فوضى اللسان، أو عنتريته، هي أخطر ما يمكن أن يرتكبه شخص في حق نفسه وحق الآخرين وحق الكياسة والذوق العام. وقديماً قالت العرب: يموت الفتى من عثرة بلسانه.... وليس يموت المرء من عثرة الرِّجل، فعثرته بالقول تُذهب رأسـه.... وعثرته بالرِّجل تبرأ على مهــــــل!! كما أننا قوم لا يكاد يمر بنا يوم دون أن نردد المثل الذائع الصيت: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك. ولو أنني أوردت لكم كل ما قيل في اللسان و(مخاطره) ما وسعتني كل صفحات هذه الصحيفة.
مناسبة هذه الحديث هي وقوع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي المستقيل، إياد مدني، في مطب لسانه رغم طول خبرته ومراسه كإعلامي ووزير ودبلوماسي محسوب على جيل الحكماء. لم يكن أحد يتوقع ممن يقود منظمة تجمع الدول الإسلامية وتعمل على تخفيف اضطراباتها ومنع تفرقها أن يفقد ميزان كلامه إلى هذه الدرجة التي لم يستطع أحد، حتى ممن لديهم موقف إخواني من مصر، أن يقف معه أو يدافع عنه، عدا بعض أصوات الدهماء على وسائل التواصل الاجتماعي.
هز الرجل تاريخه الطويل والحافل في جملة طافحة لم تتجاوز خمس أو ست كلمات. وقدم بذلك درساً واضحاً وقاسياً لمن يسلم مقود نفسه للسانه ويفقد حكمة المقام والمقال. وهو، خاصة في عالمنا، لم يكن الأول وأظن أنه لن يكون الأخير. والسبب غالباً هو إما الوقوع في سوء الفهم وسوء تقدير الواقع؛ أو الوقوع في فخ (الفوقية) والشعور بأنه أصبح فوق المحاسبة وفوق الانتقاد مهما قال ومهما أخطأ. وهذا شعور وجدناه عند بعض الوزراء والمسؤولين الذين صدقوا أن كراسيهم رفعتهم فوق الآخرين وأعطتهم الحق في الاندفاع خلف أقوال أو أفعال غير محسوبة وغير حصيفة.
ما حدث، باختصار، هو درس دبلوماسي، في المقلب السلبي للدبلوماسية، لم نتوقعه ولم نتمناه. لكننا قد نحتاجه في مثل هذه الظروف العربية الرمادية، حيث تتداخل الرؤى وتلتبس المواقف ويصعب الحكم على الأمور ويسوء تقدير العواقب. ما يعني أنها مرحلة، وهذه هي فائدة هذا الدرس، تتطلب قدرا هائلا من الحصافة والحكمة والتأني؛ ما يعني أنها تتطلب تدقيقا فائقاً في اختيارات القيادات والتنفيذيين.
مناسبة هذه الحديث هي وقوع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي المستقيل، إياد مدني، في مطب لسانه رغم طول خبرته ومراسه كإعلامي ووزير ودبلوماسي محسوب على جيل الحكماء. لم يكن أحد يتوقع ممن يقود منظمة تجمع الدول الإسلامية وتعمل على تخفيف اضطراباتها ومنع تفرقها أن يفقد ميزان كلامه إلى هذه الدرجة التي لم يستطع أحد، حتى ممن لديهم موقف إخواني من مصر، أن يقف معه أو يدافع عنه، عدا بعض أصوات الدهماء على وسائل التواصل الاجتماعي.
هز الرجل تاريخه الطويل والحافل في جملة طافحة لم تتجاوز خمس أو ست كلمات. وقدم بذلك درساً واضحاً وقاسياً لمن يسلم مقود نفسه للسانه ويفقد حكمة المقام والمقال. وهو، خاصة في عالمنا، لم يكن الأول وأظن أنه لن يكون الأخير. والسبب غالباً هو إما الوقوع في سوء الفهم وسوء تقدير الواقع؛ أو الوقوع في فخ (الفوقية) والشعور بأنه أصبح فوق المحاسبة وفوق الانتقاد مهما قال ومهما أخطأ. وهذا شعور وجدناه عند بعض الوزراء والمسؤولين الذين صدقوا أن كراسيهم رفعتهم فوق الآخرين وأعطتهم الحق في الاندفاع خلف أقوال أو أفعال غير محسوبة وغير حصيفة.
ما حدث، باختصار، هو درس دبلوماسي، في المقلب السلبي للدبلوماسية، لم نتوقعه ولم نتمناه. لكننا قد نحتاجه في مثل هذه الظروف العربية الرمادية، حيث تتداخل الرؤى وتلتبس المواقف ويصعب الحكم على الأمور ويسوء تقدير العواقب. ما يعني أنها مرحلة، وهذه هي فائدة هذا الدرس، تتطلب قدرا هائلا من الحصافة والحكمة والتأني؛ ما يعني أنها تتطلب تدقيقا فائقاً في اختيارات القيادات والتنفيذيين.