يحصل بعض الموظفين على إجازات مرضية دونما حاجة لتلك التقارير لأنهم ليسوا مرضى، وإنما هدفهم الغياب عن العمل والنجاة من خصم أيام الغياب من رواتبهم الشهرية معتقدين أن حصولهم على تقارير طبية بطرق ملتوية يضمن لهم استلام راتبهم الشهري كاملاً غير منقوص، بما في ذلك أيام الغياب بموجب ما لديهم من تقارير، وأن ذلك سوف يعفيهم من كونهم قد أخذوا مالاً عاماً يتمثل في رواتب الأيام التي لم يعملوا بها بمساعدة التقارير المزيفة، دون وجه حق، مع أنهم بذلك التصرف «يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون» لأنهم يعلمون علم اليقين أن ما أخذوه من مال دون قيامهم بما يقابل ذلك المال من جهد وعمل وإنجاز لن يحلله تقرير طبي هم أول من يعلم حقيقته وأنه أُعطي لهم من قبل فاسدين مثلهم يعتبرون إعطاء مثل تلك التقارير المزيفة من واجبات المجاملة وبناء العلاقات وتبادل المنافع، ولذلك فإن التنديد بعمل من يحصل على تقارير طبية بأنه مريض وهو ليس بمريض ليغيب عن عمله أياماً أو أسابيع ثم يستلم راتبه كاملاً، والتنديد بمن يسهل عملية الحصول على تلك التقارير، شيء جيد خاصة إذا كان على رأس الإدارة مدير متسيب فاسد أو مهزوز الشخصية يؤثر السلامة ويدعي الحكمة ويقول لمن حوله إذا عاتبوه على عدم الحزم مع الموظفين المتلاعبين الذين يحصلون على الإجازة المرضية تلو الإجازة الاضطرارية وقبل وبعد كل إجازة اعتيادية، يقول لهم وهو يهز رأسه الكبير «اللي تغلب به العب به»، وهو يعني بهذه العبارة الشعبية الركيكة أن تغابيه وتعاميه عن موظفيه المتلاعبين يحقق له الاستمرار في العمل دون الدخول معهم في مواجهات ومحاسبات وتحقيقات فينال بذلك رضى رؤسائه عنه لأنهم هم أيضاً مشغولون بأمورهم الخاصة، ويهمهم أن تكون الأمور هادئة في الإدارات التابعة لهم حتى لو لم تحقق أي إنجاز يذكر. وأسوأ آثار الإجازات المرضية المزيفة، تلك التي يحصل عليها بعض المعلمين والمعلمات؛ لأن غيابهم عن طلابهم يجني عليهم ويؤثر في مستوى تحصيلهم تأثيراً يرافقهم حتى المرحلة الجامعية، فتكون الخسائر الوطنية مضاعفة وهي أشد وأنكى من تأثير غياب الموظفين الإداريين عن أعمالهم بحصولهم على تقارير طبية مزيفة!.