قبل أن تخرجوا مطارقكم وتنهالون عليَّ وعلى هذا المقال، دعوني أقول إنني قررت اليوم أن نخرج معا من النكد والسواد و(التذابح) بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة. أمس وجدت صديقي اللبناني، الباحث والكاتب العتيد الدكتور فيكتور سحاب، قد بعث من وضع على مكتبي كتابه الجديد عن (الصبوحة) أو صباح.
وقد كان لهذا الإهداء الكريم منه وقع بصيص النور في نهاية النفق المظلم. كل صباح كانت رسائل الواتس وتويتر وتحديثات الصحف تسقيني مرا من أخبار العرب التي جافاها السرور وحرم عليها الفرح والاستقرار والأمن. وما دام أن هناك من ينبش في تاريخ صباح ويقدم هذه المادة اللذيذة في كتاب فإننا على الأقل ما زلنا أحياء وما زلنا نحترم القوى الناعمة التي تحيي عظامنا ونفوسنا الرميم.
رائع أن أستقبل في هذا الوقت كتابا يتحدث عن سيدة عربية أحبت الغناء والحياة وماتت في سبيلهما إلى درجة أنها أوصت أن يرقص محبوها في جنازتها لأنها تكره الحزن والدموع. كانت بضاعتها البهجة أين ما حلت أو رحلت. وكم تمنيت لو تسرد حياتها بين دفتي كتاب لكي يتعلم صناع الكره والحقد والتباغض معاني الحياة البسيطة والهادئة والمطمئنة.
وقد أنجز صديقي فيكتور هذه الأمنية ورصد لجيل العرب، المتنابز والمتقاتل، ولادة ونشأة وقرية ورحلة الصبوحة الطويلة الممسكة برقبة الحياة، بين لبنان ومصر، إلى أن بلغت التسعين أو أكثر أو أقل بقليل كما قال. ولأنك لن تجد في مكتبات الكتاب ومعارضه هذه الأيام سوى الكتب المحنطة أو المكفنة أو المحتضرة، فإنك ستجد كتابا مضيئا ينتشلك من غثاء الطائفيين وسواد المحللين.
فقط عليك أن تكون مستعدا للفرح ومالكا لفضيلة البهجة لكي تستمتع برحلة ليس كمثلها رحلة. رحلة سيدة ماتت، يرحمها الله، وليس في خزانتها سوى الفساتين الزاهية التي طالما نثرت حضورها على الشاشات العربية التي لم نعد نرى عليها سوى وجوه بائسة من المتقاتلين والمنتحرين والمتعوذين من الفرح.
وقد كان لهذا الإهداء الكريم منه وقع بصيص النور في نهاية النفق المظلم. كل صباح كانت رسائل الواتس وتويتر وتحديثات الصحف تسقيني مرا من أخبار العرب التي جافاها السرور وحرم عليها الفرح والاستقرار والأمن. وما دام أن هناك من ينبش في تاريخ صباح ويقدم هذه المادة اللذيذة في كتاب فإننا على الأقل ما زلنا أحياء وما زلنا نحترم القوى الناعمة التي تحيي عظامنا ونفوسنا الرميم.
رائع أن أستقبل في هذا الوقت كتابا يتحدث عن سيدة عربية أحبت الغناء والحياة وماتت في سبيلهما إلى درجة أنها أوصت أن يرقص محبوها في جنازتها لأنها تكره الحزن والدموع. كانت بضاعتها البهجة أين ما حلت أو رحلت. وكم تمنيت لو تسرد حياتها بين دفتي كتاب لكي يتعلم صناع الكره والحقد والتباغض معاني الحياة البسيطة والهادئة والمطمئنة.
وقد أنجز صديقي فيكتور هذه الأمنية ورصد لجيل العرب، المتنابز والمتقاتل، ولادة ونشأة وقرية ورحلة الصبوحة الطويلة الممسكة برقبة الحياة، بين لبنان ومصر، إلى أن بلغت التسعين أو أكثر أو أقل بقليل كما قال. ولأنك لن تجد في مكتبات الكتاب ومعارضه هذه الأيام سوى الكتب المحنطة أو المكفنة أو المحتضرة، فإنك ستجد كتابا مضيئا ينتشلك من غثاء الطائفيين وسواد المحللين.
فقط عليك أن تكون مستعدا للفرح ومالكا لفضيلة البهجة لكي تستمتع برحلة ليس كمثلها رحلة. رحلة سيدة ماتت، يرحمها الله، وليس في خزانتها سوى الفساتين الزاهية التي طالما نثرت حضورها على الشاشات العربية التي لم نعد نرى عليها سوى وجوه بائسة من المتقاتلين والمنتحرين والمتعوذين من الفرح.