وصلتني صورة تاريخية تظهر بعضا من رجال زمان وأعمالهم الجليلة التي خدمت هذه البلاد بكل إخلاص وأمانة. شعرت من رؤية الصورة أن أشارك قراء هذه الجريدة بتاريخ بلادنا وأذكرهم برجال زمان حيث برجالها تشقى البلاد وتسعد. وبمناسبة هذا الشهر الفضيل حيث يصادف مرور سبعة عشر عاما على وفاة أول مدير عام لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر والدي يرحمه الله تلك الصورة التاريخية التي تذكرنا برجال زمان ومن بر الوالد بر أصدقائه (يرحمهم الله). عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل فقال يا رسول الله: هل بقي من بر أبوَي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما» هذا كله من بر الوالدين بعد وفاتهما. لهذا سوف أشارك القراء محتوى هذه الصورة التاريخية وهي صورة تحت مسمى «نادي السمرة» فكانت صورة أخذت في مزرعة والدي في مدينة بحرة وبها أعضاء «نادي السمرة». رغم اسم النادي الذي يوحي بناد يجتمع أعضاؤه ليسمروا ليلا إلا أن الصورة أخذت في عصر ذلك اليوم في المزرعة. وهذا إن دل عن شيء فهو يدل على أن رجال زمان السمر بالنسبة لهم كان يبدأ بعد صلاة العصر حتى بعد صلاة العشاء ثم تناول وجبة خفيفة للعشاء والانصراف لمنازلهم للنوم المبكر والاستيقاظ المبكر لبدء العمل المبكر. هكذا كان رجال زمان. اليوم السمرة تبدأ من بعد صلاة العشاء إلى الفجر. وبين من هم في الصورة كانوا يرحمهم الله جميعا ويسكنهم دار الخلد هم لا لترتيب الذكر أي أهمية فجميعهم كانوا من رجال زمان هم والدي السيد معتوق والأستاذ يونس سلامة يقابله في الصورة الأستاذ محمد محتسب والأستاذ عباس خميس يقابله الأستاذ عبدالكريم بكر والدكتور عبداللطيف جمجوم يقابله معالي الشيخ محمد إبراهيم مسعود ومعالي السيد حسن كتبي يقابلهما الأستاذ إبراهيم بكر زهران والأستاذ محمد نور جمجوم. رجال زمان كانوا قولا وفعلا أما كثير من رجال اليوم للأسف الشديد هم قول بلا فعل إلا من رحم ربي. الزمان يتغير والحكايات تعيد نفسها، عقول متحجرة وعقول متفتحة. زمان كان الدش خرابا وإن دخل البيت ما تعدى مجلس الرجال واليوم في غرفة السنيورة ستلايت والراعي راضٍ. زمان كان السائق لا يتحرك مع بنات البيت إلا بمحرم وغرفته معزولة عن البيت كله. اليوم أصبح السائق هو المحرم والبنت تطلع معه بسيارة مظللة وحجرته بوسط الحوش وأصبح يدخل ويخرج وأبو البيت في سبات بالاستراحة مع شلة الأنس. زمان كانت الأسواق ساكنة تأتي الأم وتشتري أغراضها وتمشي واليوم أصبحت متنزها وأيادي ماسكة الجوال وهاتي بلوتوث ورسائل وغراميات مع هذا وذاك. يجب أن لا نلوم رجال اليوم وفي اعتقادي مازال فيهم خير كثير إن شاء الله. المشكلة صارت في ازدياد واختلاط الصح بالغلط وأصبحوا يسايرون الوقت ويتمسكون بالبداية والناتج رضا بالنهاية. وأختم بقصة العجوز الذي مر به شاب فوجده يغرس شجرة نخيل فسأله: أيها الشيخ هل تأمل أن تأكل من هذه النخلة فهي بحاجة إلى سنوات طويلة كي تعطي ثمرا. فأجابه العجوز: زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون. فهذا العجوز من رجال أيام زمان أما البعض من رجال اليوم يقول أنا أولا و ما بعدي الطوفان. يرحمكم الله يا رجال زمان.
للتواصل ((فاكس 0126721108))
للتواصل ((فاكس 0126721108))