رغم موقف العلماء الأوائل الحاد في ذم الوعظ والوعاظ – كما مر معنا في المقال السابق - إلا أن الواقع اليوم يشهد تبدلا وتغيراً، أصبح الوعاظ متصدرين للساحة الدينية، رموزا للتوجيه والإرشاد الاجتماعي، قادة للفكر والرأي! فما الذي حدث؟ وكيف جرى هذا التحول؟
في السابق، منذ بواكير القرن الماضي، كان المنشغل بالشأن الديني – وأنا هنا أصف حال هؤلاء سواء كانوا في الجزيرة العربية أو البلدان الإسلامية- هم إما المعلمون الذين تفرغوا لتعليم الناس في القرى والهجر أساسيات دينهم، وكيفية أداء عبادتهم، وأصول الشرع والاعتقاد، وقد لا يكونون علماء بالمعنى الحقيقي بقدر ما يساهمون في التعليم البسيط، وإمامة الناس في الصلوات والجمع، أما الصنف الآخر فهم العلماء التقليديون، الذين نذروا أنفسهم ووقتهم لدراسة العلوم الشرعية، وتحقيق المتون العلمية، والبحث في الأحكام الفقهية. كان العالم يأخذ زاوية في المسجد يلتف حوله عدد من طلبة العلم المهتمين يتدارسون كتبا في الفقه والتفسير أو الحديث أو اللغة. ولم تكن هذه الدروس جماهيرية، أو صاخبة، بل تتحين أوقات الهدوء والسكون، وتقام عادة بعد الفجر، ولا يحضرها إلا من له رغبة جادة في التحصيل العلمي، والاتقان والضبط عن الشيخ، أو من عابر أو زائر يريد أخذ بركة المجلس، والاستئناس بما فيه.
إذا استثنينا الجلسات والحلق الصوفية التي تزدهر فيها المواعظ والرقائق، فإنه لم يكن للخطاب الوعظي أو الدعوي وجود مستقل بذاته حينها، كان يأتي ممزوجا بين الفينة والأخرى في درس العالم، أو توجيهات «المطوع» في القرى والهجر، ولا يعدو أن يكون تذكيرا بسيطا بالزهد والتقى والورع، من خلال النصوص والآثار الواردة في هذا الباب، دون تكلف أو زيادة أو مبالغة.
لكن تطورا ملفتا حدث في المشهد الديني، مع صعود الحركات الإسلامية، وتعاظم مد الصحوة، ازدهر نمط جديد من الخطاب الديني لم يكن مألوفا من قبل، اُستخدم فيه الوعظ الدعوي كأداة رئيسة تبشيرية لهذا المشروع بكل طموحاته السياسية والأممية.
حين نتأمل بدايات الحركة الإسلامية، وأنشطتها المبكرة، نجد أنه لم تنطلق في الأصل من رحم الخطاب الديني الكلاسيكي، أو من المؤسسات الشرعية التقليدية، بل هي تضمر في نفسها ثورة وتمردا على هذا الخطاب، وتصفه بشكل مبطن أو صريح بأنه «وجه من أوجه التخلف والتقهقر الذي أصاب الأمة الإسلامية».
