-A +A
رجاء الله السلمي
قرار مجلس الوزراء الخاص بالرياضيين النخبة أو ـ على الأصح ـ تلك الوثيقة التاريخية أحسب أنها بحاجة لإعادة قراءة في محتواها وما حوته من مضامين تحفيزية، وأيضا ما سيليها من تداعيات إيجابية لمستقبل الرياضة والرياضيين.

القانون الجديد ـ كما ينبغي أن نسميه باعتباره صادرا من أعلى جهة تنفيذية- جاء ليضع النقاط على الحروف. جاء ليمنح أملا، وينتج عملا. وأعتقد أن الشرح واضح لمجرد قراءة نص القرار فقط.. لا يجب أن نبقى عند تلك الحدود بل علينا أن نمضي إلى فهم كل التجليات فيه وأن نحتسي معانيه حتى آخر قطرة في الكوب.


فالقرار -وكما يفسر نفسه- يستوعب كل الإشكالات التي ظلت قائمة لزمن طويل، وبقيت في أوقات كثيرة عائقا أمام عدد مقدر من الرياضيين ضاعوا في زحام البيروقراطية ولم يجدوا القدرة على التوفيق بين أحلامهم كرياضيين غير محترفين وبين وظائفهم في القطاعين الحكومي والخاص.

هذا التعارض كاف لخنق إحدى الرغبتين.. رغبة البقاء على رأس العمل دون منغصات كالحسم والفصل.. ورغبة الإنجاز وطموح الانطلاق بالموهبة إلى أفق أوسع قاريا أو إقليميا أو دوليا.

وبسبب تلك الازدواجية المقيدة ضاع أبطال أو توقفوا في المنتصف... أو أنهم عادوا لنا بإنجازات مبتورة اومتباعدة.

......

قرار الرياضيين النخبة باختصار.. يطلق العنان لأيدي وأقدام كل الموهوبين في بلادي لتحقيق طموحاتهم موظفي حكومة كانوا أم قطاعا خاصا، عبر حزمة من الحوافز الحقيقية التي من شأنها أن تسهم في صنع أبطال الغد. لم يعد لمن قرأ تلك الوثيقة أن يقف حائرا بعد الآن أو عاجزا عن الذهاب بحلمه إلى أبعد نقطة ممكنة. فالقرار يغطي جانبي الدعم والتحفيز معا عبر خيارات عدة، ليستوعب بذلك كل المنغصات المحتملة لأي رياضي طامح في تقديم شيء لنفسه ولوطنه.

هنا تحية إجلال وتقدير واعتزاز لهذه القيادة الحازمه..لأنها لم تترك أمر الرياضيين الشبان رهين اجتهاداتهم لوحدهم. ولم ترد أن تتركهم في حيرة من أمرهم.

شكراً لأنها تبنت ما وجده القائمون على الرياضة عائقاً وما صرح به المسؤول الأول الأمير عبدالله بن مساعد عن ضرورة السعي لهذا التوجه، فكان اهتمام مجلس الاقتصاد والتنمية واعتماد مجلس الوزراء إيذاناً بمرحلة جديدة يتفرغ فيها الرياضيون لإطلاق أحلامهم دون أن تضار أرزاقهم

أو تمس حوافزهم أوتتأخر ترقياتهم أو أن يجدوا أنفسهم خارج حسابات الابتعاث إن كان من بين أحلامهم ما يذهب نحو ذاك المدى.

......

الرياضة الآن لم تعد ركضا أو عراكا أو تنافسا على مساحة ملعب أوحلبة أو مضمار. هي الآن سباق للحضارة والتمدن والرقي. الآن بمقدور رياضي واحد أن يفتح لبلاده سفارات في كل العالم،

كما هو الحال مع نجوم وأبطال نعرف أسماءهم ونجهل أين تقع بلدانهم أومن يرأسونها.

.....

الرياضة تتصدر الآن المشهد الزاهي في عالم تمزقه الصراعات والاستقطابات، هي المتنفس والأمل والمساحة التي تلتقي فيها كل القلوب. هنيئاً للرياضة والرياضيين ومرحباً بمرحلة الإنجاز والتفوق.