-A +A
تركي الدخيل
يبدو أن كثرة الأجهزة والبرامج الترفيهية لم تعد ترفّه. تعليقات مؤلمة لآباء عن صعوبة إثارة الدهشة أو الشغف بين أبنائهم من الجيل الجديد. كل شيء متوفر. المسرحيات والأفلام التي كان ينتظرها الآباء لأسابيع باتت موجودة بأكملها على «اليوتيوب» بضغطة زر، لكن ربما أن اللحظة المدهشة لم تعد كما كانت عليها.

تذكّرت ذلك، وأنا أقرأ مقالةً مهمة للدكتور عبدالله المدني، الجمعة الماضية عن عبدالعزيز الهزاع، الذي وصفه بأسطورة الفن السعودية. الهزاع كان يقدّم مسلسلاتٍ بصوته هو فقط، يؤدي دور عائلةٍ بأكملها، وربما عائلات، ضمن سيناريو كوميدي جميل.


يقول المدني عنه: «لقد كنت وزملائي من المحظوظين، لأننا عشنا في الزمن الذي سطع فيه نجم هذا الفنان الموهوب، حينما كانت الإذاعة وحدها هي الوسيلة الوحيدة للتسلية والفكاهة. فقد ملأ الرجل دنيانا بالضحك والقهقهة، إلى درجة أن الواحد منا كان يستمع إلى نتاجه، المرة تلو المرة دون أن يمل أو يتوقف عن الضحك».

ثم يتذكر قصة «حديجان، ومريبض»، بالطائرة في التمثيلية الشهيرة، وكيف كان ابن باز يستمع إليه ويسميه: «جماعة في رجل»، وتخطّت آثار فنه السعودية والخليج، لتصل إلى مصر، والعراق، وروى إعجاب العائلة الملكية العراقية بالفنان المبدع.

كانت برامج بسيطة، أمتعت أجيالاً بأكملها، لكن هل تحوّلت معاني اللحظات، ودرجات الاستمتاع عبر الأزمان؟!