحثون الثلاثة برغم أكاديميتهم وموضوعية طرحهم من إسناد تقدم الغرب إلى ما جمعوه من تراثنا ومنجز علمائنا المسلمين في الطب والفلك والرياضيات والهندسة وعلوم الفضاء.
قلت يا سادتي: ولكن العلماء المسلمين الذين أسسوا هذه العلوم لم يسلموا منا، فأجرأنا على الله نعتهم بالكفر، والأقل منه درجة صنفهم في خانة الإلحاد، والأكثر خشية من الله وصفهم بالزندقة، وهنا تنبعث أسئلة كبرى، إذا كنا نعترف بمكانة وبفضل هؤلاء الأجلاء علميا لماذا نطعن في عقائدهم ونرفض مؤلفاتهم ونحرق كتبهم ونشوّه صورتهم في أذهان الأجيال؟. بينما هم قيمة عليا عند الغرب أخذ عنهم وأسس حضارته واحتل صدارة العالم الأول!
قلتُ للمتحدثين: هل أخذ الغرب مخطوطات بعينها. وانتقى من تراثنا ما يؤهله للتقدم، أم أخذ كل ما وقعت عليه يده؟ قالوا: تارة ينتقي، وتارة يخم كل شيء، وسألتهم: هل تتوقعون أنه أخذ النسخة الأصلية التي يحتاجها وترك لنا خشاش المخطوطات؟ أجابوا: ربما، قلتُ ممازحا: لو استرددنا مخطوطاتنا المليونية هل سنكون عالما أول؟ ران الصمت.
أكادُ أجزمُ أن منجزات الغرب وحضارته قامت على تلاقح الثقافات، وتعاون الحضارات، وتفاعلها، وتعاملهم مع البحث العلمي بحرية وموضوعية، ولقابلية المجتمعات لديهم للانفتاح وقبول النافع مهما كان مصدره، بينما لا نزال منشغلين بعقيدة ومذهب العالم، وبالشعبي «وش هو من لحية» ولا أستبعد أن الثلاثة ملايين مخطوطة كلها فقه وتفاسير، فأين المخطوطات اللي عليها الكلام؟. علمي وسلامتكم.
جاء زمن تالٍ فانطلق الغرب خطوة، وتخلفنا خطوات، وحمّل معظم مفكرينا، الغرب مسؤولية ما عاناه المسلمون من تخلف ورجعية وجهل ونزاعات. وعزا المفكرون والأتباع السبب إلى الاستعمار، والاستشراق، والتبشير، والمؤامرات.
منذ أشهر تحاورت مع ثلاثة من المختصين في علم المخطوطات، ومما قالوه إن ثلاثة ملايين مخطوط سلبها منا الغرب، وموجودة في خزائنه، إذ كانت الحروب الصليبية تخصص كتيبة من الجيش لحمل المكتبات ونقلها إلى أماكن آمنة في الغرب.
ولم يسلم الباحثون الثلاثة برغم أكاديميتهم وموضوعية طرحهم من إسناد تقدم الغرب إلى ما جمعوه من تراثنا ومنجز علمائنا المسلمين في الطب والفلك والرياضيات والهندسة وعلوم الفضاء.
قلت يا سادتي: ولكن العلماء المسلمين الذين أسسوا هذه العلوم لم يسلموا منا، فأجرأنا على الله نعتهم بالكفر، والأقل منه درجة صنفهم في خانة الإلحاد، والأكثر خشية من الله وصفهم بالزندقة، وهنا تنبعث أسئلة كبرى، إذا كنا نعترف بمكانة وبفضل هؤلاء الأجلاء علميا لماذا نطعن في عقائدهم ونرفض مؤلفاتهم ونحرق كتبهم ونشوّه صورتهم في أذهان الأجيال؟. بينما هم قيمة عليا عند الغرب أخذ عنهم وأسس حضارته واحتل صدارة العالم الأول!
قلتُ للمتحدثين: هل أخذ الغرب مخطوطات بعينها. وانتقى من تراثنا ما يؤهله للتقدم، أم أخذ كل ما وقعت عليه يده؟ قالوا: تارة ينتقي، وتارة يخم كل شيء، وسألتهم: هل تتوقعون أنه أخذ النسخة الأصلية التي يحتاجها وترك لنا خشاش المخطوطات؟ أجابوا: ربما، قلتُ ممازحا: لو استرددنا مخطوطاتنا المليونية هل سنكون عالما أول؟ ران الصمت.
أكادُ أجزمُ أن منجزات الغرب وحضارته قامت على تلاقح الثقافات، وتعاون الحضارات، وتفاعلها، وتعاملهم مع البحث العلمي بحرية وموضوعية، ولقابلية المجتمعات لديهم للانفتاح وقبول النافع مهما كان مصدره، بينما لا نزال منشغلين بعقيدة ومذهب العالم، وبالشعبي «وش هو من لحية» ولا أستبعد أن الثلاثة ملايين مخطوطة كلها فقه وتفاسير، فأين المخطوطات اللي عليها الكلام؟. علمي وسلامتكم.