فوجئت إيران وعملاؤها في اليمن، وفوجئ العالم، بالرد الحاسم والحازم على انقلاب القلة الحوثية، وجماعة الرئيس المخلوع صالح، على الحكومة الشرعية اليمنية، لحساب إيران، ذلك الرد المتمثل في عملية «عاصفة الحزم» العربية السعودية. فقد أفسدت هذه العملية تخطيط إيران المؤكد لإقامة حكومة عميلة لها، تهيمن عبرها على اليمن، وتنطلق منه لنشر الاضطراب في جارة اليمن الكبرى. فلقد عطلت هذه العملية زحفهم، وأوقف تقدمهم نحو مكة المكرمة، كما سبق أن أعلنوا. ومما قوى هذا الرد الحازم هو التأييد الذى حظي به من قبل غالبية العرب والمسلمين، وبقية دول العالم، وصدور القرار الأممي رقم 2216 الداعم لهذه الحملة.
ورغم قوة ودقة الحملة إلا أنها لم تقض، حتى الآن، على الانقلابيين تماما، لأسباب عدة، لعل من أهمها:
• تردد القوى الدولية المتنفذة في الوقوف بحزم ضد القلة الانقلابية... «مخافة استشراء بعض التنظيمات الإرهابية في اليمن»..! بل ومحاباة تلك القلة على حساب الغالبية اليمنية.
• محاولة قادة عاصفة الحزم تجنب قصف أماكن مدنية يتحصن فيها الانقلابيون.
• تواصل الدعم العسكري والسياسي (الظاهر والخفي) للانقلابيين من الأطراف المعادية للتحالف الخليجي العربي، والراغبة في بث الفوضى المدمرة في أطراف العالم العربي.
• وقوف أطراف يمنية مؤثرة على الحياد، وعدم المشاركة في المقاومة الشعبية ضد الانقلابيين، لأسباب مختلفة.
• رغبة التحالف الخليجي العربي في إنقاذ اليمن، واستعجال حل الإشكالية عبر المفاوضات (التي لم تنجح حتى الآن). وذلك مع استبعاد الحلول الوسطى.
صحيح، أن «عاصفة الحزم» لم تقض بعد على كل قوات الحوثيين وصالح، وتحصيناتهم، ولكنها دمرت نحو 70% من قوتهم العسكرية. وأجبرت الحوثيين وميليشيا صالح على الجلوس إلى مائدة المفاوضات، رغم عدم كسر شوكتهم. وبالتالي، يمكننا القول إن هذه العملية قد حققت معظم، وليس كل، أهدافها. إذ إنها كشفت تلك المؤامرة الدنيئة، وأوقفت تنفيذها، وعرقلت الزحف والتمدد الفارسي في الأرض العربية. ولكننا ما زلنا في انتظار النهاية السعيدة، في اليمن السعيد. وانتظارنا أمسى على أحر من الجمر.
ويبقى السؤال: متى تنتهي مأساة الحوثيين في اليمن، ويبدأ أهلها العملية السياسية الحقيقية المنتظرة، في ظل حكومة وفاق وطني، تتضمن: الاتفاق على دستور يمني جديد.. تتفق عليه كافة الأطراف السياسية اليمنية، ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يتمخض عنها حكومة يمنية تمثل غالبية الشعب اليمني، وتحظى بتأييد هذه الغالبية، مع مراعاة الحقوق المشروعة للأقليات اليمنية المختلفة؟!
سبق أن بادر التحالف الخليجي العربي بإعلان توقف الجزء العسكري من «عاصفة الحزم»، وبدء الجزء السياسي منها تحت عنوان عملية «إعادة الأمل». ربما يكون من المناسب الآن تأكيد وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات السياسية في ما بين كافة القوى والأطراف اليمنية الرئيسة، تحت إشراف أكثر شمولية وحزما من قبل منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، ومشاركة أكثر فاعلية للتحالف العربى. ويحتاج ذلك إلى إلغاء ما سمي بـ «المجلس السياسي» الذى أقامه الانقلابيون، وما ترتب على قيامه، وإنشاء حكومة «وحدة وطنية» مؤقتة.
تدير اليمن، والعملية السياسية المأمولة التي تتضمن تحديدا، كما أشرنا، ما يلى:
1 – إقرار الدستور اليمني الجديد: وقد سبق للحوار الوطني اليمني إقرار هذا الدستور. وربما يحتاج الآن إلى مراجعة وتعديلات طفيفة.
2 – إعادة صياغة نظام الأحزاب السياسية اليمني، وإقامة نظام حزبي يسمح لكل القوى اليمنية المختلفة بإنشاء أحزاب.. تتنافس على السلطة عبر صناديق الاقتراع، وليس باستخدام الرشاشات والمدافع، والاستقواء بالخارج.
3 – إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف دولي نزيه.
4 – بدء عملية شاملة للتنمية وإعادة الإعمار.
إن «أطراف» المخطط الجهنمي المعادي للأمة العربية والإسلامية، يختلفون فيما بينهم في كثير من السياسات، ولكنهم «يتفقون» على ضرورة إضعاف الأمة العربية والإسلامية، وتمزيقها.. لهذا، فإنهم «يتعاونون» (بشكل أو آخر، علناً وسراً، قصدا وعفوا) لإنفاذ هذا المخطط وغيره، باعتبار أن هدفه هو هدف كبير مشترك لكل هذه الأطراف الإقليمية والعالمية. ومعظم ما يجري باليمن، وغيره، يؤكد هذه الحقيقة المرة.
