-A +A
سعيد السريحي
في كلمته خلال افتتاح أعمال وفعاليات الملتقى العلمي السادس للجمعية السعودية للدراسات الأثرية تحدث رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الرئيس الفخري للجمعية السعودية للدراسات الأثرية الأمير سلطان بن سلمان عن أن الأثريين عانوا من كثير من التقاطعات التي حجبت عنهم بعض المواقع والتي لم تمكنهم من الانطلاق في أعمالهم، وقد ذكرتني كلمات سموه بما حدث حين استضافت اللجنة الثقافية العليا بجامعة أم القرى، وقد كنت عضوا فيها، الشيخ حمد الجاسر لإلقاء محاضرة اختار لها الجاسر عنوان (الآثار في مكة المكرمة)، تم توجيه الدعوات لحضور المحاضرة تحت العنوان الذي اختاره المحاضر، غير أن الإعلانات التي حملتها «اليافطات» في ممرات الجامعة وعلى جدران قاعة المحاضرات كانت تحمل عنوانا آخر هو (التراث في مكة)، قال لي الشيخ حمد وقد فاجأه العنوان البديل: ليس هذا العنوان الذي اتفقنا عليه، ولم أقل له إن اعتراضات حدثت بعد إقرار محاضرته أدت إلى تغيير العنوان.

كانت تلك الاعتراضات تنطلق من الموقف المتوجس تجاه أي حديث عن الآثار وأي عناية بها تحت وهم أن ذلك الحديث وتلك العناية تحمل تقديسا للحجارة وبقايا المنازل التي سكنها أقوام نزل عليهم عقاب من الله فأفناهم، وقد تخوف أولئك المتحفظون على العناية بالآثار أن يفضي ذلك الاهتمام إلى الشرك أو أن يؤدي إلى عودة البدع التي لم يكونوا يثقون أن وعي الناس كفيل بعدم العودة إليها.


وقد كان ذلك التغيير لعنوان محاضرة الشيخ الجاسر امتدادا لما حدث قبل ذلك من تغيير لاسم قسم الآثار الذي كان مخططا لإنشائه كي يصبح «قسم الحضارة الإسلامية» وبقيت المقتنيات الأولى لمتحف كان من المفترض أن يشرف عليه ذلك القسم مهملة في مستودعات الجامعة ولا أعرف ما الذي حل بها بعد ذلك.

ولم يكن التوجس من الآثار أمرا تختص به جامعة أم القرى فقد كان ذلك التوجس يشكل تيارا عاما أدى إلى تعثر البحث الآثاري ومعاناة العاملين في هذا الحقل على النحو الذي تحدث عنه سمو الأمير.