من أهم ما جعل المنطقة العربية، أكثر مناطق العالم سخونة واضطرابا وعدم استقرار، هي عوامل ومسببات ذاتية، أبرزها: الطائفية، الاستبداد السياسي، المذهبية، سوء تفسير الدين الإسلامي (الإسلاموية). هذا، إضافة إلى المسببات الخارجية، المتمثلة في المخطط الصهيوني – الإمبريالي الرامي للهيمنة على هذه المنطقة واستغلالها، عبر تقسيمها وشرذمتها، ونشر الاضطراب والفوضى السياسية فيها. فلقد كان قيام ونمو وتوسع إسرائيل – وما زال - في قلب المنطقة بمثابة كارثة لحقت بكل الشعوب العربية، وبكامل المنطقة.
ويخطئ من يظن أن الهدف الصهيوني يقتصر على اغتصاب فلسطين وحسب؛ فإسرائيل تعمل، على مدار الساعة، للإضرار بكل الأمة العربية دينا وحضارة. وتتآمر دائما على أمنها واستقرارها، وتعرقل ازدهارها. وهى تعيث في المنطقة ظلما وإفسادا وقتلا وتدميرا وإرهابا. إنها كيان يمارس إرهاب الدولة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذى يوحي صمته - وقبوله لأكثر أفعال إسرائيل – بوجود مؤامرة دولية كبرى تجاه المنطقة.
****
ومنذ هذا الحدث المشؤوم، طرحت عدة «حلول» لما بدأ يعرف بـ «القضية الفلسطينية»، و«الصراع العربي – الإسرائيلي». فقد تمخض عن نكبة قيام إسرائيل عام 1948 نشوء صراع بين الكيان الغاصب من جهة، وأهل فلسطين من الجهة الأخرى. وكان من الطبيعي أن يهب بقية العرب لمساعدة إخوانهم الفلسطينيين لمواجهة هذا الظلم الدولي الفادح، وأيضا لدرء الخطر الصهيوني عن بلادهم.. ذلك الخطر الذى يستهدفهم هم أيضا، فنشأ الصراع العربي – الصهيوني.
القضية الآن هي ظلم فادح أنزل بشعب كامل، وبالأمة التي ينتمي إليها هذا الشعب، وطرفاها: كيان غاصب (إسرائيل) يحظى بدعم القوى الاستعمارية الكبرى، من جانب، وشعب مستضعف اغتصبت بلاده (فلسطين) وأمة زرع في قلبها كيان عدواني دخيل.. يستهدف بقاءها وحضارتها (العرب) من الجانب الآخر.
****
العدالة المجردة الحقة تقضي بأن يعاد الحق لأصحابه، ويتم تعويض المتضرر عن كل ما ناله من ضرر، نتيجة العدوان عليه. هذا يعني: تفكيك إسرائيل، وعودة الغزاة (معظم شعبها) إلى البلاد التي أتوا منها، وتمكين الشعب الفلسطيني من العودة لدياره، واستعادة ممتلكاته. ولكن الواقع المحلي والإقليمي والعالمي الراهن لا يسمح بهذا الحل، ولا يتيح للعدالة الحقة أن تأخذ مجراها الطبيعي، وتتحقق على أرض الواقع. متى كانت العدالة الحقة تحكم العلاقات الدولية؟!
لذا، لم يكن هناك من بد سوى اللجوء إلى العدالة النسبية (الحلول الوسط). وعلى أساسها انطلقت العشرات من «مشاريع» الحلول، بدءا من خطة تقسيم فلسطين عام 1947، مرورا بـ «مبادرات» شهيرة أخرى.. حتى وصلنا إلى مبادرة السلام العربية، التي طرحت رسميا في العام 2002، والتي انطلقت أولا كمبادرة سعودية، واعتمدتها لاحقا جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي أيضا. كما طرحت مبادرة السلام الدولية، بعنوان «حل الدولتين».. وهى مستمدة أيضا من مبادرة السلام العربية، بقليل من التعديل.
