-A +A
عابد هاشم
• ظل تاريخ الرياضة السعودية طوال عقود السنين التي خلت من عمره، وهو يفتقر لأدنى تحرك جاد يتعلق بأحد أهم ركائز هذا التاريخ، وهو ما يتمثل في التوثيق الرسمي لكل ما حفل به تاريخ الرياضة السعودية بشكل عام، وتوثيق بطولات الأندية الرياضية السعودية، التي ظلت وستظل مثار جدل دائم بين الأندية المعنية بهذه البطولات، جراء غياب وتغييب التوثيق من قبل المرجعية الرياضية طوال عقود السنين التي ظلت تتوالى، حتى ظن الشارع الرياضي السعودي أن مصير تغييب وغياب هذا التوثيق سيكون مشابهاً لمصير ما غُيب وغاب من أهم ركائز الاحتراف، على مستوى «احترافنا»، وهو الخصخصة!.

•• وحين جاء التوجه مؤخراً، لمشروع التوثيق، كاد الشارع الرياضي أن يواسي يأسه بالعبارة الشهيرة: «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً». عندما لم يساوره الشك فيما «يُفترض» أن توليه المرجعية الرياضية لهذا المشروع الهام والحساس، من اهتمام بالغ ورؤية ثاقبة، وانتقاء فريق عمل من ذوي الخبرة والاختصاص في العمل التوثيقي الدقيق، واستشعار هذا الفريق بحجم وأمانة المسؤولية التي تصدى لحملها، وما يستوجبه تحقيق أهدافها البناءة من عمل دؤوب ومكثف «مكتبي وميداني». يتم من خلاله زيارة فريق العمل لكافة الأندية الرياضية السعودية، وتحديداً الأندية الحاصلة على بطولات، ومنح هذا العمل التوثيقي كل ما يلزم من الوقت والجهود، والوقوف المباشر على ما يتوفر لدى كل ناد من الشواهد والوثائق... الخ.


•• إلا أن كل ما سبق وسواه مما كان «يُفترض» أن يُحاط به هذا «المشروع» تم إصابته أيضاً بالتغييب، بدءاً بما يتعلق بالخبرة والاختصاص لدى فريق العمل، ومروراً بآليات العمل التي اختزلها الفريق في العمل المكتبي، وعزَّ عليه القيام بالعمل الميداني المباشر، وخاصة زيارة الأندية الرياضية المعنية، والوقوف عن كثب على كل ما هو لديها من توثيق ووثائق بطولية معتمدة... الخ.

•• ومن غير المستغرب أن تأتي محصلة هذا العمل المختزل، على ذلك النحو من الاستياء وردود الفعل الغاضبة، وتأجيج الشارع الرياضي، والبيانات المتذمرة والمعترضة من قبل معظم الأندية الرياضية المعنية، فهل كان كل هذا الإجماع على باطل، وهذه اللجنة على حق؟، وهل أشغلت نتائج اللجنة المستفزة الشارع الرياضي بكل أطيافه، عوضاً عن انشغالهم بمنتخب الوطن في أهم منعطفاته التنافسية، أم لا؟.

•• تبقى أقوى التفاصيل عن هذا الحديث وتبعاته، هي ما تضمنته تلك الحلقة المميزة من برنامج كورة ومقدمه الإعلامي تركي العجمة، وأعني بها الحلقة التي قُدمت في عشية يوم الحدث «المؤجج» وكان ضيوفها عبدالعزيز الغيامة، عبدالله وبران، محمد الصدعان، بحضور رئيس لجنة التوثيق تركي الخليوي، حيث استوقفت تلك الحلقة كل مقومات المهنية الإعلامية، والمواكبة الآنية، وحفلت بمنتهى الشفافية من قبل الجميع وخاصة الإعلامي الصريح والمتمكن عبدالعزيز الغيامة. والله من وراء القصد.

• تأمل:

يبدو أن هواية استفزاز الشارع الرياضي، جذبت حتى الكبار!

فاكس 6923348