من الآن سوف أتبع القاعدة التالية: أي رئيس أمريكي يرحب به الشارع العربي سيكون هو الرئيس الأسوأ والأكثر إضرارا بالمنطقة بل الأسوأ حتى لأمريكا نفسها، حدث ذلك صراحة مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما.
يومها وقف الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ليطمئن الشارع العربي بأن أوباما ليس مجرد رجل يحمل جذورا إسلامية بل هو عربي مسلم واسمه الحقيقي: بركة حسين أبو عمامة، صفقت الجماهير لهذا الاستنتاج الفذ وشعروا أن رجلا منهم وفيهم بات يحكم أمريكا.
الآن لا يوجد أي مبرر لأي استقبال إيجابي في الشارع العربي لدونالد ترامب، وحتى لو فازت هيلاري كلينتون فإن الاستقبال لن يكون إيجابيا إلا من بعض ردود الفعل الرومانسية التي سترى فوزها انتصارا للمساواة وتتويجا للنساء عبر رمزية قيادة امرأة لأهم دولة في العالم.
في الواقع، لقد مثل غياب الخبرة السياسية لدونالد ترامب وافتقاره لأي تجربة سياسية أمرا في صالحه للغاية ليصبح انتخابه نوعا من التجريب الحقيقي لما لا يمكن التنبؤ به، بل ما هو أبعد ذلك فترامب لا يمثل أية رمزية ذات طابع سلبي فلا هو رجل حروب ولا رجل نزاعات إنما هو نموذج للأمريكي الناجح في عمله وصاحب التجربة الاقتصادية الاستثمارية الرائدة ونجم المجتمع وصاحب الحضور المتنوع في كثير من أفلام هوليوود. هذا نموذج يتمنى كل أمريكي أن يعيشه وأن يصل إليه.
القضية إذن ليست انكفاء باتجاه الداخل ولا صعودا ليمين متطرف ولا ردة فعل على سياسة أوباما في المنطقة فالناخب الأمريكي غالبا لا يهتم بهذه القضايا وقد لا يعرفها أصلا، لكن السر يكمن في نموذج ترامب وشخصيته ونجاحه وشهرته.
لم يعد الشارع الأمريكي يبحث عن رجل سياسة ولا عن صاحب مسيرة حافلة في العمل النيابي والانتخابي، لأن كل هؤلاء يقدمون إنما يقدمون سيرا ذاتية ناجحة سياسيا لكنهم لا يقدمون شخصيات كاريزماتية جاذبة وناجحة اجتماعيا وذات شهرة واسعة مثل ترامب.
إن ترامب دليل على ما يمكن تسميته بهيمنة الصورة الجديدة المختلفة غير النمطية والتي باتت أكثر جذبا من الصور التقليدية النمطية، والكثير من الأفكار السلبية عن ترامب إنما صنعها الإعلام الذي رأى في دخول ترامب للساحة السياسية وبهذه القوة تهديدا للنمطية السياسية القائمة وحين كانت تتوقف بعض القنوات عن بث خطبه في التجمعات الانتخابية كان يلجأ فريقه للبث المباشر عبر اليوتيوب، وظل ترامب يواصل بناء نموذجه غير السياسي التقليدي ولا الحصيف وهو ما جعله أكثر جذبا وإغراء.
أتصور أن ترامب نفسه ليس لديه تفسير واضح عن أسباب خروج متظاهرين ينددون بانتخابه فهو لم يصنع شيئا خاطئا سوى أنه فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وحتى كثير من المتظاهرين لا يحملون سببا واضحا، إنها مجرد ردّة فعل على انهيار النمط التقليدي للشخصيات السياسية الحاكمة الذي يمكن رؤيته في نماذج مثل أوباما وجون ماكين وهيلاري وجون كيري من أصحاب السمت والبروتوكول والقيافة السياسية وتسريحات الشعر التقليدية وذوي الاستشهادات الثقافية في أحاديثهم وكل هذا مجرد نمط ممل ومألوف للشارع الأمريكي إلى الدرجة التي بات معها غير جاذب. ولا قيمة هنا للعمر فرغم بلوغ ترامب السبعين من العمر إلا أنه أكثر اختلافا وجذبا من جيل السياسيين الأمريكيين الشباب وأكثر صخبا واختلافا عنهم.
لقد كان شعار الحملة الانتخابية لترامب: اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، وقد استخدم هذا الشعار لأول مرة في الحملة الانتخابية لرونالد ريغان الممثل الذي دخل السياسة وأحدث فوزه انقلابا كبيرا في المعايير السياسية داخل أمريكا، وهي تجربة تتكرر بشكل جديد ومختلف مع النجم العالمي الجديد دونالد ترامب.
