-A +A
سعيد السريحي
الهيئة العامة للترفيه أعلنت عما تزمع إقامته من فعاليات خلال الفترة القريبة القادمة، وقد بلغ عدد تلك الفعاليات ٢٦٦ فعالية موزعة على سبع مدن، وعلى الرغم من كثافة هذه الفعاليات إلا أن تكدسها في سبع مدن فقط يعني أن هناك مدنا، بل مناطق بأكملها ظلت خارج نطاق تغطية تلك الفعاليات، وظل المواطنون فيها محرومين مما يستمتع به مواطنون آخرون في تلك المدن السبع التي حظيت باهتمام هيئة الترفيه، ومع ذلك فليست هذه هي المسألة التي نود التوقف عندها وتتمثل في الإجابة على سؤال يتمثل فيما إذا كان دور هيئة الترفيه هو إعادة إنتاج ما كانت تنتجه مؤسسات أخرى من قبل وعلى رأسها جمعيات الثقافة والفنون وبعض أمانات المدن؟ وهل غاية ما يمكن أن تنهض به أن تكون بديلا لتلك المؤسسات أو شريكا لها فيما تقدمه؟ ما كان يتوقعه المواطنون وما أصبحوا يتمنونه الآن أن تتحرك هيئة الترفيه وفق إستراتيجية كفيلة بفتح نوافذ جديدة للترفيه وأن تحرص على تصحيح كثير من المفاهيم التي تحيط بمفهوم الترفيه وترسم مفاهيم مغلوطة له أدت إلى الحيلولة دون افتتاح دور للسينما وبناء مسارح مخصصة لتقديم العروض الفنية المختلفة فضلا عن العمل وغير ذلك من المؤسسات التي تلعب دورا هاما في تحقيق مفهوم الترفيه في كافة دول العالم.

ولا يمكن لهيئة الترفيه أن تنهض وحدها بتحقيق ذلك كله، إذ لا بد من مشاركة القطاع الخاص، خاصة أن الأنشطة الترفيهية يمكن لها أن تشكل نشاطا استثماريا يشكل عائدا للقطاع الخاص، وهذا يعني أن على هيئة الترفيه أن تنسق مع القطاع الخاص وأن تعمل على حصوله على التسهيلات اللازمة كي ينهض بدوره في هذا الشأن.


ما يتطلع إليه المواطنون أن تحقق لهم هيئة الترفيه تطورا نوعيا في مفهوم الترفيه وليس تجميعا لنشاطات كانت تقوم بها مؤسسات وجمعيات قبل ذلك.