الأمريكي، في الأغلب الأعم، ليس مثل الأوروبي، وبالذات ليس مثل البريطاني في نظرته إلى المرأة وإيمانه بدرجة مساواتها معه. لذلك كان كثيرون يرجحون عدم فوز هيلاري كلينتون بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ليس لأنها تحمل تاريخا سياسيا سلبيا ومشوشا فقط، بل لأنها (أنثى) ولأن المحافظين الأمريكيين من الرجال والنساء، الذين غازل ترامب عنصريتهم وإرثهم، ما زالوا يضعون المرأة في موقع متأخر عن الرجل الأجدر بالحكم والسيطرة والقوة.
أي أن قشرة الحريات الطافحة على الأرض الأمريكية لا تدل أبداً على أن الأمريكي، الأبيض بالذات، قد غير ثقافته أو بدل مواقفه لينتخب أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية. وأظن أنه سيمر وقت طويل آخر، بعد فشل هيلاري، قبل أن يقرر الرجل الأمريكي المحافظ تسليم كرسي البيت الأبيض لمن لا يزال يعتبرها ناقصة العقل وناقصة الأهلية.
كلينتون نفسها كانت تشعر بصعوبة فوزها كامرأة برئاسة أمريكا. ولذلك رددت في أدبيات حملتها كثيرا أقوالا من قبيل «أنها ستشعر بالفخر لو أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة» و«أن البعض لا يزال لديهم تساؤلات حول تولي امرأة هذا المنصب». و«أن غالبية الأمريكيين يرحبون بتولي امرأة المنصب، لكن بعضهم يريدون معرفة ما ستفسر عنه تلك التجربة». يعني أنها لم تكن واثقة تماما من أن الأمريكي ألقى بنظرته، المتحفظة حيال المرأة كجنس، خلف ظهره. وربما أيضا لم تفاجأ حين لم تفلح في تأليب النساء ضد ترامب بعد أن عددت مثالبه في حقهن ونظرته الدونية لهن، فالمرأة الأمريكية المحافظة بدورها، مثل نساء غالبية مجتمعات العالم، تغفر للرجل ما لا تغفره لنفسها، باعتبار أنه السيد الذكر الذي يجوز له ما لا يجوز للأنثى.
لذلك فإن دروس نتائج هذه الانتخابات، أو هذه المسرحية الأمريكية الطويلة، لا تقف عند حدود فوز دونالد ترامب ذي الخطاب الشعبوي برئاسة أمريكا، ولا عند سقوط الإعلام الأمريكي وتهاوي مصداقيته إلى جانب تهاوي مصداقية مؤسسات استقصاء الرأي، بل تتعدى ذلك إلى فهم المجتمع الأمريكي فهما صحيحا. وأظن أننا من الآن ولسنوات سنقرأ كثيراً عن (مجتمع الرجال) الأمريكي الذي لا يتمايز فقط على مستوى اللون والأعراق بل حتى على مستوى الجنس بخلاف ما صدرته أمريكا لعقود من أنها أصبحت مجتمعا ناضجا ومثاليا للحقوق المتساوية. هناك في القاع عقد اجتماعية مستحكمة لم يكن معتنقوها مستعدين للتنازل عنها، ولم يكن بوسعها أن تنافق أو تتجمل في استحقاق من هذا الحجم. ولذلك، مع أسباب أخرى، ذهب دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة وذهبت هيلاري كلينتون إلى البيت، أو ربما، كما علق كثيرون على تويتر، إلى المطبخ.
أي أن قشرة الحريات الطافحة على الأرض الأمريكية لا تدل أبداً على أن الأمريكي، الأبيض بالذات، قد غير ثقافته أو بدل مواقفه لينتخب أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية. وأظن أنه سيمر وقت طويل آخر، بعد فشل هيلاري، قبل أن يقرر الرجل الأمريكي المحافظ تسليم كرسي البيت الأبيض لمن لا يزال يعتبرها ناقصة العقل وناقصة الأهلية.
كلينتون نفسها كانت تشعر بصعوبة فوزها كامرأة برئاسة أمريكا. ولذلك رددت في أدبيات حملتها كثيرا أقوالا من قبيل «أنها ستشعر بالفخر لو أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة» و«أن البعض لا يزال لديهم تساؤلات حول تولي امرأة هذا المنصب». و«أن غالبية الأمريكيين يرحبون بتولي امرأة المنصب، لكن بعضهم يريدون معرفة ما ستفسر عنه تلك التجربة». يعني أنها لم تكن واثقة تماما من أن الأمريكي ألقى بنظرته، المتحفظة حيال المرأة كجنس، خلف ظهره. وربما أيضا لم تفاجأ حين لم تفلح في تأليب النساء ضد ترامب بعد أن عددت مثالبه في حقهن ونظرته الدونية لهن، فالمرأة الأمريكية المحافظة بدورها، مثل نساء غالبية مجتمعات العالم، تغفر للرجل ما لا تغفره لنفسها، باعتبار أنه السيد الذكر الذي يجوز له ما لا يجوز للأنثى.
لذلك فإن دروس نتائج هذه الانتخابات، أو هذه المسرحية الأمريكية الطويلة، لا تقف عند حدود فوز دونالد ترامب ذي الخطاب الشعبوي برئاسة أمريكا، ولا عند سقوط الإعلام الأمريكي وتهاوي مصداقيته إلى جانب تهاوي مصداقية مؤسسات استقصاء الرأي، بل تتعدى ذلك إلى فهم المجتمع الأمريكي فهما صحيحا. وأظن أننا من الآن ولسنوات سنقرأ كثيراً عن (مجتمع الرجال) الأمريكي الذي لا يتمايز فقط على مستوى اللون والأعراق بل حتى على مستوى الجنس بخلاف ما صدرته أمريكا لعقود من أنها أصبحت مجتمعا ناضجا ومثاليا للحقوق المتساوية. هناك في القاع عقد اجتماعية مستحكمة لم يكن معتنقوها مستعدين للتنازل عنها، ولم يكن بوسعها أن تنافق أو تتجمل في استحقاق من هذا الحجم. ولذلك، مع أسباب أخرى، ذهب دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة وذهبت هيلاري كلينتون إلى البيت، أو ربما، كما علق كثيرون على تويتر، إلى المطبخ.