نشر في أحد مواقع التواصل صورة لعمال نظافة يابانيين، ومع الصورة تعليق يتضمن أن عامل النظافة في اليابان يحمل لقب مهندس صحي ويتقاضى أجراً شهرياً يزيد على خمسة آلاف دولار أمريكي وأن الشبان والشابات اليابانيين الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي يتنافسون على شغل وظيفة عامل نظافة أو بالأصح مهندس صحي أكثر من تنافسهم على الوظائف البسيطة الأخرى مثل الحراسة الاستقبال والسكرتارية وغيرها من الوظائف الإدارية المساعدة.
وقد ذكرني ما رأيته وقرأته في ذلك الموقع بموقف مماثل عندما كنت أتناول طعام الإفطار في أحد المقاهي العامة في شارع أوروبي شهير فرأيت فتيات في عمر الورود يرتدين ملابس زاهية وفي أيديهن قفازات، يقمن بتنظيف الشارع مما علق به من أوراق أشجار أو أعقاب سجائر أو علب أو مناديل ورقية وكل اثنتين تعملان معاً فواحدة تقود عربة صغيرة لشفط القمائم الصغيرة الحجم والأخرى تلتقط الكبيرة من القمائم مثل العلب الفارغة وتضعها في صندوق العربة وقد أعجبني حُسْنَهن! فسألت صديقاً عربياً يعيش في تلك الدولة منذ 40 عاماً عن سبب امتهان أولئك الحسناوات لمهنة عامل نظافة فأخبرني أن المجتمعات الأوروبية قد رفعت من شأن المهن المتواضعة فإذا كان خريجو أو خريجات معهد للسكرتارية أو للحراسة أو للاستقبال يعطون أجراً معيناً مقابل عملهم في هذه المهن فإن من يتخصص في مهنة النظافة يعطى علاوة تزيد على 50 في المائة على ذلك الأجر الذي يعطى للمهن المذكورة، مع بدل ملابس وقفازات ومطهرات ومنظفات فإذا حصل إعلان لشغل وظائف عمال وعاملات نظافة تزاحم الشبان والشابات على تلك المهن أما المتجولون بسيارات النظافة لتجميع الأكياس السوداء مرتين في اليوم صباحاً ومساءً فإنهم يجدونها مجمعة في مكان داخل تجويف مهيأ في كل عمارة فيلتقطونها في لمح البصر بواسطة رافعة ومنها إلى داخل الشاحنة الكباسة، وأن ما ذكر بالنسبة لمهنة عمال النظافة من رفع لشأنها ينطبق على جميع المهن المحتقرة اجتماعياً في العالم الثالث حتى لم تعد محتقرة في دول العالم الأول سواء قام بها مواطنوها أم المقيمون فيها إقامة دائمة من المهاجرين.
ولما انتهى صديقي العربي الأوروبي من مرافعة سرحت ببصري بعيداً وهتفت بيني وبين نفسي بالعبارة التي كان يرددها الكاتب الساخر أمين سالم رويحي «أبو حياة» الذي كان يقول لمن يتأفف من وضع اجتماعي أو إداري ما: «كلها أربعمئة سنة وتِتعدّل»؟!
وقد ذكرني ما رأيته وقرأته في ذلك الموقع بموقف مماثل عندما كنت أتناول طعام الإفطار في أحد المقاهي العامة في شارع أوروبي شهير فرأيت فتيات في عمر الورود يرتدين ملابس زاهية وفي أيديهن قفازات، يقمن بتنظيف الشارع مما علق به من أوراق أشجار أو أعقاب سجائر أو علب أو مناديل ورقية وكل اثنتين تعملان معاً فواحدة تقود عربة صغيرة لشفط القمائم الصغيرة الحجم والأخرى تلتقط الكبيرة من القمائم مثل العلب الفارغة وتضعها في صندوق العربة وقد أعجبني حُسْنَهن! فسألت صديقاً عربياً يعيش في تلك الدولة منذ 40 عاماً عن سبب امتهان أولئك الحسناوات لمهنة عامل نظافة فأخبرني أن المجتمعات الأوروبية قد رفعت من شأن المهن المتواضعة فإذا كان خريجو أو خريجات معهد للسكرتارية أو للحراسة أو للاستقبال يعطون أجراً معيناً مقابل عملهم في هذه المهن فإن من يتخصص في مهنة النظافة يعطى علاوة تزيد على 50 في المائة على ذلك الأجر الذي يعطى للمهن المذكورة، مع بدل ملابس وقفازات ومطهرات ومنظفات فإذا حصل إعلان لشغل وظائف عمال وعاملات نظافة تزاحم الشبان والشابات على تلك المهن أما المتجولون بسيارات النظافة لتجميع الأكياس السوداء مرتين في اليوم صباحاً ومساءً فإنهم يجدونها مجمعة في مكان داخل تجويف مهيأ في كل عمارة فيلتقطونها في لمح البصر بواسطة رافعة ومنها إلى داخل الشاحنة الكباسة، وأن ما ذكر بالنسبة لمهنة عمال النظافة من رفع لشأنها ينطبق على جميع المهن المحتقرة اجتماعياً في العالم الثالث حتى لم تعد محتقرة في دول العالم الأول سواء قام بها مواطنوها أم المقيمون فيها إقامة دائمة من المهاجرين.
ولما انتهى صديقي العربي الأوروبي من مرافعة سرحت ببصري بعيداً وهتفت بيني وبين نفسي بالعبارة التي كان يرددها الكاتب الساخر أمين سالم رويحي «أبو حياة» الذي كان يقول لمن يتأفف من وضع اجتماعي أو إداري ما: «كلها أربعمئة سنة وتِتعدّل»؟!