-A +A
خالد قهوجي
مازال سجل كأس العالم البطولة الأهم في كرة القدم يحفظ لمنتخب الأوروغواي أنه بطل أول نسخة عام 1930 ولم يقلل منها بعد تقدم مراحل البطولة بحجة لم يكن بها تصفيات مؤهلة أو لتخلف منتخبات أوروبية لطول مدة الرحلة حينها وتكاليف السفر عبر المحيط الأطلسي.

ولم تخجل أفريقيا أن تذكر أنها أقيمت بنظام عشوائي فترة الستينات، إذ كانت تقام كل سنتين وتارة كل ثلاث سنوات ولا تستغرب إذا قلت لك إنها أقيمت بعد مرور عام واحد من النسخة التي قبلها.


ولم تحرم مصر من تفردها بأكثر المنتخبات تحقيقا لذهب القارة السمراء حتى وإن كانت البطولة من ثلاثة منتخبات.

ولا نستطيع إغفال حقبة زمنية في بطولة أمم آسيا، لأننا لم نشارك بها أو لأن من كان بطلها كيان لا نعترف به أو دولة نختلف معها سياسيا.

ما أريد قوله إن الأفكار تبدأ صغيرة مع التجارب تتطور ومع التقدم في حياتنا تتغير الإمكانات وتتبدل المعتقدات لتسهل ما كان صعبا دون التجرد من الماضي.

تظهر الفكرة في أجمل صورة لها وتلبس ثوبا غير الذي بدأت به ومع ذلك لا ينسى صاحب الفكرة الأولى.

ولنا عبرة في الفرنسي «جول ريميه» الذي على يديه أطلقت أول بطولة كأس عالم.

والمصريون «عبدالعزيز سالم» و«محمد لطيف» و«يوسف محمد» والسودانيون «عبدالرحيم شداد» و«بدوي محمد» و«عبدالحليم محمد» والجنوب أفريقي «وليم فيل» أصحاب فكرة بطولة أفريقيا ستظل أسماؤهم خالدة متى ما ذكرت بطولة أفريقيا.

وفي وطني لن ينسى مؤسس الرياضة الأمير الراحل «عبدالله الفيصل» وسيبقى اسمه مهما لما قام به من أجل النهوض بالرياضة على المستويين المحلي والدولي.

فعندما كان من الصعب التنقل بين مدن المملكة ولكسر الفكر السائد حينها كان من الدهاء إقامة دوري المناطق الذي يطالبوننا بنسيانه، لأنهم تطوروا اليوم واختلفت المعايير.

إن إسقاط سنوات من الرياضة لا أرى إلا أنها وسيلة لطمس معالم تلك الفترة وتهميش رجالها وتمزيق أوراق من التاريخ.

وإذا أردتم أن ننسى مجموعة سنوات وبطولات ورجال، فالصفة السائدة بيننا التذكر وليس النسيان.

وما حدث في الماضي هو ما أوصلنا إلى ليوم وسيعبر بنا للمستقبل.

أخيرا.. تدفن الأبدان ولا توأد الأعمال.