مازال العالم مذهولا من فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية ويحاول استيعاب تداعيات هذا الفوز، أما من توقع أو تنبأ بفوزه، مثلي، فإنما كان ذلك من باب التمني نكاية بأمريكا لا غير. يتفق الجميع على اعتبار نتيجة الانتخابات فرصة لاختبار قوة الدستور الأمريكي أمام هذه الظاهرة، تحديدا مدى متانة احترازات جيمس ماديسون، الأب الروحي لهذا الدستور، الذي وضع طغيان الفرد أو المجموعة في الحسبان وقيدهما بجملة قوانين مانعة قبل أن تكون رادعة.
فوز ترامب كان تعبيرا صريحا عن خوف الرجل الأمريكي الأبيض على مستقبل بلاده، الذي رآه مهددا من تولي رئيس أسود إدارة شؤون البلاد لثماني سنوات، ومن كثرة الأجانب والمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، ومن تدهور الاقتصاد وفقدان وظائف البيض لصالح «الأجانب»، ومن الإسلاموفوبيا المجنحة. عرف مساعدو ترامب كيف يستغلون هذه العاطفة وتضخيمها في الريف الأمريكي المشبع بالروح الوطنية، تبدى ذلك في إحصاءات الانتخاب، 70% من بيض أمريكا صوتوا لترامب، 65% منهم بهدف «استعادة أمريكا»، وصوت 53% من النساء لترامب ضد هيلاري، جميعهم خشوا من فقدان أمريكا «حقتهم»، استغل فريق ترامب المتحمسين وطنيا من سكان وسط أمريكا وهم الغالبية، ونجحوا في ذلك بامتياز تضاءل معه عداء وسطوة الإعلام الأمريكي والمثقفين الأمريكان ضد ترامب.
أما الاقتصاد فهو أداة كل مرشحي الرئاسة، ذلك أنه خرب بطبيعته برغم قوته الظاهرة، لا يظهر خرابه صعود وهبوط سعر صرف الدولار، بل يظهره ميزان المدفوعات الأمريكي وميزانيتها العامة، وجميعنا يعلم أن اقتصاد أمريكا هو أكبر اقتصاد مدين في العالم. مفتاح نجاح ترامب الآن يكمن في علاقته بالدول الدائنة لأمريكا وعلى رأسها الصين والمملكة، إذا تناسينا مؤقتا بنوك الباسفيك الدائن الأكبر لأمريكا، بدون تعزيز علاقات أمريكا بهؤلاء الدائنين لن تنجح أمريكا إلا بشن الحروب المكلفة، والتي قد تشنها على الطريقة الشمشونية «علي وعلى أعدائي يا رب» أو بطريق قوانين مثل «جاستا»، وهو أمر مستبعد، فمهما كان موقف ترامب فلن يترك ساحة سياسة أمريكا الخارجية التي بها تستعيش.
من هنا تنبع أهمية إعادة تكييف الدول لسياستها مع أمريكا الجديدة، إن رضخت وخافت التهديد الأمريكي فستدفع أكثر، وإن تماسكت مؤقتا أمام جماح الظاهرة «الترامبية»، وهذا ما أبدته الصين حتى الآن، عكس روسيا برغم ترحيبها الظاهر بترامب، بإمكانية إعادة جدولة الديون العاجلة وسحب القليل من الأرصدة، ثم التهديد بسحب أكثر إذا ما تحدى ترامب ساستها، وهذا ما كبح جماحه ضد الصين حاليا.
فوز ترامب كان تعبيرا صريحا عن خوف الرجل الأمريكي الأبيض على مستقبل بلاده، الذي رآه مهددا من تولي رئيس أسود إدارة شؤون البلاد لثماني سنوات، ومن كثرة الأجانب والمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين، ومن تدهور الاقتصاد وفقدان وظائف البيض لصالح «الأجانب»، ومن الإسلاموفوبيا المجنحة. عرف مساعدو ترامب كيف يستغلون هذه العاطفة وتضخيمها في الريف الأمريكي المشبع بالروح الوطنية، تبدى ذلك في إحصاءات الانتخاب، 70% من بيض أمريكا صوتوا لترامب، 65% منهم بهدف «استعادة أمريكا»، وصوت 53% من النساء لترامب ضد هيلاري، جميعهم خشوا من فقدان أمريكا «حقتهم»، استغل فريق ترامب المتحمسين وطنيا من سكان وسط أمريكا وهم الغالبية، ونجحوا في ذلك بامتياز تضاءل معه عداء وسطوة الإعلام الأمريكي والمثقفين الأمريكان ضد ترامب.
أما الاقتصاد فهو أداة كل مرشحي الرئاسة، ذلك أنه خرب بطبيعته برغم قوته الظاهرة، لا يظهر خرابه صعود وهبوط سعر صرف الدولار، بل يظهره ميزان المدفوعات الأمريكي وميزانيتها العامة، وجميعنا يعلم أن اقتصاد أمريكا هو أكبر اقتصاد مدين في العالم. مفتاح نجاح ترامب الآن يكمن في علاقته بالدول الدائنة لأمريكا وعلى رأسها الصين والمملكة، إذا تناسينا مؤقتا بنوك الباسفيك الدائن الأكبر لأمريكا، بدون تعزيز علاقات أمريكا بهؤلاء الدائنين لن تنجح أمريكا إلا بشن الحروب المكلفة، والتي قد تشنها على الطريقة الشمشونية «علي وعلى أعدائي يا رب» أو بطريق قوانين مثل «جاستا»، وهو أمر مستبعد، فمهما كان موقف ترامب فلن يترك ساحة سياسة أمريكا الخارجية التي بها تستعيش.
من هنا تنبع أهمية إعادة تكييف الدول لسياستها مع أمريكا الجديدة، إن رضخت وخافت التهديد الأمريكي فستدفع أكثر، وإن تماسكت مؤقتا أمام جماح الظاهرة «الترامبية»، وهذا ما أبدته الصين حتى الآن، عكس روسيا برغم ترحيبها الظاهر بترامب، بإمكانية إعادة جدولة الديون العاجلة وسحب القليل من الأرصدة، ثم التهديد بسحب أكثر إذا ما تحدى ترامب ساستها، وهذا ما كبح جماحه ضد الصين حاليا.