-A +A
خالد السليمان
لدي مشكلة دائمة مع بعض المزايدين على الوطنية، فعندما تنتقد أداء بعض الإدارات الحكومية يتهمونك في وطنيتك، وكأن الوطن اختصر في الحكومة ومؤسساتها، وهذا خطأ عظيم يقع فيه طرفان متناقضان: من يجسدون الأوطان بالحكومات، ومن يربطون مشاعرهم تجاه أوطانهم بمدى رضاهم على أداء حكوماتهم دون أن يدرك الطرفان أن الأوطان أسمى وأبقى!.

بالأمس القريب صادر البعض حق «الزعل» من فقدان الموظفين الحكومين بعض امتيازات وبدلات وظائفهم، واليوم يصادر نفس هذا البعض حق «القلق» من المتغيرات الاقتصادية والتحولات التي تعصف بالمنطقة وتأثيرها على حاضرنا ومستقبلنا، وكأن هؤلاء البعض يعيشون في عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه، أو أنهم يعيشون في أبراج عاجية عالية «تحصنت» ضد تقلبات الزمن!.


من حقنا أن نقلق على حاضرنا ومستقبل أولادنا، خاصة عندما لا نملك سوى السير في مسارات محددة سلفا، نقف في محطاتها وعند منعطفاتها وتقاطعاتها ومفترقاتها موقف المتفرج على ما يجري لنا وحولنا من تحولات عاصفة لا رأي لنا فيها ولا حول ولا قوة، ومن حقنا أن نسأل المسؤولين عما يقررونه في مكاتبهم لحياتنا وعما يرسمونه لمستقبلنا، فلم يعد الواقع يتحمل كلفة المغامرات والتجارب والاجتهادات غير المحسوبة!.

وإذا كان البعض قد نصب نفسه وصيا على المواطنة، فإننا أوصياء مؤتمنون على حاضر أبنائنا ومستقبل أحفادنا!.