-A +A
حمود أبو طالب
تقول الإحصاءات إن الشعب السعودي هو أكثر الشعوب أو من أكثرها استخداما لمواقع التواصل، أو للأجهزة الذكية عموما. وربما نضيف إلى ذلك ودون تردد كثير أن هذا الشعب من أسوأ الشعوب استخداما لهذه الأجهزة.

على سبيل المثال، كان الكثير من شعبنا العزيز «المكتوم» يسافر ليستنشق الهواء ويتحدث ويفضفض عما بداخله. يحاول أن يخرج من الإطار الضيق الذي يحاصره، لكنه بعد اختراع الجوال والإنترنت، ودخول السوشيال ميديا وخصوصا التي تستغرق الوقت في التفاهة، أصبح مثالا للعزلة في أي مكان، واقتحام خصوصية الناس في أي وقت دون تفكير في مثل هذه التصرفات التافهة، المؤذية للآخرين.


كمثال: قبل قليل وفي إحدى المدن خارج المملكة رحت أراقب شخصين سعوديين دخلا إلى مكان عام، مطعم مثلا، كل الناس تتحدث فيه مع بعضها إلا هذين الشخصين. كل مجموعة على طاولة تروح عن نفسها بالحديث والضحك إلا هذين الشخصين. هما مشغولان فقط بجواليهما ولم يتحدثا لأكثر من ساعة. والأسوأ أنهما يتجولان بجواليهما في خصوصيات الناس دون احترام لأحد. وأسوأ الأسوأ أنهما معجبان بنفسيهما لكثرة التقاط الصور لشخصيهما العظيمين، دون مراعاة لخصوصية من حولهما، لينتهي الأمر بقضية كبيرة أفسدت أجواء الجميع، وانتهت بطردهما من المكان.

يا شعبنا العظيم، لست أنت وحدك الذي يعيش على هذا الكوكب، وليس من حقك أن تنتهك خصوصيات الآخرين. لقد تحولت الأجهزة الذكية بين يديك إلى محنة للآخرين. الله يتوب عليك.