-A +A
عزيزة المانع
على إثر إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية، التي جاءت بفوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري على منافسته هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديموقراطي، سرعان ما أطلق بعض أعداء المرأة رسالة إلكترونية فحواها، «أن الغرب الذي يدعو إلى مساواة المرأة بالرجل، لم يطبق ذلك على نفسه، فرغم ما ظهر خلال الحملة الانتخابية من مساوئ المرشح الرجل إلا أن المنتخبين فضلوه على أن تحكمهم امرأة»!

عبارة قد تثلج صدر من يحملون موقفا سلبيا تجاه المرأة، لكنها أبعد ما تكون عن الحقيقة، فمن يتابع ما أعلن من نتائج الانتخابات وما قيل من تعليقات يعرف أن المرأة ممثلة في هيلاري كلينتون، حصلت على عدد أصوات منتخبين أكثر مما حصل عليه الرجل الممثل في ترامب، لكن ترامب تحقق له الفوز لحصوله على عدد من الولايات ذات الثقل في الوزن الانتخابي، ففعليا عدد الناس الذين يفضلون كلينتون وأعطوا أصواتهم لها أكبر من عدد الذين فضلوا ترامب، لكن نظام الانتخابات الذي يجعل بعض الولايات أثقل وزنا في الانتخابات من غيرها هو الذي خذل كلينتون ومهد الفوز لترامب، وهذا النظام، من وجهة نظري، غير عادل على الإطلاق ويتنافى مع الديموقراطية فهو يميز بعض الولايات على غيرها، كما أنه يتجاهل رغبة الناس الفعلية.


فإذن القول إن الغرب لم ينتخب كلينتون لأنها امرأة، وأنه لا يطبق ما يدعو إليه هو قول غير صحيح، فضلا عن أن أمريكا ليست هي الغرب كله، هناك دول غربية كثيرة انتخبت النساء ورضيت بحكمهن، مثل ماري ماك اليس رئيسة ايرلندا، وكريستينا فرنانديز دي كيرشنر رئيسة الأرجنتين، وديلما روسيف رئيسة البرازبل، وجوليا جيلارد رئيسة أستراليا، وأنجيلا ميركل رئيسة ألمانيا، وتيريزا ماي رئيسة بريطانيا، وهيلي تورنينغ شميث رئيسة الدانمارك، وهناك غيرهن.

وليست الغاية هنا الدفاع عن الغرب، أو الادعاء بأن المرأة الغربية لا تتعرض لبخس حق أو امتهان، فالغرب ووضع المرأة فيه لا يهمني ولا يعنيني في شيء على الإطلاق، وإنما الغاية هي التوضيح لمن قد يأخذ العبارة المشار إليها أعلاه على أنها حقيقة تؤكد أن المرأة لا تصلح للقيادة، بدليل أن الغرب الذي ينادي بمساواتها بالرجل لم يقبل أن يسلم قياده لها.

إن المرأة والرجل كلاهما بشر، تتمثل فيهما القدرات الفطرية البشرية العليا، كما تتمثل فيهما جوانب الضعف الأخرى. كلاهما قادر على النجاح كما أنه معرض للوقوع في الخطأ.