كثيرة هي الاخطاء التي تحدث عند البدء في توجيه كلمة من أي شخصية ويكون الاستفتاح بديباجته الأولى موجها لرئيس الجلسة.
ولأن العرب هم أصحاب المثل القائل (لسانك حصانك) فهم أول من يقفز من الصفوف استبشارا وتأكيدا أن الحصان كبا.
وقد حضرت مثل هذه الأخطاء مرارا عندما كنت صحفيا موكلا بتغطية بعض الأحداث، ومع أي خطأ ملتبس عادة يحدث التغامز بين الحضور، ويزداد الاستنكار فداحة إذا كان الخطأ يمس راعي الحفل في اسمه أو الصفات المقترنة به، وفي إحدى المرات (وكنا وفدا ثقافيا) جاءت كلمة وزيرنا ومع اعتلائه المنصة أخرج كلمته من جيبه وألقاها - يبدو من غير تركيز- فكانت الكارثة بأن معد الكلمة وضع اسم رئيس دولة أخرى في مكان راعي الحفل - لتقارب اسمي الرئيسين- ومنذ أن بدأ الوزير كلمته تكهرب المكان تماما وحدثت همهمة ولغط خفيض ولأن الوزير لم يتنبه للخطأ الفادح الذي وقع فيه (ونحن كوفد لم نتنبه لذلك) إلا بعد ارتفاع صوت أحد الصحفيين ممسكا بالخطأ فما كان من وزيرنا سوى المضي في كلمته وبين مقطعين أو ثلاثة كان يذكر الاسم الصحيح لراعي الحفل بالتبجيل والتعظيم فتلاشى الخطأ الأول وامتص غضب واستنكار العيون المكهربة.
يحدث هذا الخطأ كثيرا، ومثل هذه الأخطاء تمكننا من التعرف على إجابة السؤال الدائم: لماذا الإصرار على قراءة الخطاب من خلال ورقة في عالمنا العربي، والإجابة عليه نقول أن حساسيتنا تتعاظم مما يقال ولتخفيف هذا الرعب يأتي كل متحدث متسلحا بورقة، وهذا يكشف لنا أيضا: لماذا تكون خطاباتنا ثقيلة جافة (متصنمة) والويل كل الويل لمن يخرج عن النص ويحاول ترقيع أي خطأ يحدث بما تجود به قريحته من ظرف أو حنكة.
وكنت أتمنى من معالي الأستاذ إياد مدني مواصلة كلمته من غير أن تخرج عيناه عن الخطاب المعد. فلربما امتصت وسائل الإعلام عدم ذكر الاسم الصحيح لراعي الحفل بأقل أثر مما أحدثه استدراكه.
وبعض الصحفيين يضرمون النار من مواقعهم، فقط يحتاجون شرارة صغيرة لكي يشعلوا نيرانهم في الأماكن الآمنة.
ومع اتساع رقعة وسائل الاتصال كان المحرضون لخلخلة العلاقة الثنائية بين السعودية ومصر يبحثون عن أي قشة لإشعالها، وفي خطأ معالي الأستاذ إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عندما بدأ خطابه في مؤتمر وزراء التربية بتونس أحدث خطأ بذكر اسم رئيس بدلا من اسم راعي الحفل (لتقارب حروف نطق اسمي الرئيسين)، وكان لهذا الخطأ العبور بلائمة أقل مما أحدثه استدراك معاليه ومحاولته التصحيح بظرف (قفشة) يمكن اعتبارها منفذا لتحلل من صرامة التصنيم التي اعتدنا عليها في خطابات مؤتمراتنا الثقيلة إلا أن موزعي النار تناقلوا الاستدراك وتحميله حمولات سياسية لا يكمن الاعتداد بها، إلا أن المحرضين الباحثين عن أي شيء يخلخل العلاقات السعودية المصرية نفخوا في مواقدهم حتى ارتفع الدخان وأوهموا السامع أن العلاقات الثنائية سوف تتوقف أو تقطع غدا!
فقد قرأت استطلاعا صحفيا في موقع إحدى الصحف المصرية الكبيرة يطالب فيها ضيوف الاستطلاع أن تعتذر المملكة رسميا عن الخطأ الوارد في استدراك معالي الأستاذ إياد مدني، وإن لم يحدث ذلك فسوف تكون العاقبة وخيمة.!
كنت مستغربا تماما فأبسط قواعد الديبلوماسية المتعارف عليها أن الشخص المنتمي لأي منظمة دولية يكون انتماؤه الوظيفي سابق لانتمائه الوطني حتى إذا أخطأ لا تلام دولته بل توجه اللائمة لمنظمته هذا إذا كان الخطأ معتبرا ومستهدفا بأي قصدية كانت.
ولأن هدف المحرضين: تعكير العلاقات بين البلدين (السعودية ومصر) فقد اشتاط المتحدثون (في الاستطلاع المنشور في تلك الصحيفة) فغربوا وشرقوا لمزا وغمزا متناسين الوقفة العظيمة للمملكة مع ثورة 30 يونيو وما قبلها من ثورات وما قابلها من حروب ومساندة المملكة لمصر على مر التاريخ الحديث وفي جميع الأحوال.
ولأن معالي الأستاذ إياد مدني سارع بالاعتذار مبديا إعجابه بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ومواقفه في انتشال مصر من الكارثة التي كان يُخطط لها إلا أن المحرضين ما زالوا يحملون القش لتوزيع أي شرر يجدون أنه يفيد في خلق فرقة بين البلدين.
