ذهبت قبل عدة أيام لأحد المستشفيات الشهيرة في جدة مع إحدى قريباتي، فقد ارتفع ضغطي فجأة على غير العادة وأنا من ذوي الضغط المنخفض إجمالا. وكنت متحيرة من السبب فقررت الذهاب للمستشفى. وبعد الروتين المعروف من الوقوف في طابور التسجيل، انتهى بنا الحال إلى غرفة انتظار قريبة من عيادات الأطباء. وهنا واجهتني مفاجأة من العيار الثقيل، فقد رأيت الممرضة تدخل المرضى لغرفة الانتظار ثم تقوم بغلق باب حجرة الانتظار عليهم بالمفتاح!
هنا توقفت وسألتها لم تفعل ذلك؟ فقالت نغلق الباب لئلا يدخل المرضى ويخرجون ويتسببون في الزحام أمام العيادات! قالت ذلك بتملل وعصبية وغضب -وهي تمد بيدها إلي- تدعوني للدخول مشيرة لغرفة الانتظار! وهنا صابتني حالة ارتفاع الضغط مرة أخرى وبدأ دمي يغلي. قلت لها لن أدخل. وما تفعلونه هذا خطأ كبير وضد إجراءات السلامة، فماذا إن حدث حريق؟ هل نحترق كلنا ونموت أطفالا ونساء ورجالا ونحن محبوسون بداخل الحجرة فقط لأنكم تريدون تقليل الزحام، حضراتكم! كيف تتجرأون على حبس حرية إنسان وتعريضه للخطر وأنتم مستشفى يفترض فيكم أن تكونوا قدوة في اتباع إجراءات السلامة؟ وكيف تطلبين مني أن أقبل ذلك؟
وهنا مر طبيب كان يستمع للمحادثة فرمقني بلا اكتراث قائلا: «وانت ايش اللي مزعلك بالضبط؟ كل الناس بتجلس وتنتظر وبيتقفل عليها الباب، وإذا مو عاجبك روحي اشتكي للإدارة!» نظرت فرأيت حجرة انتظار ممتلئة بالنساء والأطفال وأخرى بالرجال. وكلا الحجرتين تغلق بالمفتاح بحجة تقليل الفوضى في الممرات. قلت له: «أنا مريضة الآن وليس لي طاقة أن أقف وأتبهذل وأشتكي. لن أشتكي ولكنني لن أدخل، ولن أقبل أن يغلق علي الباب بالمفتاح. ولا يعني ذلك أنني سأسكت على الخطأ فالساكت عن الحق شيطان أخرس. ولي طريقة أخرى في الشكوى والتعامل مع هذا الإجراء الذي تعتبرونه مقبولا وهو غير مقبول ولا منطقي ولا حتى قانوني، فحبس حرية إنسان ومنعه من الحركة من أكبر المخالفات في لغة القانون. فلسنا مجرمين أو قتلة فكيف تحبسون حرياتنا؟» وعندها تردى الطبيب منسحبا وقال: «أصلا أنا لست من هذا القسم وكنت فقط مارا من هنا».
خرجت من المستشفى يومها وضغطي مرتفع أكثر (بكثير) مما كان حين دخلته.
وأنا التي كنت أتساءل بحيرة عن أسباب ارتفاع ضغطي وهو دائما كان على الجانب المنخفض. وطبعا لم تطل حيرتي، وإن عرف السبب بطل العجب.
ونتساءل بعدها لم تعاني بعض الشعوب العربية إجمالا من ارتفاع أمراض القلب والضغط؟ كيف نكون أصحاء جسديا -أو حتى نفسيا- ونحن نتعايش كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ولكل لحظة مع فصائل مثل هذه من البشر تعاملنا كالمجرمين الذين يحبسون في قفص ولا يعطون أدنى الحقوق، ولا حتى حق الاعتراض!
هنا توقفت وسألتها لم تفعل ذلك؟ فقالت نغلق الباب لئلا يدخل المرضى ويخرجون ويتسببون في الزحام أمام العيادات! قالت ذلك بتملل وعصبية وغضب -وهي تمد بيدها إلي- تدعوني للدخول مشيرة لغرفة الانتظار! وهنا صابتني حالة ارتفاع الضغط مرة أخرى وبدأ دمي يغلي. قلت لها لن أدخل. وما تفعلونه هذا خطأ كبير وضد إجراءات السلامة، فماذا إن حدث حريق؟ هل نحترق كلنا ونموت أطفالا ونساء ورجالا ونحن محبوسون بداخل الحجرة فقط لأنكم تريدون تقليل الزحام، حضراتكم! كيف تتجرأون على حبس حرية إنسان وتعريضه للخطر وأنتم مستشفى يفترض فيكم أن تكونوا قدوة في اتباع إجراءات السلامة؟ وكيف تطلبين مني أن أقبل ذلك؟
وهنا مر طبيب كان يستمع للمحادثة فرمقني بلا اكتراث قائلا: «وانت ايش اللي مزعلك بالضبط؟ كل الناس بتجلس وتنتظر وبيتقفل عليها الباب، وإذا مو عاجبك روحي اشتكي للإدارة!» نظرت فرأيت حجرة انتظار ممتلئة بالنساء والأطفال وأخرى بالرجال. وكلا الحجرتين تغلق بالمفتاح بحجة تقليل الفوضى في الممرات. قلت له: «أنا مريضة الآن وليس لي طاقة أن أقف وأتبهذل وأشتكي. لن أشتكي ولكنني لن أدخل، ولن أقبل أن يغلق علي الباب بالمفتاح. ولا يعني ذلك أنني سأسكت على الخطأ فالساكت عن الحق شيطان أخرس. ولي طريقة أخرى في الشكوى والتعامل مع هذا الإجراء الذي تعتبرونه مقبولا وهو غير مقبول ولا منطقي ولا حتى قانوني، فحبس حرية إنسان ومنعه من الحركة من أكبر المخالفات في لغة القانون. فلسنا مجرمين أو قتلة فكيف تحبسون حرياتنا؟» وعندها تردى الطبيب منسحبا وقال: «أصلا أنا لست من هذا القسم وكنت فقط مارا من هنا».
خرجت من المستشفى يومها وضغطي مرتفع أكثر (بكثير) مما كان حين دخلته.
وأنا التي كنت أتساءل بحيرة عن أسباب ارتفاع ضغطي وهو دائما كان على الجانب المنخفض. وطبعا لم تطل حيرتي، وإن عرف السبب بطل العجب.
ونتساءل بعدها لم تعاني بعض الشعوب العربية إجمالا من ارتفاع أمراض القلب والضغط؟ كيف نكون أصحاء جسديا -أو حتى نفسيا- ونحن نتعايش كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ولكل لحظة مع فصائل مثل هذه من البشر تعاملنا كالمجرمين الذين يحبسون في قفص ولا يعطون أدنى الحقوق، ولا حتى حق الاعتراض!