مرت المنطقة العربية في فترات ماضية بتغيرات وتحولات متسارعة على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وخاصة بعد التغيير الجذري للأنظمة والبنى على كافة الأصعدة كما حدث في بعض الدول، وهي بدورها أحدثت حالات من الصراعات المتنوعة في أشكالها وأسبابها، حتى أصبحت تتقاطع فيما بينها وتتوالد من بعضها البعض، هذا إلى جانب السياقات التاريخية المعقدة التي مرت بها المنطقة، ولعل من أبرز الأسباب التي خلقت الأزمات ما يتمثل في إخفاقات كثير من الدول، وفشل بعض الأنظمة السياسية العربية في تحقيق التنمية وإرساء ثقافة المشاركة بالرأي وتنمية الوعي السياسي، ويبدو أن هذا التراكم سيسهم في ضعف الاستقرار لتلك الدول مستقبلا.
بعد أن كانت الشؤون السياسية في فترات ماضية بمثابة المنطقة المحظورة التي يخشى الناس الاقتراب منها، فإن هذه التطورات سمحت بفتح المجال للحديث حول الشؤون السياسية على مستوى الإعلام، ومن ثم التوسع في تداول المعلومة عبر شبكات الاتصال بعد أن كانت محصورة في إطار ضيق بعيدا عن تداول العامة وأحاديثهم، وقد تميزت مواقع التواصل الاجتماعي في تأثيرها على الجمهور، وهذا يخلق اهتماما لدى أفراد المجتمع نحو المعرفة والبحث عن مستجدات الساحة والتفاعل مع الأحداث في التجمعات الخاصة أو العامة، وهنا نتلمس التنافس الواضح لدى الأكثرية في محاولاتهم لفهم الواقع وتحليل الأحداث والتشارك بها مع الآخرين، بمعنى أن البعض يرى القيمة في ذاته بقدر ما يمكنه أن يعرف، فيما اتجهت الأنظار إلى الدور البارز الذي تلعبه المعرفة في مجال التنمية الإنسانية الشاملة، وهذا يعتمد على قدرة الفرد في تطوير نفسه ومدى اهتمامه بالحضور الفكري في فهم واقع الحياة.
التغيرات التي حدثت خلقت اتجاها لدى الفرد يعبر عن حاجته لفهم ما يدور حوله ومشاركته للآخرين في إطار تفاعلي متبادل، بصرف النظر عن كونه سلبيا أو إيجابيا، وهذا يقتضي تبدل الأدوار والمواقف بحيث لا تدوم على حالة واحدة بفعل تطور الوعي واختلاف الدوافع والآراء الفردية وكذلك المواقف السياسية، وسنجد في المحصلة أن هذا الدور يمثل احتياج الإنسان في تأكيد ذاته واستقلاله النفسي من منطلق الشعور بالأهمية في مجتمعه، ومن منطلق حاجته لتقديم نفسه كمثقف وهذا جيد، ولكن المهم ألا يبقى هذا الاتجاه رهينا للعشوائية فيتنامى بشكل غير منظم، خاصة في المجالات التي تقل فيها الخبرات الشخصية، بل إن النجاح يأتي في حسن استغلال هذا النمو وتوجيهه وتنمية التكامل الاجتماعي، حيث إنه يمكن من تنمية الثقافة وبناء الوعي السياسي على أسس المساواة والحقوق وأن نعيد صياغة العلاقات بين مكونات المجتمع، ودعم سياق التحديث المؤسسي، ونتجاوز أسباب التخلف والانحطاط العالق في الثقافة السائدة.
بعد أن كانت الشؤون السياسية في فترات ماضية بمثابة المنطقة المحظورة التي يخشى الناس الاقتراب منها، فإن هذه التطورات سمحت بفتح المجال للحديث حول الشؤون السياسية على مستوى الإعلام، ومن ثم التوسع في تداول المعلومة عبر شبكات الاتصال بعد أن كانت محصورة في إطار ضيق بعيدا عن تداول العامة وأحاديثهم، وقد تميزت مواقع التواصل الاجتماعي في تأثيرها على الجمهور، وهذا يخلق اهتماما لدى أفراد المجتمع نحو المعرفة والبحث عن مستجدات الساحة والتفاعل مع الأحداث في التجمعات الخاصة أو العامة، وهنا نتلمس التنافس الواضح لدى الأكثرية في محاولاتهم لفهم الواقع وتحليل الأحداث والتشارك بها مع الآخرين، بمعنى أن البعض يرى القيمة في ذاته بقدر ما يمكنه أن يعرف، فيما اتجهت الأنظار إلى الدور البارز الذي تلعبه المعرفة في مجال التنمية الإنسانية الشاملة، وهذا يعتمد على قدرة الفرد في تطوير نفسه ومدى اهتمامه بالحضور الفكري في فهم واقع الحياة.
التغيرات التي حدثت خلقت اتجاها لدى الفرد يعبر عن حاجته لفهم ما يدور حوله ومشاركته للآخرين في إطار تفاعلي متبادل، بصرف النظر عن كونه سلبيا أو إيجابيا، وهذا يقتضي تبدل الأدوار والمواقف بحيث لا تدوم على حالة واحدة بفعل تطور الوعي واختلاف الدوافع والآراء الفردية وكذلك المواقف السياسية، وسنجد في المحصلة أن هذا الدور يمثل احتياج الإنسان في تأكيد ذاته واستقلاله النفسي من منطلق الشعور بالأهمية في مجتمعه، ومن منطلق حاجته لتقديم نفسه كمثقف وهذا جيد، ولكن المهم ألا يبقى هذا الاتجاه رهينا للعشوائية فيتنامى بشكل غير منظم، خاصة في المجالات التي تقل فيها الخبرات الشخصية، بل إن النجاح يأتي في حسن استغلال هذا النمو وتوجيهه وتنمية التكامل الاجتماعي، حيث إنه يمكن من تنمية الثقافة وبناء الوعي السياسي على أسس المساواة والحقوق وأن نعيد صياغة العلاقات بين مكونات المجتمع، ودعم سياق التحديث المؤسسي، ونتجاوز أسباب التخلف والانحطاط العالق في الثقافة السائدة.