يلوح لي أن كل إنسان من عباد الله يهفو لأن يختلي مع نفسه يوماً أو حتى ساعة من الزمن ليسترجع مسيرته الأولى فيصلح ما سبق أن صدر خلالها من زلات أو إساءات لغيره وإن لم يكن يقصدها!
ولكن هيهات، فالمشكلات اليومية وما تنقله القنوات التلفزيونية من حوادث مفجعة أو آلام مبرحة، أو ما تنشره الصحف والمجلات أو – أيضاً – ما تنقله الصحافة الإلكترونية من فواجع ومآس، وكذا وسائل الاتصالات الحديثة التي باتت أخبارها وقصصها تتوالى كتوالي نزول حبات المطر في يوم عاصف.
هذا بالنسبة للعامة من البشر وكذا الأمر بالنسبة للكثيرين من المسؤولين يعانون مشكلات وقضايا لا حلَّ لها، حتى ولو انفلقت رؤوسهم. وحتى الذين تقاعدوا من العمل وجعلوا لهم مجلساً يستقبلون فيه أصدقاءهم من قبل توليهم المنصب، ومن بعده.
صاحب المعالي السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم رئيس المراسم الملكية السابق الذي يرتاد مجلسه الكثير من محبيه، وزملائه في العمل سابقاً يحاول أن يشغل عقله وتفكيره في التفكر في ما سمع من أحاديث بعد قراءة الصحيفة من خلال وسائل الاتصالات التي أصبح ما تبثه هذه الوسائل أكثر من الهم على القلب.
ويقول معالي السيد أحمد: «لقد شغل تفكيري بعد ترك العمل الرسمي: كيف يا تُرى سأجد ما يشغل ليلي ونهاري، فلقد كنت في العمل لا يتوقف انشغالي بالمهمات التقليدية أو التعليمات التي قد أتلقاها ليلاً، أو نهاراً؟ لكني في الواقع أصبحت الآن لا أجد وقتاً لحك رأسي.. فالأحباء والأصدقاء من جميع الشرائح أسعد بلقائهم ضحى أيام الأسبوع وذلك بعد أن كنت قد اطلعت على الصحف العربية والأجنبية من خلال «الايباد» الذي أغناني عن زحمة أوراق الصحف والمجلات».
ولست أدري كيف وجد من الوقت فترة اختلى فيها بنفسه ليجد لسانه يردد: «أنا عمر بلا شباب»!
والحقيقة كانت مفاجأة أن يهاتفني معاليه في النصف الأول من الليل ليقول لي: اسمع أيها الحبيب: أنا عمر بلا شباب! ثم أضاف: أليست حلوة هذه الجملة؟
قلت: جمالها في اختصارها للزمن وجمالها في حروفها النابضة!
ولقد ذكرني هذا التعبير النابض بقول لمعالي الشيخ فيصل الحجيلان الذي زرته مع السيد أحمد في مكتبه بالسفارة في باريس يوم كان سفيراً للمملكة هناك.
يومها بعد تناول الأحاديث العامة قلت لمعالي الشيخ فيصل: لقد عشتم مراحل طويلة في العديد من المناصب. فما هي محصلة تلك السنين؟
وبدون تردد قال معاليه: يا أخ عبدالله: «القلوب هي صناديق الأسرار».
قلت: وأين مفاتيح الصناديق؟ قال: «الواقع هي صناديق بلا مفاتيح».
السطر الأخير:
أنا عمر بلا شباب.. وحياة بلا ربيع
أشتري الحب بالعذاب.. أشتري فمن يبيع؟
أنا وهم.. أنا سراب
ولكن هيهات، فالمشكلات اليومية وما تنقله القنوات التلفزيونية من حوادث مفجعة أو آلام مبرحة، أو ما تنشره الصحف والمجلات أو – أيضاً – ما تنقله الصحافة الإلكترونية من فواجع ومآس، وكذا وسائل الاتصالات الحديثة التي باتت أخبارها وقصصها تتوالى كتوالي نزول حبات المطر في يوم عاصف.
هذا بالنسبة للعامة من البشر وكذا الأمر بالنسبة للكثيرين من المسؤولين يعانون مشكلات وقضايا لا حلَّ لها، حتى ولو انفلقت رؤوسهم. وحتى الذين تقاعدوا من العمل وجعلوا لهم مجلساً يستقبلون فيه أصدقاءهم من قبل توليهم المنصب، ومن بعده.
صاحب المعالي السيد أحمد عبدالوهاب نائب الحرم رئيس المراسم الملكية السابق الذي يرتاد مجلسه الكثير من محبيه، وزملائه في العمل سابقاً يحاول أن يشغل عقله وتفكيره في التفكر في ما سمع من أحاديث بعد قراءة الصحيفة من خلال وسائل الاتصالات التي أصبح ما تبثه هذه الوسائل أكثر من الهم على القلب.
ويقول معالي السيد أحمد: «لقد شغل تفكيري بعد ترك العمل الرسمي: كيف يا تُرى سأجد ما يشغل ليلي ونهاري، فلقد كنت في العمل لا يتوقف انشغالي بالمهمات التقليدية أو التعليمات التي قد أتلقاها ليلاً، أو نهاراً؟ لكني في الواقع أصبحت الآن لا أجد وقتاً لحك رأسي.. فالأحباء والأصدقاء من جميع الشرائح أسعد بلقائهم ضحى أيام الأسبوع وذلك بعد أن كنت قد اطلعت على الصحف العربية والأجنبية من خلال «الايباد» الذي أغناني عن زحمة أوراق الصحف والمجلات».
ولست أدري كيف وجد من الوقت فترة اختلى فيها بنفسه ليجد لسانه يردد: «أنا عمر بلا شباب»!
والحقيقة كانت مفاجأة أن يهاتفني معاليه في النصف الأول من الليل ليقول لي: اسمع أيها الحبيب: أنا عمر بلا شباب! ثم أضاف: أليست حلوة هذه الجملة؟
قلت: جمالها في اختصارها للزمن وجمالها في حروفها النابضة!
ولقد ذكرني هذا التعبير النابض بقول لمعالي الشيخ فيصل الحجيلان الذي زرته مع السيد أحمد في مكتبه بالسفارة في باريس يوم كان سفيراً للمملكة هناك.
يومها بعد تناول الأحاديث العامة قلت لمعالي الشيخ فيصل: لقد عشتم مراحل طويلة في العديد من المناصب. فما هي محصلة تلك السنين؟
وبدون تردد قال معاليه: يا أخ عبدالله: «القلوب هي صناديق الأسرار».
قلت: وأين مفاتيح الصناديق؟ قال: «الواقع هي صناديق بلا مفاتيح».
السطر الأخير:
أنا عمر بلا شباب.. وحياة بلا ربيع
أشتري الحب بالعذاب.. أشتري فمن يبيع؟
أنا وهم.. أنا سراب