عندما شخص لنا الله الداء، وحدد لنا الدواء، لم نقتنع فبحثنا عن علاج أمراضنا - بدنية وروحانية - في عيادات الأطباء، بل ربما شد بعضنا الرحال لأقاصي الغرب والشرق يطلب العلاج، مع أن هذا العلاج متاح بين أيدينا، ولا يكلفنا من المال شيئا، وإنما يتطلب منا إرادة وعزيمة ونية صادقة.
سئل أحد العلماء: ما الذي أوصل حال المسلمين إلى هذه الدرجة من الذل والهوان وتكالب الأعداء؟، فلا مراء في أننا في شتى المجالات نتبوأ ذيل القائمة «في الأخلاق والمعاملات، في التقدم العلمي والتكنولوجي، بل وفي الرياضة وغيرها من أمور الحياة. ونظيف بأن الغرب أخذوا ثقافتنا الإسلامية، وطبقوها من دون إقرار الإسلام، فأصبحت أخلاقهم هكذا. أجاب العالم: بتفضيلكم ثمانية على ثلاثة. فسأل أحدهم: ما هي الثمانية التي فضلناها، وما هي الثلاثة؟
أجاب العالم الذكي الفقيه: قل إن كان 1 – آباؤكم 2 – وأبناؤكم 3 – وإخوانكم 4 – وأزواجكم 5 – وعشيرتكم 6 – وأموال اقترفتموها 7 – وتجارة تخشون كسادها 8 – ومساكن ترضونها، أحب إليكم من: 1 – الله 2 – ورسوله 3 – وجهاد في سبيل الله، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين. لينظر كل منا إلى هذه الثمانية وهذه الثلاثة، سيجدها مجتمعة أو متفرقة في شخصه. فمن منا لا يحب – أكثر من أي شيء آخر – آباءه، أو أبناءه، أو إخوانه أو زوجاته أو قبيلته وعشيرته أو أمواله أو تجارته أو عمارته و بناياته، ويفضلها - كلها أو بعضها - على حب الله تعالى ورسوله، والجهاد في سبيل الله؟!.
حب الله تعالى وحب رسوله يتمثل في طاعتهما، والعمل بما تركاه لنا من قرآن كريم وسنة نبوية مطهرة، كما أن الجهاد واسع الدلالة، لا يقتصر على خوض المعارك والحروب للذود عن الأرض والعرض والدين، وإنما يشمل أيضا مجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس، وعدم التسليم لهما.
النتيجة الحتمية لتفضيل الثمانية علي الثلاثة واردة في الآية الكريمة: «والله لا يهدي القوم الفاسقين»، وعدم الهداية الربانية آثاره تنعكس على الفرد والمجتمع، وما أظن ما نعانيه في حياة الأمة الإسلامية من ذل وهوان وانحطاط إلا ثمار عدم الهداية وزد عليها وصف أولئك الذين يفضلون هذه الثمانية على هذه الثلاثة بالفسق والعياذ بالله. مطلوب منا صحوة روحانية وعودة إيمانية إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه، وأن نتمسك بهما ونجاهد أنفسنا وشهواتنا وغرائزنا، وشياطين الجن والإنس منا، حتى نفيق مما نحن فيه فتزول مذلتنا، ويتحول هواننا إلى قوة، فنكبر في عيون الناس لا بقوتنا المادية وحسب، بل لأننا فضلنا الثلاثة على الثمانية. الداء معروف، والدواء موصوف، حتى يشفى المجتمع كله، اللهم حببنا في الثلاثة، واجعلنا من المفضلين لها على الثمانية، بل على كل زينة الدنيا ومباهجها.
Dr.rasheed17@gmail.com
سئل أحد العلماء: ما الذي أوصل حال المسلمين إلى هذه الدرجة من الذل والهوان وتكالب الأعداء؟، فلا مراء في أننا في شتى المجالات نتبوأ ذيل القائمة «في الأخلاق والمعاملات، في التقدم العلمي والتكنولوجي، بل وفي الرياضة وغيرها من أمور الحياة. ونظيف بأن الغرب أخذوا ثقافتنا الإسلامية، وطبقوها من دون إقرار الإسلام، فأصبحت أخلاقهم هكذا. أجاب العالم: بتفضيلكم ثمانية على ثلاثة. فسأل أحدهم: ما هي الثمانية التي فضلناها، وما هي الثلاثة؟
أجاب العالم الذكي الفقيه: قل إن كان 1 – آباؤكم 2 – وأبناؤكم 3 – وإخوانكم 4 – وأزواجكم 5 – وعشيرتكم 6 – وأموال اقترفتموها 7 – وتجارة تخشون كسادها 8 – ومساكن ترضونها، أحب إليكم من: 1 – الله 2 – ورسوله 3 – وجهاد في سبيل الله، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين. لينظر كل منا إلى هذه الثمانية وهذه الثلاثة، سيجدها مجتمعة أو متفرقة في شخصه. فمن منا لا يحب – أكثر من أي شيء آخر – آباءه، أو أبناءه، أو إخوانه أو زوجاته أو قبيلته وعشيرته أو أمواله أو تجارته أو عمارته و بناياته، ويفضلها - كلها أو بعضها - على حب الله تعالى ورسوله، والجهاد في سبيل الله؟!.
حب الله تعالى وحب رسوله يتمثل في طاعتهما، والعمل بما تركاه لنا من قرآن كريم وسنة نبوية مطهرة، كما أن الجهاد واسع الدلالة، لا يقتصر على خوض المعارك والحروب للذود عن الأرض والعرض والدين، وإنما يشمل أيضا مجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس، وعدم التسليم لهما.
النتيجة الحتمية لتفضيل الثمانية علي الثلاثة واردة في الآية الكريمة: «والله لا يهدي القوم الفاسقين»، وعدم الهداية الربانية آثاره تنعكس على الفرد والمجتمع، وما أظن ما نعانيه في حياة الأمة الإسلامية من ذل وهوان وانحطاط إلا ثمار عدم الهداية وزد عليها وصف أولئك الذين يفضلون هذه الثمانية على هذه الثلاثة بالفسق والعياذ بالله. مطلوب منا صحوة روحانية وعودة إيمانية إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه، وأن نتمسك بهما ونجاهد أنفسنا وشهواتنا وغرائزنا، وشياطين الجن والإنس منا، حتى نفيق مما نحن فيه فتزول مذلتنا، ويتحول هواننا إلى قوة، فنكبر في عيون الناس لا بقوتنا المادية وحسب، بل لأننا فضلنا الثلاثة على الثمانية. الداء معروف، والدواء موصوف، حتى يشفى المجتمع كله، اللهم حببنا في الثلاثة، واجعلنا من المفضلين لها على الثمانية، بل على كل زينة الدنيا ومباهجها.
Dr.rasheed17@gmail.com