قرأت في هذه الجريدة للكاتب المرموق الأستاذ غسان بادكوك مقالا بعنوان (هذا ما يريده المواطن من «أم الوزارات») ومن حيث إن وزارة المالية هي ثاني حقيبة أمر بها المؤسس طيب الله ثراه حسب ما ذكر الأستاذ بادكوك ومعظم ما ورد عن يراع الكاتب أتفق معه ولكن أختلف معه في تسمية وزارة المالية بأنها «أم الوزارات» بما لها من تأثير على الوطن والمواطن والوزارات الأخر. ليست وزارة المالية هي أم الوزارات من منطلق آثارها وإيجابياتها وثروتها وسلبياتها على الوطن والمواطن من حيث التطور والرخاء والتقدم وضمان مستقبل البلاد بعد الله. من منطلق ما سلف تصبح «أم الوزارات» هي وزارة المعارف (كما سميت) آنذاك. فالمال قد يزول أو ينقص ولكن العلم يظل في ثروة مستقبل كل الأمم وهم المواطنون ويكبر ويزداد كلما استعمل، عكس المال ينقص بالاستعمال. ثروة الوطن هو المواطن وأم الوزارات هي وزارة المعارف كما كان اسمها عند التأسيس على يد الملك سعود طيب الله ثراه وعيّن الملك فهد يرحمه الله أول وزير«لأم الوزارات» وزارة المعارف. وقد صدق صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وهو يخاطب طلبة العلم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قـال سموه: «أنا سعيد جدا بتفوقكم، والوطن بخير ما دام أنتم أبناؤه، أنتم ثروة الوطن، والوطن بحاجة لكم، وأنتم بهذا المكان خير من يمثله، ونسأل الله عز وجل أن يعينكم على تحمل المسؤولية الآن وفي المستقبل». كل الأمم والشعوب تتطلع باستمرار، إلى تطوير شبابها وتعليمهم، حتى تتمكن من الوصول إلى طموحاتها والحفاظ على منجزاتها ومكاسبها. تطوير الشباب (ثروة الوطن) هو الثمرة والشجرة هي التعليم فأصبحت أم الثمرة هي وزارة التربية والتعليم لذلك «أم الوزارات» هي وزارة التعليم (اسمها الحالي) لا وزارة المالية. لا شك أنك تعلم أخي غسان أنه عندما أمر المؤسس بتأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي في 25 رجب 1371هـ كان رأسمال المؤسسة ما يعادل ستة ملايين دولار أمريكي فقط وعندما نشرت جريدة الندوة ميزانية الدولة لعام 1378/1379هـ كان مجموعها مليارا وأربعمائة مليون ريال من إيرادات ونفقات. وأذكر أن آخر ميزانية للدولة التي نشرت كادت تصل التريليون ريال. فهل هذا المال هو ثروة الوطن أم المواطن وعلمه وثقافته. «أم الوزارات» هي وزارة التعليم لا قبلها ولا بعدها. العلم يظل ويكبر والمال ينصرف وقد يزول ولكن تبقى ثروة الوطن هم أبناؤها بعلمهم لا غير. علينا أن نستثمر في المواطن وندعم بكل قرش وزارة التعليم فهي أم المواطن وثروة الوطن اليوم وغدا وبعد غد. يذهب الإنسان لربه ويترك إحدى الثلاث، المال يترك صدقة جارية، الذرية تترك ابنا صالحا يدعو لك، أما العلم يترك علما نافعا يستنفع به. فلا يعلو العلم من ثمرة تتركها لثروة الوطن وهو المواطن وفق ما صرح به ولي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. معذرة للأستاذ بادكوك في اختلاف الرأي لأن اختلاف الرأي بكل تواضع واحترام للرأي الآخر هو ثقافة وعلم نافع. والله من وراء القصد.
للتواصل (فاكس 0126721108).
للتواصل (فاكس 0126721108).