لا شيء أكثر خطرا على مستقبل الأجيال القادمة من أن نعتمد، ولو بشكل جزئي، على استيراد الماء من الخارج، ولذلك لا يصبح من المتقبل أن يتحدث وزير البيئة والزراعة والمياه عن عدم استبعاده استيراد المياه مستقبلا، ذلك أننا إذا كنا ندرك أن الماء قد أصبح مجال صراع بين الدول وخير شاهد على ذلك ما يدور حول الأنهار العابرة للحدود من خلافات حين تستأثر بمياهها دول المنبع فتؤدي إلى شح المياه في الدول المصب والدول العابرة فيها كما هو حادث في نهر النيل وقبله نهر الفرات، فإذا كانت الأنهار لم تسلم من توظيفها في الصراعات السياسية فكيف بمياه منقولة في أنابيب أو محمولة في صهاريج.
ولعل ما يثير مزيدا من الاستغراب أن يجيء تصريح الوزير في مناسبة تتعلق بالاستثمار في مجال توفير المياه وهو استثمار يبلغ 90 مليار ريال تشكل تحلية المياه الجزء الأكبر منه، وهو مجال مفتوح لتغطية مزيد من الحاجة إلى المياه مستقبلا سواء كان تحلية لمياه البحر أو للمياه الجوفية التي تحتاج إلى المعالجة، وإذا أضفنا إلى ذلك الاستفادة الأمثل لمياه السدود في المملكة والتي تبلغ 520 سدا والحيلولة دون ذهاب مياه الأمطار هدرا في البحر والتخطيط لبناء مزيد من السدود، إذا ما نظرنا إلى ذلك كله أصبح مجرد التفكير في استيراد المياه أمرا غير وارد، بل أصبح خيارا يفضي إلى إضعاف الإقبال على الخيارات الأكثر أمنا واستدامة، والمتمثلة في بناء السدود وإنشاء مزيد من محطات التحلية، ومن شأن التفكير في استيراد المياه أن يفضي إلى استمرار التغاضي عما تعرضت له المياه الجوفية العميقة من هدر على يد الشركات الزراعية الكبرى التي كانت ترحل من منطقة إلى أخرى، كلما استنزفت منطقة شدت رحالها إلى غيرها.
ولعل ما يثير مزيدا من الاستغراب أن يجيء تصريح الوزير في مناسبة تتعلق بالاستثمار في مجال توفير المياه وهو استثمار يبلغ 90 مليار ريال تشكل تحلية المياه الجزء الأكبر منه، وهو مجال مفتوح لتغطية مزيد من الحاجة إلى المياه مستقبلا سواء كان تحلية لمياه البحر أو للمياه الجوفية التي تحتاج إلى المعالجة، وإذا أضفنا إلى ذلك الاستفادة الأمثل لمياه السدود في المملكة والتي تبلغ 520 سدا والحيلولة دون ذهاب مياه الأمطار هدرا في البحر والتخطيط لبناء مزيد من السدود، إذا ما نظرنا إلى ذلك كله أصبح مجرد التفكير في استيراد المياه أمرا غير وارد، بل أصبح خيارا يفضي إلى إضعاف الإقبال على الخيارات الأكثر أمنا واستدامة، والمتمثلة في بناء السدود وإنشاء مزيد من محطات التحلية، ومن شأن التفكير في استيراد المياه أن يفضي إلى استمرار التغاضي عما تعرضت له المياه الجوفية العميقة من هدر على يد الشركات الزراعية الكبرى التي كانت ترحل من منطقة إلى أخرى، كلما استنزفت منطقة شدت رحالها إلى غيرها.