***
هناك، إذن، صيغة لحل هذا الصراع (العدوان) متفق عليها فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، بل ودوليا. وأبرز «نقاط» هذه الصيغة تشمل:
أ - الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967.
ب- حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
جـ - قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية. عندئذ تقوم الدول العربية باعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. ويتم إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل، مع رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني في البلدان العربية المضيفة.
لكن إسرائيل ترفض – حتى الآن – هذه الصيغة، ولا تقبل هذا الحل... رغم أنه يعطيها ثلاثة أرباع فلسطين، ويمنحها شرعية الوجود، عربيا وإسلاميا، لأول مرة في تاريخها. وكل المحاولات والتحركات الدولية الحالية الرامية لـ «حل» هذا الصراع تنطلق من نقاط هذه الصيغة المتفق عليها. ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بالرفض الإسرائيلي – المدعوم أمريكيا – لهذا الحل. ولا يمكن، في الواقع، دفع اسرائيل لقبول هذا الحل إلا بضغوط من سادتها، وكبار داعميها. ولكن الأخيرين لا يريدون ممارسة ذلك الضغط... محاباة للكيان الصهيوني، ولأغراض في أنفسهم.
***
إسرائيل تريد كيانا يهوديا خالصا، وإن اضطرت لقبول بعض الفلسطينيين فيه، فإنهم سيقيمون في «كانتونات» معزولة تخضع للتفرقة العنصرية (Apartheid) الصهيونية. وفى كل الأحوال، تريد إسرائيل أن تكون القوة الإقليمية الآمرة الناهية بالمنطقة، عبر الهيمنة التامة عليها، وسواء بالتمدد الجغرافي، أو بدونه... عبر التفوق النوعي لكيانها، وإضعاف كل من حولها، وتمزيقهم إلى كيانات مهترئة مستضعفة.
على العرب أن يعوا تماما هذه الإستراتيجية الصهيونية، ويضغطوا، بكل ما أوتوا من قوة، على المجتمع الدولي لـ «حل» هذا الصراع (العدوان) وفق ما اتفق عليه عربيا ودوليا. وتظل صيغة هذا الحل هي أقل ما يمكن للعرب (والمسلمين) أن يرضوا به، كي يقبلوا بهذه الإسرائيل، وتوضع نهاية لهذا الصراع/ العدوان.
ويخطئ من يظن أن الهدف الصهيوني يقتصر على اغتصاب فلسطين وحسب؛ فإسرائيل تعمل، على مدار الساعة، للإضرار بكل الأمة العربية دينا وحضارة. وتتآمر دائما على أمنها واستقرارها، وتعرقل ازدهارها. وهى تعيث في المنطقة ظلما وإفسادا وقتلا وتدميرا وإرهابا. إنها كيان يمارس إرهاب الدولة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، الذى يوحي صمته - وقبوله لأكثر أفعال إسرائيل – بوجود مؤامرة دولية كبرى تجاه المنطقة.
****
ومنذ هذا الحدث المشؤوم، طرحت عدة «حلول» لما بدأ يعرف بـ «القضية الفلسطينية»، و«الصراع العربي – الإسرائيلي». فقد تمخض عن نكبة قيام إسرائيل عام 1948 نشوء صراع بين الكيان الغاصب من جهة، وأهل فلسطين من الجهة الأخرى. وكان من الطبيعي أن يهب بقية العرب لمساعدة إخوانهم الفلسطينيين لمواجهة هذا الظلم الدولي الفادح، وأيضا لدرء الخطر الصهيوني عن بلادهم.. ذلك الخطر الذى يستهدفهم هم أيضا، فنشأ الصراع العربي – الصهيوني.
القضية الآن هي ظلم فادح أنزل بشعب كامل، وبالأمة التي ينتمي إليها هذا الشعب، وطرفاها: كيان غاصب (إسرائيل) يحظى بدعم القوى الاستعمارية الكبرى، من جانب، وشعب مستضعف اغتصبت بلاده (فلسطين) وأمة زرع في قلبها كيان عدواني دخيل.. يستهدف بقاءها وحضارتها (العرب) من الجانب الآخر.