وأيضا، لا بد من التأكيد ــ مرة أخرى ــ بأن السبب الرئيس (والأهم) لضعف الأمة، واضطراب وتدهور أحوالها، وتفاقم مشكلاتها وأزماتها، هو ما تعاني منه ذاتياً من عيوب وإشكاليات. ولولا هذا الضعف الذاتي ربما لم تتمكن القوى الإقليمية والعالمية المناوئة من الكيد هكذا لهذه الأمة، والنجاح في تحقيق أهدافها المدمرة الرهيبة في الأرض العربية والإسلامية.
ورغم قوة ودقة الحملة إلا أنها لم تقض، حتى الآن، على الانقلابيين تماما، لأسباب عدة، لعل من أهمها:
• تردد القوى الدولية المتنفذة في الوقوف بحزم ضد القلة الانقلابية... «مخافة استشراء بعض التنظيمات الإرهابية في اليمن»..! بل ومحاباة تلك القلة على حساب الغالبية اليمنية.
• محاولة قادة عاصفة الحزم تجنب قصف أماكن مدنية يتحصن فيها الانقلابيون.
• تواصل الدعم العسكري والسياسي (الظاهر والخفي) للانقلابيين من الأطراف المعادية للتحالف الخليجي العربي، والراغبة في بث الفوضى المدمرة في أطراف العالم العربي.
• وقوف أطراف يمنية مؤثرة على الحياد، وعدم المشاركة في المقاومة الشعبية ضد الانقلابيين، لأسباب مختلفة.
• رغبة التحالف الخليجي العربي في إنقاذ اليمن، واستعجال حل الإشكالية عبر المفاوضات (التي لم تنجح حتى الآن). وذلك مع استبعاد الحلول الوسطى.
صحيح، أن «عاصفة الحزم» لم تقض بعد على كل قوات الحوثيين وصالح، وتحصيناتهم، ولكنها دمرت نحو 70% من قوتهم العسكرية. وأجبرت الحوثيين وميليشيا صالح على الجلوس إلى مائدة المفاوضات، رغم عدم كسر شوكتهم. وبالتالي، يمكننا القول إن هذه العملية قد حققت معظم، وليس كل، أهدافها. إذ إنها كشفت تلك المؤامرة الدنيئة، وأوقفت تنفيذها، وعرقلت الزحف والتمدد الفارسي في الأرض العربية. ولكننا ما زلنا في انتظار النهاية السعيدة، في اليمن السعيد. وانتظارنا أمسى على أحر من الجمر.
ويبقى السؤال: متى تنتهي مأساة الحوثيين في اليمن، ويبدأ أهلها العملية السياسية الحقيقية المنتظرة، في ظل حكومة وفاق وطني، تتضمن: الاتفاق على دستور يمني جديد.. تتفق عليه كافة الأطراف السياسية اليمنية، ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يتمخض عنها حكومة يمنية تمثل غالبية الشعب اليمني، وتحظى بتأييد هذه الغالبية، مع مراعاة الحقوق المشروعة للأقليات اليمنية المختلفة؟!
سبق أن بادر التحالف الخليجي العربي بإعلان توقف الجزء العسكري من «عاصفة الحزم»، وبدء الجزء السياسي منها تحت عنوان عملية «إعادة الأمل». ربما يكون من المناسب الآن تأكيد وقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات السياسية في ما بين كافة القوى والأطراف اليمنية الرئيسة، تحت إشراف أكثر شمولية وحزما من قبل منظمة الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، ومشاركة أكثر فاعلية للتحالف العربى. ويحتاج ذلك إلى إلغاء ما سمي بـ «المجلس السياسي» الذى أقامه الانقلابيون، وما ترتب على قيامه، وإنشاء حكومة «وحدة وطنية» مؤقتة.
تدير اليمن، والعملية السياسية المأمولة التي تتضمن تحديدا، كما أشرنا، ما يلى:
1 – إقرار الدستور اليمني الجديد: وقد سبق للحوار الوطني اليمني إقرار هذا الدستور. وربما يحتاج الآن إلى مراجعة وتعديلات طفيفة.
2 – إعادة صياغة نظام الأحزاب السياسية اليمني، وإقامة نظام حزبي يسمح لكل القوى اليمنية المختلفة بإنشاء أحزاب.. تتنافس على السلطة عبر صناديق الاقتراع، وليس باستخدام الرشاشات والمدافع، والاستقواء بالخارج.
3 – إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف دولي نزيه.
4 – بدء عملية شاملة للتنمية وإعادة الإعمار.
إن «أطراف» المخطط الجهنمي المعادي للأمة العربية والإسلامية، يختلفون فيما بينهم في كثير من السياسات، ولكنهم «يتفقون» على ضرورة إضعاف الأمة العربية والإسلامية، وتمزيقها.. لهذا، فإنهم «يتعاونون» (بشكل أو آخر، علناً وسراً، قصدا وعفوا) لإنفاذ هذا المخطط وغيره، باعتبار أن هدفه هو هدف كبير مشترك لكل هذه الأطراف الإقليمية والعالمية. ومعظم ما يجري باليمن، وغيره، يؤكد هذه الحقيقة المرة.
وأيضا، لا بد من التأكيد ــ مرة أخرى ــ بأن السبب الرئيس (والأهم) لضعف الأمة، واضطراب وتدهور أحوالها، وتفاقم مشكلاتها وأزماتها، هو ما تعاني منه ذاتياً من عيوب وإشكاليات. ولولا هذا الضعف الذاتي ربما لم تتمكن القوى الإقليمية والعالمية المناوئة من الكيد هكذا لهذه الأمة، والنجاح في تحقيق أهدافها المدمرة الرهيبة في الأرض العربية والإسلامية.