عمرها تسعة عشر خريفاً..
خريفاً وليس ربيعاً لأن الربيع لم يمر في حياتها، والدها يغتصبها فحملت سفاحاً وأسقطت الجنين في دورة المياه -أعزكم الله- فالأب رفض نقلها للمستشفى خشية «الفضيحة»، واستمر في اغتصابها، بل وكان يؤجرها لأصحاب الرغبات ويقبض الثمن؛ هربت فأودعت دار رعاية الفتيات وبقيت سجينة، كانت دموعها تحرق القلب وهي تقول «الزبالة أنظف منها».
حكاية سارة لم أسردها من مخيلتي بل شاهدناها على شاشة قناة إم بي سي حين تناول برنامج الثامنة معاناة نزيلات «دار الضيافة»، وهي الدار التي تزج بها كل فتاة لديها قضية سلوكية سواء كانت جانية أو مجنيا عليها!.
مؤلم حين يتساوى الأمر «جاني أو مجني عليك»، فسارة مثلاً هربت من جحيم والدها المتعاطي لتقع في دار الضيافة كسجينة، حيث الكثير مثل حالتها بقين سجينات لا لشيء ارتكبنه يستحق «السجن» بل لأن الأهل رفضوا استلامهن!.
ما أقسى هذا المجتمع حين يغض الطرف عن مآس كهذه وتمر في حلقة من برنامج يومي يطويها النسيان فتختفي بين زحمة الأيام، ولكن دموع أولئك الفتيات لا تزال تنساب لتقتل أحلام وأماني هذه القلوب الصغيرة التي عاشت ماضيا موغلا في الوجع ومستقبلا لا يحمل أي أمل أو طموح يذكر!.
قصة سارة أنموذج لوضع مأساوي يشي بالكثير من واقع الأنثى ككل، فهي العار وهي البقعة السوداء في كل حادثة شرف، ولكن من انتهك هذا الشرف وأجرم في حقها وأوصلها إلى هذا المستوى الدنيء من الحياة فلا عتب عليه ويستطيع ممارسة حياته بأريحية طالما ذكر وعيبه في جيبه!.
كم من الآلام تحت أسقف البيوت، وكم من القصص المشابهة لقصة سارة، وكم فتاة دمرت حياتها ومستقبلها ولبست العار لوحدها وكم وكم...
ألسنا مجتمعا يتنطع بالفضيلة؟ ألسنا مجتمعا يدعي أنه ذو دين وقيم...؟
إذاً لِم لا نفكر جلياً بوضع المرأة ونتسامح مع خطيئتها كما نتسامح مع خطيئته، وننبذ هذه العنصرية نحوها والنظر إليها كـ«عار» أو عود ثقاب كما يروق للبعض أن يصفها، فالشاب تذبح الذبائح عندما يخرج من السجن عند البعض، بينما الفتاة تدخل دور الرعاية والإيواء، ويرفض ذووها استلامها، ويحكمون عليها بالسجن المؤبد، لا لشيء إلا لكونها أنثى، وهنا يأتي دور الدولة في تغيير هذه الأنظمة وإلزام الأهالي بمسؤولياتهم تجاه فلذات أكبادهم، وتحت إشراف هيئات متخصصة لحمايتهن.
سؤال: هل آلمتكم دموع سارة حينها؟.
إذاً اتقوا الله في بنياتكم وأخواتكم «حتى لو أخطأن»، فلا دين ولا ضمير يقر ما يمارسه البعض إزاء خطاياهن.. ناهيكم عن ظلمهن، ولندرك أن هناك فتيات لا تجف دموعهن في دور الإيواء، فلا ماضي جميلا يتذكرنه ولا مستقبل زاهرا يحلمن به، بينما تعيشون الحياة طولاً وعرضاً!.
خريفاً وليس ربيعاً لأن الربيع لم يمر في حياتها، والدها يغتصبها فحملت سفاحاً وأسقطت الجنين في دورة المياه -أعزكم الله- فالأب رفض نقلها للمستشفى خشية «الفضيحة»، واستمر في اغتصابها، بل وكان يؤجرها لأصحاب الرغبات ويقبض الثمن؛ هربت فأودعت دار رعاية الفتيات وبقيت سجينة، كانت دموعها تحرق القلب وهي تقول «الزبالة أنظف منها».
حكاية سارة لم أسردها من مخيلتي بل شاهدناها على شاشة قناة إم بي سي حين تناول برنامج الثامنة معاناة نزيلات «دار الضيافة»، وهي الدار التي تزج بها كل فتاة لديها قضية سلوكية سواء كانت جانية أو مجنيا عليها!.
مؤلم حين يتساوى الأمر «جاني أو مجني عليك»، فسارة مثلاً هربت من جحيم والدها المتعاطي لتقع في دار الضيافة كسجينة، حيث الكثير مثل حالتها بقين سجينات لا لشيء ارتكبنه يستحق «السجن» بل لأن الأهل رفضوا استلامهن!.
ما أقسى هذا المجتمع حين يغض الطرف عن مآس كهذه وتمر في حلقة من برنامج يومي يطويها النسيان فتختفي بين زحمة الأيام، ولكن دموع أولئك الفتيات لا تزال تنساب لتقتل أحلام وأماني هذه القلوب الصغيرة التي عاشت ماضيا موغلا في الوجع ومستقبلا لا يحمل أي أمل أو طموح يذكر!.
قصة سارة أنموذج لوضع مأساوي يشي بالكثير من واقع الأنثى ككل، فهي العار وهي البقعة السوداء في كل حادثة شرف، ولكن من انتهك هذا الشرف وأجرم في حقها وأوصلها إلى هذا المستوى الدنيء من الحياة فلا عتب عليه ويستطيع ممارسة حياته بأريحية طالما ذكر وعيبه في جيبه!.
كم من الآلام تحت أسقف البيوت، وكم من القصص المشابهة لقصة سارة، وكم فتاة دمرت حياتها ومستقبلها ولبست العار لوحدها وكم وكم...
ألسنا مجتمعا يتنطع بالفضيلة؟ ألسنا مجتمعا يدعي أنه ذو دين وقيم...؟
إذاً لِم لا نفكر جلياً بوضع المرأة ونتسامح مع خطيئتها كما نتسامح مع خطيئته، وننبذ هذه العنصرية نحوها والنظر إليها كـ«عار» أو عود ثقاب كما يروق للبعض أن يصفها، فالشاب تذبح الذبائح عندما يخرج من السجن عند البعض، بينما الفتاة تدخل دور الرعاية والإيواء، ويرفض ذووها استلامها، ويحكمون عليها بالسجن المؤبد، لا لشيء إلا لكونها أنثى، وهنا يأتي دور الدولة في تغيير هذه الأنظمة وإلزام الأهالي بمسؤولياتهم تجاه فلذات أكبادهم، وتحت إشراف هيئات متخصصة لحمايتهن.
سؤال: هل آلمتكم دموع سارة حينها؟.
إذاً اتقوا الله في بنياتكم وأخواتكم «حتى لو أخطأن»، فلا دين ولا ضمير يقر ما يمارسه البعض إزاء خطاياهن.. ناهيكم عن ظلمهن، ولندرك أن هناك فتيات لا تجف دموعهن في دور الإيواء، فلا ماضي جميلا يتذكرنه ولا مستقبل زاهرا يحلمن به، بينما تعيشون الحياة طولاً وعرضاً!.