-A +A
عبده خال
ترامب شخصية معتلة نفسيا ولو كانت هناك فحوصات نفسية تسبق أي ترشح للوصول إلى سدة الحكم - في أي بلاد- لربما تم إنقاذ البشرية من المعتلين، فاللحظات التاريخية في هذا الوقت لا تحتمل أي خطأ يكون سببا في دفع مختل إلى سدة حكم أكبر دولة في العالم.

وترامب كسب تأييد الجمهوريين وتقديمه كمنافس للوصول إلى البيت الأبيض جاء من خلال فحش قوله ومن الركض في مضمار العنصرية والكره لكل ما هو خارج القومية الأمريكية (حتى أن بعض الأمريكيين من أصول شرق آسوية وأفارقة نال منهم)، وكان موقفه العدائي الكاره لكل شيء سلاحه الذي احتزم به في منافسته لكي يكون رئيسا فلم يجنِ شيئا يذكر من استخدامه لذلك السلاح.


وقد أظهر ترامب من العته ما يكفي في الثلاث المناظرات التي خاضها مع السيدة كيلنتون وهزم هزيمة ساحقة، ولم يبقِ لنفسه أو حزبه من اللياقة الأدبية ما تحفظ للجمهوريين الاحترام والتسامح لتقديم هذا المرشح الكارثي، فقد خرج من المناظرات وليس له من نقاط سوى نثر الشتائم للسيدة كلينتون عندما وجد نفسه غير قادر على مجاراتها في معرفة الخارطة العالمية وما يدور في بقاع الأرض من معضلات تستوجب على كل مرشح لنيل منصب الرئيس أن يكون لديه الإلمام بالحد الأدنى منها، كما أن تصريحه الرافض لنتائج ديمقراطية الانتخابات وصمة عار في جبين الجمهوريين عندما قال إنه لن يعترف بها إن لم يفز بمنصب الرئيس!

ويبدو أن ترامب رجل المال الذي لا يعرف سوى المقامرة والركض خلف النساء ظن أن منصب الرئيس لعبة استثمارية يمكن لخبرته كرجل أعمال اقتناص الرئاسة لكي يمارس شططه كلما عنت له مزاجيته اللعب في خانة الهجوم والركض لتصويب الأهداف من غير كرة.. ولم يسبق في تاريخ منافسة المرشحين للوصول إلى الرئاسة ظهور شخصية كشخصية ترامب إذا أدى دورا هزليا لم يقم به الرئيس ريقان في فترة تسابقه للوصول للرئاسة وهو الممثل في الأصل..

ولترامب شوارع خلفية يمارس السير فيها لولعه ونزقه في معاكسة النساء الجميلات، فهاهي الفنانة الأمريكية المكسيكية (من أصل عربي) سلمى الحايك صرحت مؤخرا (في إحدى الإذاعات) بأنها تعرضت لمضايقات جنسية من المرشح ترامب وعندما رفضت أن تكون معه في موعد غرامي شنع عليها بأنها امرأة قصيرة للغاية.

وسلمى الحايك لم تكن الوحيدة التي لاحقها ترامب ليشبع وطره إنما حظي ملفه بملاحقات واتهامات بالتحرش الجنسي من قبل، العديد من السيدات، وكان من نصيب كل امرأة منهن جزالة لسانه البذيء.

ولأنه مرشح فاشل فإن البوصلة تتجه للسيدة كلنتون لأن تكون الرئيس 45 للولايات المتحدة وهذا من حظها لأنها التقت بمنافس لا يجيد فتح فمه في مواطن المنافسة وامتلاك الحجة والمعرفة في تسيير شؤون دولة عظمى، وإنما يجيد إطلاقه في مواطن العتة والكره لكل ما هو غير أمريكي.

ووصول السيدة كلنتون للبيت الأبيض لن يرحم عالمنا وسوف تعيد التقاط سياطها الملقاة على الأرض عندما تخلت عن وزارة الخارجية الأمريكية لكي تكون الرئيسة، فمع كل بزوغ نجم رئاسي في أمريكا تكون رقعة جغرافيتنا المكان المفضل لممارسة الرسم والتشويه أيضا ومع ذلك فهي أفضل فألا من سيئ الذكر ترامب.