-A +A
عبده خال
كتبت كثيرا عن ضرورة إيجاد الرمز الوطني، فنحن بلد لا يعمل بتاتا على تقديم الرموز في حياتنا.

ووجود الرمز في جميع المجالات يعني دلالة التقدير والاحترام لكل فرد تميز بشيء ما، ومضخة لدفع المتميزين في حياتنا العامة، ولا يعقل أن بلدا يحوي كل هذا التنوع الجغرافي والثقافي يكون عاجزا في تقديم رموزه.


في مشهد فيديو جال الجوالات تحدث عن الطيار محمد الهوساوي الذي استطاع بمهارته الفنية تصحيح خطأ لزميل له هبط بطائرته الضخمة في مطار حربي ولم يستطع أحد الإقلاع بها مرة أخرى لصعوبة الإقلاع كون المدرج قصيرا جدا ولا يمكّن الطيار من التحليق، وقد قبل الطيار محمد الهوساوي التحدي وأقلع بالطائرة وكان الحدث مذهلا على مستوى العالم.. وسواء كان الحدث قديما أو جديدا فقد حدث من قبل طيار سعودي من حقه علينا أن نقدمه كرمز.

ولدينا أطباء يتميز كل منهم بنبوغ طبي ويحققون إنجازات مبهرة على المستوى المحلي أو الدولي ومع ذلك لم نقدم رمزا من هؤلاء الرموز.

ويوميا لنا بطل في أرض المعركة يؤدي مهامه بجسارة المؤثر أمن وسلامة الجماعة على نفسه، وبين رجال الحدود هناك من يتصدى لمجرمي السلاح ومروجي المخدرات في مطاردات قد تودي بحياته، وهناك رجال الأمن المواصلون الليل بالنهار من أجل أن نأمن في بيوتنا، وهناك علماء وأطباء وممرضون ومدرسون ومهندسون وأدباء وفنانون وإعلاميون وعمال في جميع التخصصات سواء أكان الفرد ذكرا أو أنثى. أناس كثر لكل واحد منهم تميز خاص حقق به درجة عالية تمكنه من أن يكون رمزا في البلاد.

وأكاد أجزم أن عشرات الشخصيات المحلية حققت إنجازات ومازالت تحقق بينما نحن عاجزون عن تقديم هذه الشخصيات كرموز نفاخر بها.

ويبدو أن معضلة بلادنا الشح في منح أبنائها الاعتراف الحقيقي بأن بعضهم رموز فعلية، ما يستوجب علينا تقديم الرموز في كل المجالات لكي نخلق التفاعل الإيجابي بدلا من خلق حالة إحباط عام كما فعل (أبو ساعة)، ولأننا فرطنا في هذا الجانب طويلا يصبح من واجبنا الآن التركيز على أن يكون بالبلد أناس ندفعهم للصفوف الأمامية مقدرين ومثمنين إنجازاتهم وبروزهم في أعمال خدمت المجتمع وقدمت فائدة عميمة لم يسبقهم إليها أحد.

ومن غير لت وعجن نحن نبخس الناس حقوقها وبسبب هذا البخس وصل الأمر إلى حد عدم الثقة بأي أحد يعيش الطموح وينفذ الخطوات المتقدمة.