صدر تصريح من مؤسسة الحبوب بخصوص هدر عجينة السمبوسة، ومؤسسة الحبوب هذه هي ما كانت تسمى (صوامع الغلال) قبل عدة أشهر، وإذا كنتم مثلي تحتاجون دورة مكثفة في حفظ الأسماء الجديدة في الوزارات والمؤسسات، ويصعب عليكم تذكر أن وزارة البترول أصبح اسمها وزارة الطاقة، وأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب أصبح اسمها هيئة الرياضة، وأن مدير المدرسة ذا النظرة الصباحية الصارمة أصبح اسمه قائدا تربويا، فليس لكم من سبيل لتغطية جهلكم الموقت سوى التأكيد على حقيقة قديمة وهي أن الأسماء مهما اختلفت دلالاتها تبقى في خانة الشكل التي هي بالطبع أقل أهمية من خانة المضمون.
نعود إلى هيئة الحبوب التي أشارت في تصريحها المنشور في «عكاظ» إلى هدر عجينة السمبوسة لنقول بأنه ليس خطأ أن تنتبه إلى هدر ما قيمته مليون و300 ألف ريال من عجينة السمبوسة، بشرط أن تعرف بأن انتباهتها هذه سوف تبقى انتباهة شكلية لا تضيف قيمة فعلية إلى اسمها الجديد ما لم تتجاوز حراسة الهدر هذه المحطة الشكلية العابرة إلى كل ما يتعلق بالمؤسسة، بحيث تضاعف مساهمتها في عجلة الاقتصاد الوطني، وتكون إحدى أهم ركائز الأمن الغذائي، وإلا ما فائدة الاسم الجديد؟
المبدأ ذاته على عضو مجلس الشورى رئيس لجنة المياه والزراعة والبيئة في المجلس الذي حذر في تصريح نشرته «عكاظ» من الهدر في المياه، مطالبا المواطنين باقتناء غسالات الملابس الأمامية، واستخدام «دشوش» مرشدة أثناء الاستحمام، وحنفيات مزودة بأدوات ترشيد، وتركيب أكياس بلاستيكية في السيفونات!!.. فكل ما قاله لا اعتراض عليه، ولكنه يبقى لونا من ألوان حراسة الشكل ما لم يمتد إلى كل هدر مائي وإفساد بيئي.. وربما لو قرأ العضو الموقر تحقيقا في الزميلة المدينة عن سكان حي السنابل في جدة الذين يشتكون من شبكة المياه الحديثة التي تعاني أنابيبها من العطش، ما أدى إلى اعتمادهم على الصهاريج كمصدر للمياه، لعلم أن حل المشكلة يبدأ من فوق لا من تحت.. أي ممن يديرون توزيع المياه لا من غسالاتنا وحنفياتنا.. بغير هذه المعادلة يكون التصريح ولجنة المياه ومجلس الشورى مجرد شكليات.
النظرية نفسها تنطبق على هيئة مكافحة الفساد، التي اكتشفت أن السبب الأول للفساد هو ضعف الوازع الديني!.. كلنا لا نختلف حول هذه البديهية ولكن ما هو دور الهيئة في مواجهة بحر الفساد المتلاطم؟.. أم هي مجرد شكليات تؤدي إلى شكليات.. ولا شيء يرهق البلاد والعباد مثل كثرة الشكليات وتصريحات حراس الشكليات!.
نعود إلى هيئة الحبوب التي أشارت في تصريحها المنشور في «عكاظ» إلى هدر عجينة السمبوسة لنقول بأنه ليس خطأ أن تنتبه إلى هدر ما قيمته مليون و300 ألف ريال من عجينة السمبوسة، بشرط أن تعرف بأن انتباهتها هذه سوف تبقى انتباهة شكلية لا تضيف قيمة فعلية إلى اسمها الجديد ما لم تتجاوز حراسة الهدر هذه المحطة الشكلية العابرة إلى كل ما يتعلق بالمؤسسة، بحيث تضاعف مساهمتها في عجلة الاقتصاد الوطني، وتكون إحدى أهم ركائز الأمن الغذائي، وإلا ما فائدة الاسم الجديد؟
المبدأ ذاته على عضو مجلس الشورى رئيس لجنة المياه والزراعة والبيئة في المجلس الذي حذر في تصريح نشرته «عكاظ» من الهدر في المياه، مطالبا المواطنين باقتناء غسالات الملابس الأمامية، واستخدام «دشوش» مرشدة أثناء الاستحمام، وحنفيات مزودة بأدوات ترشيد، وتركيب أكياس بلاستيكية في السيفونات!!.. فكل ما قاله لا اعتراض عليه، ولكنه يبقى لونا من ألوان حراسة الشكل ما لم يمتد إلى كل هدر مائي وإفساد بيئي.. وربما لو قرأ العضو الموقر تحقيقا في الزميلة المدينة عن سكان حي السنابل في جدة الذين يشتكون من شبكة المياه الحديثة التي تعاني أنابيبها من العطش، ما أدى إلى اعتمادهم على الصهاريج كمصدر للمياه، لعلم أن حل المشكلة يبدأ من فوق لا من تحت.. أي ممن يديرون توزيع المياه لا من غسالاتنا وحنفياتنا.. بغير هذه المعادلة يكون التصريح ولجنة المياه ومجلس الشورى مجرد شكليات.
النظرية نفسها تنطبق على هيئة مكافحة الفساد، التي اكتشفت أن السبب الأول للفساد هو ضعف الوازع الديني!.. كلنا لا نختلف حول هذه البديهية ولكن ما هو دور الهيئة في مواجهة بحر الفساد المتلاطم؟.. أم هي مجرد شكليات تؤدي إلى شكليات.. ولا شيء يرهق البلاد والعباد مثل كثرة الشكليات وتصريحات حراس الشكليات!.