-A +A
أسعد عبدالكريم الفريح
كنت في لندن التي أزورها بين فينة وأخرى، وكانت أول زيارة لي قبل أربعين عاما ضاعت (وَيَا الزحام)، وكأول رحلة للعالم الأوروبي كنت منبهرا بالنظام والنظافة وحسن تنظيم البلد ومن زوايا إعجابي كانت شوارعها المزفتة أو المسفلتة أو (المشفلطة) حسب شوارعنا.

(بره وبعيد) الغاية كنت أفكر كل مرة أزور فيها لندن أن أجد شارعا قد تآكل زفته ولا أجد وحتى زيارتي الأخيرة لم أجد «زفتا» متآكلا فقدحت زناد فكري لكي أخمن ما السبب؟


ولم يدم ذلك طويلا حتى عرفت أن عدم تآكل «الزفت» سببه أن اللندنيين خاصة والأوروبيين عامة لا يحبون أكل الزفت.

أستغرب ونحن بلد البترول منذ عشرات السنين ومقاولونا لا يحسنون سفلتة شوارعنا، بل اكتفوا بمقولة الناس إن «شوارعنا زفت».

يا جماعة الخير، شبعنا مطبات وبنشرة كفرات التي لازم تترقع عند «البنشرجي» كل ثلاثة أيام، وكذلك تسببها في الحوادث. وشبعنا أيضاً من فجائية المطبات الاصطناعية والمطبات التي صنعت بأيدينا والتي تجعلنا نفجع.

أعرف أن الغش (حوالينا ولا علينا) أنه يكون في الأشياء الجميلة النادرة الثمينة جدا وَلَكِن في الزفت! ياللهول لدرجة أن بعضهم اقترح أن نستورد زفتا من الخارج حتى نضمن نقاوته.

رأوا أن ذلك الحل المناسب وعندما وصل الزفت وجدوه طبق الأصل من «زفتنا»، فاستغربوا ولكن اتضح أن السبب كان من الشروط أن يكون زفتاً مطابقا للعينة التي أرسلت وبسعر (لا يزيد ولو بهللة) عن سعر (زفلطة) المتر المربع محليا حرصا على (المصلخة). وسلامتكم.