يومها وقف الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ليطمئن الشارع العربي بأن أوباما ليس مجرد رجل يحمل جذورا إسلامية بل هو عربي مسلم واسمه الحقيقي: بركة حسين أبو عمامة، صفقت الجماهير لهذا الاستنتاج الفذ وشعروا أن رجلا منهم وفيهم بات يحكم أمريكا.
الآن لا يوجد أي مبرر لأي استقبال إيجابي في الشارع العربي لدونالد ترامب، وحتى لو فازت هيلاري كلينتون فإن الاستقبال لن يكون إيجابيا إلا من بعض ردود الفعل الرومانسية التي سترى فوزها انتصارا للمساواة وتتويجا للنساء عبر رمزية قيادة امرأة لأهم دولة في العالم.
في الواقع، لقد مثل غياب الخبرة السياسية لدونالد ترامب وافتقاره لأي تجربة سياسية أمرا في صالحه للغاية ليصبح انتخابه نوعا من التجريب الحقيقي لما لا يمكن التنبؤ به، بل ما هو أبعد ذلك فترامب لا يمثل أية رمزية ذات طابع سلبي فلا هو رجل حروب ولا رجل نزاعات إنما هو نموذج للأمريكي الناجح في عمله وصاحب التجربة الاقتصادية الاستثمارية الرائدة ونجم المجتمع وصاحب الحضور المتنوع في كثير من أفلام هوليوود. هذا نموذج يتمنى كل أمريكي أن يعيشه وأن يصل إليه.
القضية إذن ليست انكفاء باتجاه الداخل ولا صعودا ليمين متطرف ولا ردة فعل على سياسة أوباما في المنطقة فالناخب الأمريكي غالبا لا يهتم بهذه القضايا وقد لا يعرفها أصلا، لكن السر يكمن في نموذج ترامب وشخصيته ونجاحه وشهرته.
لم يعد الشارع الأمريكي يبحث عن رجل سياسة ولا عن صاحب مسيرة حافلة في العمل النيابي والانتخابي، لأن كل هؤلاء يقدمون إنما يقدمون سيرا ذاتية ناجحة سياسيا لكنهم لا يقدمون شخصيات كاريزماتية جاذبة وناجحة اجتماعيا وذات شهرة واسعة مثل ترامب.
إن ترامب دليل على ما يمكن تسميته بهيمنة الصورة الجديدة المختلفة غير النمطية والتي باتت أكثر جذبا من الصور التقليدية النمطية، والكثير من الأفكار السلبية عن ترامب إنما صنعها الإعلام الذي رأى في دخول ترامب للساحة السياسية وبهذه القوة تهديدا للنمطية السياسية القائمة وحين كانت تتوقف بعض القنوات عن بث خطبه في التجمعات الانتخابية كان يلجأ فريقه للبث المباشر عبر اليوتيوب، وظل ترامب يواصل بناء نموذجه غير السياسي التقليدي ولا الحصيف وهو ما جعله أكثر جذبا وإغراء.
أتصور أن ترامب نفسه ليس لديه تفسير واضح عن أسباب خروج متظاهرين ينددون بانتخابه فهو لم يصنع شيئا خاطئا سوى أنه فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وحتى كثير من المتظاهرين لا يحملون سببا واضحا، إنها مجرد ردّة فعل على انهيار النمط التقليدي للشخصيات السياسية الحاكمة الذي يمكن رؤيته في نماذج مثل أوباما وجون ماكين وهيلاري وجون كيري من أصحاب السمت والبروتوكول والقيافة السياسية وتسريحات الشعر التقليدية وذوي الاستشهادات الثقافية في أحاديثهم وكل هذا مجرد نمط ممل ومألوف للشارع الأمريكي إلى الدرجة التي بات معها غير جاذب. ولا قيمة هنا للعمر فرغم بلوغ ترامب السبعين من العمر إلا أنه أكثر اختلافا وجذبا من جيل السياسيين الأمريكيين الشباب وأكثر صخبا واختلافا عنهم.
لقد كان شعار الحملة الانتخابية لترامب: اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، وقد استخدم هذا الشعار لأول مرة في الحملة الانتخابية لرونالد ريغان الممثل الذي دخل السياسة وأحدث فوزه انقلابا كبيرا في المعايير السياسية داخل أمريكا، وهي تجربة تتكرر بشكل جديد ومختلف مع النجم العالمي الجديد دونالد ترامب.