كل من عبر أو قطن مدينة جدة سيتذكرها كعلامة بارزة بين المدن.
ومن تجذر فيها معيشة يعرف كل تفاصيلها من حارات ومقاهٍ وأسواق وشواطئ وأناس.
وفِي كل عقد تظهر هذه المدينة كعروس أخذ منها أو إضيف لها وهي بذلك الأخذ أو الإضافة تعتمد على روحها المتوهجة لتعطي الشعور بأنها عروس حتى ولو كانت في كرب أو ضيقة.
وكم هي الأماكن التي خسرتها هذه المدينة وقد يكون أفدح خسائرها أنها فقدت بحرها حيث تكالبت عليه المشاريع الاستثمارية أو الخاصة فلم تعد ترى زرقة بحرها حتى غدت طرفة مسلسل طاش ما طاش تردد لمن رغب التندر على المطالبين برؤية بحرها إذ على الطالب الانتقال للطرف المقابل أو المواجه للمدينة لكي يرى بحرها.
ومن عاش في هذه المدينة الحالمة كان يستيقظ كل يوم على ذهاب جزء من أجزاء الشاطئ.
وإذا كنّا نقيس جمال هذه المدينة وذكرياتنا (الحلوة) مع بحرها فسنتذكر مواقع خرافية غدت مسورة خطفت أيامنا التي قضيناها هناك وخطفت ذكرى لهونا بها وربما كانت كل المواقع التي أقيمت على شاطئ جدة مسرحا للذكريات لم تكن لتمحى لولا ذلك الاختطاف.. ففي تلك المواقع سبحنا ولعبنا وغنينا ورقصنا وسهرنا واستذكرنا لاجتياز الامتحانات.. عشرات المواقع تهدمت فيها ذكرياتنا فمع كل مشروع نصب على البحر تهدمت ذكرى وحل جدار خرساني.
تذكرت كل هذا وأنا أقرأ مقالا -نشر في عكاظ- للأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود (وزير التعليم السابق) عندما أعاد السيرة وذكرنا بنادي الفروسية المنتظر.
الغريب أن يقال وبعد عشرات السنين إنه مشروع سيكون مفخرة لمدينة جدة! ولا يهم أن تفاخر جدة بأنها المدينة الساحلية الوحيدة في العالم كونها بلا بحر!
وبمناسبة عودة الفروسية نقول، ومنذ ذلك الزمن القديم لم نرَ خيلا عابرا لتلك المنطقة ولو سلمنا من ذلك المشروع القديم لبقيت الخيول الذابلة مطية لأبناء الأسر الغلبانة يمددون أرجلهم لتحفيز ركض تلك الخيول إلى منتهى أحلامهم.
ولأني أملك رأسا (مشقلبا) كنت أفكر حينها: كيف يمكن للخيل أن تركض على أرض مردومة من غير أن تنغرس قوائمها في الأرض السبخة؟!
ومن تجذر فيها معيشة يعرف كل تفاصيلها من حارات ومقاهٍ وأسواق وشواطئ وأناس.
وفِي كل عقد تظهر هذه المدينة كعروس أخذ منها أو إضيف لها وهي بذلك الأخذ أو الإضافة تعتمد على روحها المتوهجة لتعطي الشعور بأنها عروس حتى ولو كانت في كرب أو ضيقة.
وكم هي الأماكن التي خسرتها هذه المدينة وقد يكون أفدح خسائرها أنها فقدت بحرها حيث تكالبت عليه المشاريع الاستثمارية أو الخاصة فلم تعد ترى زرقة بحرها حتى غدت طرفة مسلسل طاش ما طاش تردد لمن رغب التندر على المطالبين برؤية بحرها إذ على الطالب الانتقال للطرف المقابل أو المواجه للمدينة لكي يرى بحرها.
ومن عاش في هذه المدينة الحالمة كان يستيقظ كل يوم على ذهاب جزء من أجزاء الشاطئ.
وإذا كنّا نقيس جمال هذه المدينة وذكرياتنا (الحلوة) مع بحرها فسنتذكر مواقع خرافية غدت مسورة خطفت أيامنا التي قضيناها هناك وخطفت ذكرى لهونا بها وربما كانت كل المواقع التي أقيمت على شاطئ جدة مسرحا للذكريات لم تكن لتمحى لولا ذلك الاختطاف.. ففي تلك المواقع سبحنا ولعبنا وغنينا ورقصنا وسهرنا واستذكرنا لاجتياز الامتحانات.. عشرات المواقع تهدمت فيها ذكرياتنا فمع كل مشروع نصب على البحر تهدمت ذكرى وحل جدار خرساني.
تذكرت كل هذا وأنا أقرأ مقالا -نشر في عكاظ- للأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود (وزير التعليم السابق) عندما أعاد السيرة وذكرنا بنادي الفروسية المنتظر.
الغريب أن يقال وبعد عشرات السنين إنه مشروع سيكون مفخرة لمدينة جدة! ولا يهم أن تفاخر جدة بأنها المدينة الساحلية الوحيدة في العالم كونها بلا بحر!
وبمناسبة عودة الفروسية نقول، ومنذ ذلك الزمن القديم لم نرَ خيلا عابرا لتلك المنطقة ولو سلمنا من ذلك المشروع القديم لبقيت الخيول الذابلة مطية لأبناء الأسر الغلبانة يمددون أرجلهم لتحفيز ركض تلك الخيول إلى منتهى أحلامهم.
ولأني أملك رأسا (مشقلبا) كنت أفكر حينها: كيف يمكن للخيل أن تركض على أرض مردومة من غير أن تنغرس قوائمها في الأرض السبخة؟!