-A +A
علي مكي
بمناسبة قرار تخصيص الأندية الرياضية، أقول إن الذين يضعون رمز النادي الأهلي الرياضي الكبير والشاهق الأمير خالد بن عبدالله مع غيره من بعض رؤساء ورجالات الرياضة والأندية الأخرى المحدثين، أيْ حديثي التجربة الرياضية الإدارية، في سلة واحدة عنوانها الدعم والحب والإخلاص والحرص على تطوير الرياضة السعودية وترسيخ قيم الرياضة وأخلاقها ومبادئها التنافسية الشريفة، أقول إنهم يظلمون الأمير خالد ظلما كبيرا وفادحا جدا ويتجنون على تجربته الطويلة في الرياضة بمعناها الشمولي والواسع، وليس في كرة القدم وحدها، وهي تجربة استثنائية متفردة وخلاقة تبرز بأفعالها ومنجزاتها ويبزغ قمحها بوضوح من قلب الحقل الرياضي السعودي.

لا ريب أن الآخرين لهم حضورهم ولهم جهدهم ولهم دورهم في خدمة أنديتهم الكروية التي ينتمون أو يشرفون عليها، ولهم أيضا كامل التقدير والاحترام في الوسط الرياضي، غير أنه ليس منطقا ولا عدلا ولا إنصافا أن نساوي بين تجربة تمتد لنصف قرن أو تزيد هي تجربة الأمير خالد التي ظلت طوال هذه المدة، ولا تزال، تمر بالخبرة والعمل والدعم والفكر والتحديث والإضافات على مستوى النادي الأهلي الرياضي بجدة والرياضة السعودية ككل، لا يمكن ولا يستقيم أن نقرن هذه التجربة العظيمة والثرية ونضعها مع غيرها من تجارب أخرى ما تزال في المهد على المستويين الزمني والعملي.


إن القليل القليل من الأمانة والقليل القليل من المهنية والقليل القليل من المصداقية والقليل القليل من الموضوعية، وإذا جمعنا كل هذا القليل صار كثيرا، مما يفرض ويوجب علينا أن يكون «خالد بن عبدالله» بعيدا عن مجال المقارنة، هو واجهتنا الرياضية المؤسسية والفكرية الأنيقة، مثلما هو النادي الأهلي كناد رياضي شمولي حضاري واجهة الأندية والرياضة في بلادي. خالد وتجربته العميقة رياضة وفكرا وسلوكا وتنظيما غنية زمانا ومكانا وحضورا نوعيا مدهشا. إنه حكاية رياضية خاصة وخالصة بالصدق والوفاء والعشق والإيثار والبذل والأخلاق والعقل المتقدم الذي يطور ويضيء دروب المستقبل الأفضل لرياضة وطنه لا لناديه فقط.

***

لم يكتف (العبث) بالتغلغل داخل بعض أجهزتنا الإدارية الخدمية والعبث بمفاصلها والتمدد في شرايينها وتلويث دمائها ونخر أساساتها، لم يكتف الفساد بذلك، فها هو يثبت لنا مقدرته العجيبة على الدخول عميقا في المشهد الإعلامي التلفزيوني الرياضي الكروي وتسخير صاحبة الجلالة السيدة «الصحافة» التي تسمى أيضا «السلطة الرابعة»، لكن العبث الرياضي تحديدا، تمكن منها أخيرا واستطاع، دون جهد كبير، أن يسخرها لخدمة غاياته الفردية وأهدافه الشخصية وحماية مصالحه الخاصة بأقلام وأصوات ليس لها هوية واضحة أو محددة بعد أن (تنقّعت) طويلا و(تمردغت) أكثر في أوحال الجهل والتعصب والكذب والافتراء والتدليس والارتزاق، لتخرج عقب ذلك باندفاع وتهور وجنون غير جميل، (ترهب) المنافسة الشريفة بأذاها الذي فاح رغم أنف الظلام والأبواب المغلقة، فالمشاهد اليوم غير المشاهد أمس، وهو يعرف، راهنا، كيف يميز بين الصحافة كفن مهني راق وبين الصحافة الأمية السوداء، وهو، أيْ مشاهد اليوم، قادر على التفريق بين الأقلام والوجوه والأصوات الحرة النزيهة التي تجذبه من أهدابه لتهديه إلى الحق والحقيقة دون مزايدة أو ادعاء وبين الأخرى التي تموه بشعارات الشرف والأمانة والموضوعية وتموه أيضا بارتدائها ثيابا لامعة نظيفة و(غتراً) منشاة لتستر به داخلها الفارغ كالقبح قبل أن تبدأ مهمتها غير النبيلة، غير النبيلة على الإطلاق، في العمل على تشويه الآخر، كل الآخر، على طريقة «من لم يكن معي فهو ضدي.»!

Alimakki209@hotmail.com

ali_makki2@