نحن مع خطباء ووعاظ الغفلة من جفرة لدحديرة، فما نكاد نخرج من مطب هائل إلا ونقع في مطب أهول منه وأنكى. من ذاك الذي صف الأطباء والطبيبات والمبتعثين والمبتعثات تحت مظلة قذف واحدة وسخيفة إلى هذا الذي لم يبق في ذمته تجاه الأمة سوى فقراء بيع (شاي الجمر) على الأرصفة والطرق البرية في هجير الصيف وزمهرير الشتاء. كل شيء أصبح، بالنسبة له، على ما يرام بعد أن تحققت انتصاراتنا على كل صعيد ولم تبق لنا من هزيمة سوى هزيمة تجار أسواق الأباريق والفناجيل البائسة التي، كما قال: «قد يكون بعضهم حوثياً محارباً أو رافضيا حاقداً، أو مروجاً مفسداً أو رجلاً حاسداً، فهل نتوقع أن يكون أميناً على بلدنا أو حريصاً على عقول شبابنا؟».
يعني ليس هناك، من قبل وإلى الآن، ما يخرب عقول شبابنا سوى (شاي الجمر) وباعته. وربما خرج إلينا غداً أو بعد غد، من يضيف إليه باعة نعناع المدينة ورطب القصيم وحبحب الأحساء، فهذه حيطان مائلة وشماعات سهلة يعلق عليها كل من شاء ما شاء من الخيالات والتخرصات. نسي خطيب شاي الجمر، الحريص على السلامة والرقابة، أن جمر التكفير والطائفية والإلغاء والتصنيف اتقد لعقود إلى أن أصبحنا نهدد، في سلامتنا الوطنية وأمننا، من بعض شبابنا الذين تغذوا على الفكر المتطرف وكتب وأشرطة الغفوة، التي رانت على قلوبنا وحياتنا لما يقرب من أربعين سنة.
لو كان هذا الخطيب منصفا لما توقف عند منعطفات شاي الجمر التي تدر على من يمتهنها بالكاد قوت يومه. ولحدثنا، إن لم يرد التحدث عن جمر التكفير والإرهاب، عن من يبتلعون أقوات الناس ومداخيلهم من التجار الجشعين والبنوك والوكلاء المحتكرين والعقاريين المتعسفين، الذين يصبحون الناس ويمسونهم بجمر ارتفاع الأسعار وجنونها بلا مبررات منطقية. لكن بما أن هؤلاء نافذون وقادرون فلتذهب موعظته إلى الأقل حظا وقدرة الذين ألقى في مناطقهم كل احتمالات الموبقات الصحية والأمنية والمذهبية والفكرية.
ولذلك أنا أدعوه للترفق بالضعفاء والبؤساء، وأن يساعد وطنه ومواطنيه في الكشف عن مواقع الجمر الحقيقية التي طالما (شوتنا) وشوهتنا وأرهقتنا وأزهقت كثيراً من أرواح أبنائنا الغالية. من سمات الواعظ أن تكون همته عالية وحديثه مترفعا عن صغائر الأمور. وأن يكون أميناً فيما يخصص وقته وجهده من أجله، لكي يكسب ثقة الناس واعتبارهم. وما يحدث الآن من بعض الوعاظ هو أشبه بحديث عوام، وفي بعض الأحيان تكون أحاديث بعض العوام أجدى وأنفع.
يعني ليس هناك، من قبل وإلى الآن، ما يخرب عقول شبابنا سوى (شاي الجمر) وباعته. وربما خرج إلينا غداً أو بعد غد، من يضيف إليه باعة نعناع المدينة ورطب القصيم وحبحب الأحساء، فهذه حيطان مائلة وشماعات سهلة يعلق عليها كل من شاء ما شاء من الخيالات والتخرصات. نسي خطيب شاي الجمر، الحريص على السلامة والرقابة، أن جمر التكفير والطائفية والإلغاء والتصنيف اتقد لعقود إلى أن أصبحنا نهدد، في سلامتنا الوطنية وأمننا، من بعض شبابنا الذين تغذوا على الفكر المتطرف وكتب وأشرطة الغفوة، التي رانت على قلوبنا وحياتنا لما يقرب من أربعين سنة.
لو كان هذا الخطيب منصفا لما توقف عند منعطفات شاي الجمر التي تدر على من يمتهنها بالكاد قوت يومه. ولحدثنا، إن لم يرد التحدث عن جمر التكفير والإرهاب، عن من يبتلعون أقوات الناس ومداخيلهم من التجار الجشعين والبنوك والوكلاء المحتكرين والعقاريين المتعسفين، الذين يصبحون الناس ويمسونهم بجمر ارتفاع الأسعار وجنونها بلا مبررات منطقية. لكن بما أن هؤلاء نافذون وقادرون فلتذهب موعظته إلى الأقل حظا وقدرة الذين ألقى في مناطقهم كل احتمالات الموبقات الصحية والأمنية والمذهبية والفكرية.
ولذلك أنا أدعوه للترفق بالضعفاء والبؤساء، وأن يساعد وطنه ومواطنيه في الكشف عن مواقع الجمر الحقيقية التي طالما (شوتنا) وشوهتنا وأرهقتنا وأزهقت كثيراً من أرواح أبنائنا الغالية. من سمات الواعظ أن تكون همته عالية وحديثه مترفعا عن صغائر الأمور. وأن يكون أميناً فيما يخصص وقته وجهده من أجله، لكي يكسب ثقة الناس واعتبارهم. وما يحدث الآن من بعض الوعاظ هو أشبه بحديث عوام، وفي بعض الأحيان تكون أحاديث بعض العوام أجدى وأنفع.