وزيرنا الهمام المفوه عادل الجبير له مكانة غالية في قلوب السعوديين، يثلج الصدور دائما بحضوره الذهني القوي وسرعة بديهته وتعبيره عن فكرته الواضحة بأقصر الطرق وأكثرها تأثيرا دون تكلف، رجل جاء في الوقت المناسب ليكون خير خلف لعملاق الدبلوماسية السعودية الأمير الراحل سعود الفيصل -رحمه الله. ومنذ الأيام الأولى لتوليه حقيبة الخارجية بدا الجبير محاربا شجاعا في مجاله.. لم تربكه الحملات الإعلامية الدولية التي انهالت على بلاده من كل حدب وصوب، وكان مستعدا دائما لمواجهة كل الصحفيين الذين تهافتوا للصيد في الماء العكر.. لأنه مؤمن بأن بلاده على حق، وقادر على التعبير عن إيمانه هذا بكل وضوح وقوة.
كان مقنعا جدا ومؤثرا جدا في كل ردوده على الصحفيين الذين حاولوا أن يربطوا بين الإسلام والإرهاب، أو الآخرين الذين حاولوا خلط الأوراق عند حديثهم عن الحرب في اليمن، أو مهما كانت الأسئلة الملغمة عن إنتاج النفط، عن الاتهامات بدعم الإرهاب، عن الموقف في سوريا، عن الاقتصاد السعودي في هذه المرحلة.. في كل مرة كان الوزير ينجح في تفكيك اللغم الماكر بل وينجح أكثر في تفجيره في وجه الخصوم.
حتى جاءت لحظة غير منتظرة.. فالصياد هذه المرة ليس صحفيا أجنبيا أو دبلوماسيا إيرانيا بل فتاة من أهل البلد. اختارت المبتعثة نجاح العتيبي مقعدا في القاعة التي يتزاحم فيها الصحفيون الأجانب، وبينما كان الوزير الذكي يتصدى للأسئلة الماكرة وكأنها كرات تنس.. دخلت نجاح على الخط وسألت سؤالا قديما يعتبر الأكثر ترديدا في البلد حول قيادة المرأة للسيارة.. هذا هو السؤال (البلشة) الذي كانت مواجهتنا له لمدة 50 عاما بأن الوقت غير مناسب لطرحه فما بالك بالإجابة عليه!! لغم صنعناه بأيدينا ووضعناه أمام أقدامنا بكل إصرار، ولا نريد من أي مخلوق كان أن يقول لنا: لم فعلتم ذلك بأنفسكم؟.. هذا قيدنا ونحن أحرار فيه!
لم يكن الجبير مقنعا -كما هي عادته- حين أجاب على سؤال نجاح.. فقد عاد فجأة إلى الزخارف اللغوية والمبررات الجاهزة التي تتلخص في تحميل المجتمع مسؤولية هذا الوضع الغريب.. بدا المشهد هذه المرة مؤثرا بشكل عكسي وكأن الوزير يشرح لمن في القاعة بأن ما تقوله هذه المرأة صحيح ولكن لدينا مجتمع يرفض هذا الشيء الصحيح.. حاول الجبير استخدام كل مهاراته في تفكيك لغم نجاح المفاجئ ولكن كما يقول المثل: (الشق أكبر من الرقعة) فخسر المنازلة، لأن أفضل ترجمة يمكن أن يجدها الصحفيون على جوابه أن مجتمعنا متأخر ومستمتع بهذا التأخر والحكومة لا تريد أن تفسد استمتاعه بالتأخر.. وهذا في الغالب غير صحيح.
تحية لنجاح العتيبي حتى لو قلتم بأن توقيت سؤالها مضر.. فأنتم في كل مرة ترفضون هذا السؤال بحجة سوء التوقيت.. بينما الوقت دون نهاية.
كان مقنعا جدا ومؤثرا جدا في كل ردوده على الصحفيين الذين حاولوا أن يربطوا بين الإسلام والإرهاب، أو الآخرين الذين حاولوا خلط الأوراق عند حديثهم عن الحرب في اليمن، أو مهما كانت الأسئلة الملغمة عن إنتاج النفط، عن الاتهامات بدعم الإرهاب، عن الموقف في سوريا، عن الاقتصاد السعودي في هذه المرحلة.. في كل مرة كان الوزير ينجح في تفكيك اللغم الماكر بل وينجح أكثر في تفجيره في وجه الخصوم.
حتى جاءت لحظة غير منتظرة.. فالصياد هذه المرة ليس صحفيا أجنبيا أو دبلوماسيا إيرانيا بل فتاة من أهل البلد. اختارت المبتعثة نجاح العتيبي مقعدا في القاعة التي يتزاحم فيها الصحفيون الأجانب، وبينما كان الوزير الذكي يتصدى للأسئلة الماكرة وكأنها كرات تنس.. دخلت نجاح على الخط وسألت سؤالا قديما يعتبر الأكثر ترديدا في البلد حول قيادة المرأة للسيارة.. هذا هو السؤال (البلشة) الذي كانت مواجهتنا له لمدة 50 عاما بأن الوقت غير مناسب لطرحه فما بالك بالإجابة عليه!! لغم صنعناه بأيدينا ووضعناه أمام أقدامنا بكل إصرار، ولا نريد من أي مخلوق كان أن يقول لنا: لم فعلتم ذلك بأنفسكم؟.. هذا قيدنا ونحن أحرار فيه!
لم يكن الجبير مقنعا -كما هي عادته- حين أجاب على سؤال نجاح.. فقد عاد فجأة إلى الزخارف اللغوية والمبررات الجاهزة التي تتلخص في تحميل المجتمع مسؤولية هذا الوضع الغريب.. بدا المشهد هذه المرة مؤثرا بشكل عكسي وكأن الوزير يشرح لمن في القاعة بأن ما تقوله هذه المرأة صحيح ولكن لدينا مجتمع يرفض هذا الشيء الصحيح.. حاول الجبير استخدام كل مهاراته في تفكيك لغم نجاح المفاجئ ولكن كما يقول المثل: (الشق أكبر من الرقعة) فخسر المنازلة، لأن أفضل ترجمة يمكن أن يجدها الصحفيون على جوابه أن مجتمعنا متأخر ومستمتع بهذا التأخر والحكومة لا تريد أن تفسد استمتاعه بالتأخر.. وهذا في الغالب غير صحيح.
تحية لنجاح العتيبي حتى لو قلتم بأن توقيت سؤالها مضر.. فأنتم في كل مرة ترفضون هذا السؤال بحجة سوء التوقيت.. بينما الوقت دون نهاية.