استخدام العنف البدني في تربية الأطفال هو من أكثر الأساليب التربوية شيوعا في ثقافتنا المحلية، فكثير من الناس يؤمنون أن الضرب وسيلة فعالة في تقويم سلوك الطفل، ويزيدهم اقتناعا بذلك ربطهم الضرب بالجانب الديني، فهم يستدلون على صواب الضرب في التربية بقولهم إن الرسول عليه الصلاة والسلام، أمر بضرب الأطفال عند بلوغهم العاشرة من العمر متى تلكأوا في تأدية الصلاة، وأن أغلب علماء المسلمين الأوائل يقرون التأديب بالضرب. كما أن بعض الناس يستشهدون بتجربتهم الذاتية، فيقولون إنهم تعرضوا للضرب في طفولتهم وإنه صنع منهم (رجالا)!
هذه الأفكار التي تتداخل فيها المفاهيم بصورة خاطئة، هي خلاصة الرأي العام المنتشر بين الناس، بلا ركيزة من دراسات علمية أو إحصائيات تبين أثر الضرب على شخصية الفرد، سواء أثناء الطفولة أو بعد أن يكبر ويصل مرحلة النضج.
معظم الدراسات النفسية والتربوية تكاد تجمع على أن شيوع استخدام الضرب في التربية وفي المدرسة له أثر سلبي على الشخصية، فهو ينتج نوعين من الشخصيات، (بحسب الاستعداد الوراثي للفرد): إما شخصية عدوانية تعتنق العنف وتلتذ بممارسته، وإما شخصية ذليلة مهينة فاقدة لاحترام الذات، وكلا النوعين وجوده ضار بالمجتمع، فالعدوانيون ينتهي بهم الأمر إلى الإجرام ورفع معدل الجريمة في المجتمع، والذليلون غالبا يكونون سلبيين يسهل قيادهم والتأثير عليهم ومن ثم يصيرون عرضة للاستغلال من أصحاب المنافع كالإرهابيين أو تجار المخدرات وأمثالهم.
وقد أعجبني كثيرا ما يقوم به برنامج الأمان الأسري من جهد مقدر في مكافحة انتشار العنف في المجتمع بما في ذلك العنف ضد الأطفال، وخلال الأسبوع الماضي أطلق البرنامج حملة إلكترونية بعنوان (لا تمدها) غايتها التوعية بأضرار استخدام الضرب في التربية.
اعتمدت الحملة على نتائج دراسات اجتماعية وتربوية كثيرة تمتد عبر نصف قرن تقريبا، كما استندت إلى توصيات منظمات صحية مرموقة كالجمعية الكندية لطب الأطفال، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تنهى عن استخدام العنف البدني واللفظي في تربية الأطفال، فمن حق الطفل أن ينعم بالأمن والاحترام وعدم التعرض للأذى البدني أو النفسي.
ما يؤسف له أن هذه الجهود النبيلة المبذولة من أجل الارتقاء بأسلوب التربية في مجتمعنا، تجد ما يناقضها تماما في بعض المؤسسات الرسمية، فقد لفت نظري ما قاله أحد المسؤولين في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في عسير، إثر تعرض أحد الأطفال لضرب عنيف من أبيه ترك آثار كدمات على بدنه، قال مهونا من شأن الحدث: «إن العنف الذي تعرض له (الطفل)، لم يحدث بشكل مستمر، بل بصورة مؤقتة باعتراف الأب، نتيجة فعل قام به الطفل»!!! (عكاظ الجمعة 11/11/2016)
هكذا يتعامل هذا المسؤول مع إيذاء الأطفال، ولا أدري ما الذي ينتظره كي تتدخل وزارته؟ إن كان وجود كدمات ظاهرة على بدن الطفل أمرا لا يستدعي التدخل، فما الذي يستدعيه؟ أن يموت الطفل بالعنف؟
هذه الأفكار التي تتداخل فيها المفاهيم بصورة خاطئة، هي خلاصة الرأي العام المنتشر بين الناس، بلا ركيزة من دراسات علمية أو إحصائيات تبين أثر الضرب على شخصية الفرد، سواء أثناء الطفولة أو بعد أن يكبر ويصل مرحلة النضج.
معظم الدراسات النفسية والتربوية تكاد تجمع على أن شيوع استخدام الضرب في التربية وفي المدرسة له أثر سلبي على الشخصية، فهو ينتج نوعين من الشخصيات، (بحسب الاستعداد الوراثي للفرد): إما شخصية عدوانية تعتنق العنف وتلتذ بممارسته، وإما شخصية ذليلة مهينة فاقدة لاحترام الذات، وكلا النوعين وجوده ضار بالمجتمع، فالعدوانيون ينتهي بهم الأمر إلى الإجرام ورفع معدل الجريمة في المجتمع، والذليلون غالبا يكونون سلبيين يسهل قيادهم والتأثير عليهم ومن ثم يصيرون عرضة للاستغلال من أصحاب المنافع كالإرهابيين أو تجار المخدرات وأمثالهم.
وقد أعجبني كثيرا ما يقوم به برنامج الأمان الأسري من جهد مقدر في مكافحة انتشار العنف في المجتمع بما في ذلك العنف ضد الأطفال، وخلال الأسبوع الماضي أطلق البرنامج حملة إلكترونية بعنوان (لا تمدها) غايتها التوعية بأضرار استخدام الضرب في التربية.
اعتمدت الحملة على نتائج دراسات اجتماعية وتربوية كثيرة تمتد عبر نصف قرن تقريبا، كما استندت إلى توصيات منظمات صحية مرموقة كالجمعية الكندية لطب الأطفال، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تنهى عن استخدام العنف البدني واللفظي في تربية الأطفال، فمن حق الطفل أن ينعم بالأمن والاحترام وعدم التعرض للأذى البدني أو النفسي.
ما يؤسف له أن هذه الجهود النبيلة المبذولة من أجل الارتقاء بأسلوب التربية في مجتمعنا، تجد ما يناقضها تماما في بعض المؤسسات الرسمية، فقد لفت نظري ما قاله أحد المسؤولين في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في عسير، إثر تعرض أحد الأطفال لضرب عنيف من أبيه ترك آثار كدمات على بدنه، قال مهونا من شأن الحدث: «إن العنف الذي تعرض له (الطفل)، لم يحدث بشكل مستمر، بل بصورة مؤقتة باعتراف الأب، نتيجة فعل قام به الطفل»!!! (عكاظ الجمعة 11/11/2016)
هكذا يتعامل هذا المسؤول مع إيذاء الأطفال، ولا أدري ما الذي ينتظره كي تتدخل وزارته؟ إن كان وجود كدمات ظاهرة على بدن الطفل أمرا لا يستدعي التدخل، فما الذي يستدعيه؟ أن يموت الطفل بالعنف؟