ولأن العرب هم أصحاب المثل القائل (لسانك حصانك) فهم أول من يقفز من الصفوف استبشارا وتأكيدا أن الحصان كبا.
وقد حضرت مثل هذه الأخطاء مرارا عندما كنت صحفيا موكلا بتغطية بعض الأحداث، ومع أي خطأ ملتبس عادة يحدث التغامز بين الحضور، ويزداد الاستنكار فداحة إذا كان الخطأ يمس راعي الحفل في اسمه أو الصفات المقترنة به، وفي إحدى المرات (وكنا وفدا ثقافيا) جاءت كلمة وزيرنا ومع اعتلائه المنصة أخرج كلمته من جيبه وألقاها - يبدو من غير تركيز- فكانت الكارثة بأن معد الكلمة وضع اسم رئيس دولة أخرى في مكان راعي الحفل - لتقارب اسمي الرئيسين- ومنذ أن بدأ الوزير كلمته تكهرب المكان تماما وحدثت همهمة ولغط خفيض ولأن الوزير لم يتنبه للخطأ الفادح الذي وقع فيه (ونحن كوفد لم نتنبه لذلك) إلا بعد ارتفاع صوت أحد الصحفيين ممسكا بالخطأ فما كان من وزيرنا سوى المضي في كلمته وبين مقطعين أو ثلاثة كان يذكر الاسم الصحيح لراعي الحفل بالتبجيل والتعظيم فتلاشى الخطأ الأول وامتص غضب واستنكار العيون المكهربة.
يحدث هذا الخطأ كثيرا، ومثل هذه الأخطاء تمكننا من التعرف على إجابة السؤال الدائم: لماذا الإصرار على قراءة الخطاب من خلال ورقة في عالمنا العربي، والإجابة عليه نقول أن حساسيتنا تتعاظم مما يقال ولتخفيف هذا الرعب يأتي كل متحدث متسلحا بورقة، وهذا يكشف لنا أيضا: لماذا تكون خطاباتنا ثقيلة جافة (متصنمة) والويل كل الويل لمن يخرج عن النص ويحاول ترقيع أي خطأ يحدث بما تجود به قريحته من ظرف أو حنكة.
وكنت أتمنى من معالي الأستاذ إياد مدني مواصلة كلمته من غير أن تخرج عيناه عن الخطاب المعد. فلربما امتصت وسائل الإعلام عدم ذكر الاسم الصحيح لراعي الحفل بأقل أثر مما أحدثه استدراكه.
وبعض الصحفيين يضرمون النار من مواقعهم، فقط يحتاجون شرارة صغيرة لكي يشعلوا نيرانهم في الأماكن الآمنة.
ومع اتساع رقعة وسائل الاتصال كان المحرضون لخلخلة العلاقة الثنائية بين السعودية ومصر يبحثون عن أي قشة لإشعالها، وفي خطأ معالي الأستاذ إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عندما بدأ خطابه في مؤتمر وزراء التربية بتونس أحدث خطأ بذكر اسم رئيس بدلا من اسم راعي الحفل (لتقارب حروف نطق اسمي الرئيسين)، وكان لهذا الخطأ العبور بلائمة أقل مما أحدثه استدراك معاليه ومحاولته التصحيح بظرف (قفشة) يمكن اعتبارها منفذا لتحلل من صرامة التصنيم التي اعتدنا عليها في خطابات مؤتمراتنا الثقيلة إلا أن موزعي النار تناقلوا الاستدراك وتحميله حمولات سياسية لا يكمن الاعتداد بها، إلا أن المحرضين الباحثين عن أي شيء يخلخل العلاقات السعودية المصرية نفخوا في مواقدهم حتى ارتفع الدخان وأوهموا السامع أن العلاقات الثنائية سوف تتوقف أو تقطع غدا!
فقد قرأت استطلاعا صحفيا في موقع إحدى الصحف المصرية الكبيرة يطالب فيها ضيوف الاستطلاع أن تعتذر المملكة رسميا عن الخطأ الوارد في استدراك معالي الأستاذ إياد مدني، وإن لم يحدث ذلك فسوف تكون العاقبة وخيمة.!
كنت مستغربا تماما فأبسط قواعد الديبلوماسية المتعارف عليها أن الشخص المنتمي لأي منظمة دولية يكون انتماؤه الوظيفي سابق لانتمائه الوطني حتى إذا أخطأ لا تلام دولته بل توجه اللائمة لمنظمته هذا إذا كان الخطأ معتبرا ومستهدفا بأي قصدية كانت.
ولأن هدف المحرضين: تعكير العلاقات بين البلدين (السعودية ومصر) فقد اشتاط المتحدثون (في الاستطلاع المنشور في تلك الصحيفة) فغربوا وشرقوا لمزا وغمزا متناسين الوقفة العظيمة للمملكة مع ثورة 30 يونيو وما قبلها من ثورات وما قابلها من حروب ومساندة المملكة لمصر على مر التاريخ الحديث وفي جميع الأحوال.
ولأن معالي الأستاذ إياد مدني سارع بالاعتذار مبديا إعجابه بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ومواقفه في انتشال مصر من الكارثة التي كان يُخطط لها إلا أن المحرضين ما زالوا يحملون القش لتوزيع أي شرر يجدون أنه يفيد في خلق فرقة بين البلدين.