في بهو إحدى الدوائر القضائية، جلس إلى جواري مراجع مرتبك يبدو من هيئته أنها الوهلة الأولى التي يدخل فيها محكمة، وما إن بدأنا الحديث حتى أخذ يفضفض لي قائلاً: أعمل مندوب تسويق بشركة، وأتقاضى إلى جانب راتبي البسيط عمولة لا بأس بها، كنت خلال السنوات الماضية أتعرض لتدخلات كثيرة في عملي من بعض الزملاء بهدف سرقة مجهودي، لكن المدير المسؤول كان يقف لهم بالمرصاد ويجير العمولة كاملة لحسابي، كنت أنظر إليه بإعجاب وأراه قدوتي بالحياة، حتى دخلت الشركة في أزمة مالية، وذهبت لأصرف عمولتي عن الأعمال الكبيرة التي جلبتها مؤخراً، لكنهم قالوا لي: المدير شرح على المعاملة بأنك لا تستحق أي عمولة.. ومنـح أحد الزملاء مكافأة رمزية عنها!؟
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، يجب علينا أن نهيئ أنفسنا منذ اللحظة ليس فقط لمواجهة الظروف المالية المتأزمة، وإنما لمواجهة التغيرات الجذرية التي ستطرأ على نفوس وتعاملات الناس من حولنا !؟
رأينا قبل أيام كيف كان ظهور الوزراء الثلاثة ومدى الصدمة العارمة التي اعتلت نفوس المواطنين الذين كانوا ينتظرون من يطمئنهم ويسهم في انتشالهم من الهموم المتزاحمة فإذا هم أمام غرقى يحاولون التشبث بهم طلباً للنجاة، كذلك رأينا أمين تلك البلدية الذي قدح من رأسه وسن قانوناً يقضي بإلزام مرؤوسيه بإثبات الحضور خمس مرات باليوم، ليتحول نشاط تلك الجهة من مراقبة المعايير المطلوبة بالمحلات التجارية والعمائر السكنية إلى تحليل بصمات الموظفين، رأينا أيضاً الزيادة النسبية لحوادث المضاربات الجماعية بالمدارس والميادين ومدى الحقد الدفين الذي يسكن المتورطين فيها!
في الغد القريب، قد لا تجد ذلك الصديق الذي اعتدت على سخائه وبقائه إلى جانبك حتى في أحلك الظروف، قد يزداد الشقاق بين ذلك الزوج وزوجته بعد أن نفد صبرها وتأكد لها بأن الأوضاع المتردية شبه أبدية، قد يصبح ذلك الشاب الذي يطمح للحصول على فرصة عمل أكثر عزلة وأكثر قابلية للانحراف، قد تمتد الخلافات بين الإخوة وتتوسع الضغائن والشكاوى بين الورثة، حتى ذلك البلد الشقيق الذي عودنا على مواقفه المشرفة قد يتحول فجأة لألد الخصوم، قد يحدث كل ذلك وأكثر، متى تمادى الإنسان في إهمال قيمه ومشاعره وبات ينظر للأمور بشكل مادي !؟ في النهاية علينا أن نؤمن تماماً بأن الفلوس بالرغم من أهميتها، إلا أنها قد تتعوض لكن النفوس لا يمكن أن تتعوض.
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، يجب علينا أن نهيئ أنفسنا منذ اللحظة ليس فقط لمواجهة الظروف المالية المتأزمة، وإنما لمواجهة التغيرات الجذرية التي ستطرأ على نفوس وتعاملات الناس من حولنا !؟
رأينا قبل أيام كيف كان ظهور الوزراء الثلاثة ومدى الصدمة العارمة التي اعتلت نفوس المواطنين الذين كانوا ينتظرون من يطمئنهم ويسهم في انتشالهم من الهموم المتزاحمة فإذا هم أمام غرقى يحاولون التشبث بهم طلباً للنجاة، كذلك رأينا أمين تلك البلدية الذي قدح من رأسه وسن قانوناً يقضي بإلزام مرؤوسيه بإثبات الحضور خمس مرات باليوم، ليتحول نشاط تلك الجهة من مراقبة المعايير المطلوبة بالمحلات التجارية والعمائر السكنية إلى تحليل بصمات الموظفين، رأينا أيضاً الزيادة النسبية لحوادث المضاربات الجماعية بالمدارس والميادين ومدى الحقد الدفين الذي يسكن المتورطين فيها!
في الغد القريب، قد لا تجد ذلك الصديق الذي اعتدت على سخائه وبقائه إلى جانبك حتى في أحلك الظروف، قد يزداد الشقاق بين ذلك الزوج وزوجته بعد أن نفد صبرها وتأكد لها بأن الأوضاع المتردية شبه أبدية، قد يصبح ذلك الشاب الذي يطمح للحصول على فرصة عمل أكثر عزلة وأكثر قابلية للانحراف، قد تمتد الخلافات بين الإخوة وتتوسع الضغائن والشكاوى بين الورثة، حتى ذلك البلد الشقيق الذي عودنا على مواقفه المشرفة قد يتحول فجأة لألد الخصوم، قد يحدث كل ذلك وأكثر، متى تمادى الإنسان في إهمال قيمه ومشاعره وبات ينظر للأمور بشكل مادي !؟ في النهاية علينا أن نؤمن تماماً بأن الفلوس بالرغم من أهميتها، إلا أنها قد تتعوض لكن النفوس لا يمكن أن تتعوض.