****
العدالة المجردة الحقة تقضي بأن يعاد الحق لأصحابه، ويتم تعويض المتضرر عن كل ما ناله من ضرر، نتيجة العدوان عليه. هذا يعني: تفكيك إسرائيل، وعودة الغزاة (معظم شعبها) إلى البلاد التي أتوا منها، وتمكين الشعب الفلسطيني من العودة لدياره، واستعادة ممتلكاته. ولكن الواقع المحلي والإقليمي والعالمي الراهن لا يسمح بهذا الحل، ولا يتيح للعدالة الحقة أن تأخذ مجراها الطبيعي، وتتحقق على أرض الواقع. متى كانت العدالة الحقة تحكم العلاقات الدولية؟!
لذا، لم يكن هناك من بد سوى اللجوء إلى العدالة النسبية (الحلول الوسط). وعلى أساسها انطلقت العشرات من «مشاريع» الحلول، بدءا من خطة تقسيم فلسطين عام 1947، مرورا بـ «مبادرات» شهيرة أخرى.. حتى وصلنا إلى مبادرة السلام العربية، التي طرحت رسميا في العام 2002، والتي انطلقت أولا كمبادرة سعودية، واعتمدتها لاحقا جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي أيضا. كما طرحت مبادرة السلام الدولية، بعنوان «حل الدولتين».. وهى مستمدة أيضا من مبادرة السلام العربية، بقليل من التعديل.
***
هناك، إذن، صيغة لحل هذا الصراع (العدوان) متفق عليها فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، بل ودوليا. وأبرز «نقاط» هذه الصيغة تشمل:
أ - الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967.
ب- حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
جـ - قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية. عندئذ تقوم الدول العربية باعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. ويتم إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل، مع رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني في البلدان العربية المضيفة.
لكن إسرائيل ترفض – حتى الآن – هذه الصيغة، ولا تقبل هذا الحل... رغم أنه يعطيها ثلاثة أرباع فلسطين، ويمنحها شرعية الوجود، عربيا وإسلاميا، لأول مرة في تاريخها. وكل المحاولات والتحركات الدولية الحالية الرامية لـ «حل» هذا الصراع تنطلق من نقاط هذه الصيغة المتفق عليها. ولكن كل هذه المحاولات تصطدم بالرفض الإسرائيلي – المدعوم أمريكيا – لهذا الحل. ولا يمكن، في الواقع، دفع اسرائيل لقبول هذا الحل إلا بضغوط من سادتها، وكبار داعميها. ولكن الأخيرين لا يريدون ممارسة ذلك الضغط... محاباة للكيان الصهيوني، ولأغراض في أنفسهم.
***
إسرائيل تريد كيانا يهوديا خالصا، وإن اضطرت لقبول بعض الفلسطينيين فيه، فإنهم سيقيمون في «كانتونات» معزولة تخضع للتفرقة العنصرية (Apartheid) الصهيونية. وفى كل الأحوال، تريد إسرائيل أن تكون القوة الإقليمية الآمرة الناهية بالمنطقة، عبر الهيمنة التامة عليها، وسواء بالتمدد الجغرافي، أو بدونه... عبر التفوق النوعي لكيانها، وإضعاف كل من حولها، وتمزيقهم إلى كيانات مهترئة مستضعفة.
على العرب أن يعوا تماما هذه الإستراتيجية الصهيونية، ويضغطوا، بكل ما أوتوا من قوة، على المجتمع الدولي لـ «حل» هذا الصراع (العدوان) وفق ما اتفق عليه عربيا ودوليا. وتظل صيغة هذا الحل هي أقل ما يمكن للعرب (والمسلمين) أن يرضوا به، كي يقبلوا بهذه الإسرائيل، وتوضع نهاية لهذا الصراع/ العدوان.