قامت الصحوة في مشاريعها وأنشطتها على قيمة (الدعوة) التي تعني بالضرورة عدم الانكفاء في المسجد، والانحسار في حلق العلم الشرعي، بل ينبغي الخروج إلى أماكن الناس، وتجمعاتهم، والحرص قدر المستطاع على استجلابهم، بخطاب تشويقي ترغيبي ترهيبي، ومن هنا جرى استنساخ تجربة الوعاظ القدماء، فانتعش الخطاب الوعظي الذي يرتكز على تسويق القصص، والمحسنات اللفظية، والكلمات الإنشائية، من أجل جذب أكبر قدر من الجماهير، عبر إثارة عواطفهم، ووجدانهم، فانتشرت ظاهرة المحاضرات الدعوية، والكلمات التوجيهية، وتضخمت موجة الأشرطة والمطويات والمنشورات والكتيبات. ورغم غزارتها وكثافة إنتاجها، إلا أنها تتمحور وتدور حول مواضيع محددة، توجيهات وعظية مكررة سطحية، تقوم على ترهيب الناس في قضايا السلوك والمظهر أو اللباس، في محتوى فقير علمياً، ركيك شرعياً، ونتيجة لهذا الضخ المستمر، وإغراق الفضاء العام بمثل هذه المنتجات أصبح وعاظ الصحوة رموزاً ومشاهير، نجوما في القنوات ووسائل الإعلام، لا يجدون حرجاً في أن يدلوا بآرائهم في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتاريخية، ولم يعد غريبا أن تجد أشخاصا من «التائبين حديثاً»، يقدمون فور «توبتهم» إلى المنبر الوعظي العام، وتسبغ عليهم ألقاب المشيخة، والإجلال، رغم رداءة منطقهم، وضحالة فكرهم، وضعف تكوينهم الشرعي، الأمر الذي أدى إلى تقهقر كبير في الوعي الديني، وانحدار في المشهد العلمي.
لم تهتم الصحوة في بداياتها بالعلم الشرعي، ولم تكن مشغولة به، بل كانت تنظر في أول الأمر للعلماء التقليديين المنشغلين بالدروس الشرعية، المتفرغين للتحقيق التراثي العلمي، أنهم «علماء سلبيون» مقصرون في الدعوة إلى الله، ضيعوا أعمارهم، وأهملوا واجبهم تجاه «الأمة»، ليس لديهم معرفة أو دراية بـ«فقه الواقع»، ويردد بعضهم أن هذا النوع من العلماء المنعزل عن الدنيا، المنقطع للعلم الشرعي، قد يكون في بعض الأحيان «سببا من أسباب الهزيمة والخسران». وفي هذا السياق تشاع بعض القصص في الخطاب الصحوي من أجل تشويه العلماء التقليديين، من أمثلة ذلك القصة التي تروى أن جيش التتار حين كان يحاصر بغداد في أواخر عهد الخلافة العباسية كان الفقهاء في دروسهم منشغلين بالخلاف حول مسألة فقهية أنه إذا نبت للمرأة لحية هل تحلقها أم لا؟
هذا الأمر تسبب في صراع وتوتر بين فئة العلماء، والفئة المحدثة من الدعاة الحركيين الجدد، وصل الأمر في بعض الأحيان إلى الحكم عليهم بالتبديع والإحداث في الدين، ووصف هذا اللون من الخطاب الديني الذي أحدثته الصحوة بأنه «بدعة ما أنزل الله بها من سلطان»، و«من أعمال الجهلة الذين يريدون إشغال العامة بالحكايات والخرافات والأقاويل الباطلة، ويصرفونهم عن الحق الواضح البين الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله».
كمؤشر حول هذا الصراع كتب ناصر العقل، وهو أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كتابا بعنوان (العلماء هم الدعاة) يوصف هذه القضية، وملابساتها في تلك الحقبة، وحاول أن يسحب السمة الأساسية التي يتباهى بها الدعاة، ويسبغها على العلماء، مؤكدا أن دافعه من ذلك هو تنامي الظاهرة المزعجة: انفصام وانفصال الحركات الإسلامية عن العلم والعلماء. يقول في مقدمة الكتاب: «لقد انتشر مفهوم خاطئ عند بعض الناس في هذا العصر وهو التفريق بين العالم والداعية، وما نتج عن هذا التفريق من ظواهر خطيرة في الدين وفي السلوك والأفكار والمفاهيم.. لقد رأيت كثيرا من الدعاة والحركات الإسلامية المعاصرة قد نشأة عندها هذا الفصام».
وفي فقرة بعنوان (العلماء لم يرفعوا راية الدعوة)، يقول: «هذا الاشكال لا يصح، فالمنصف يجد أن العلماء – في الجملة- قاموا بما يسعهم من واجب التبليغ ونشر العلم، والنصح للأمة والولاة والعامة، كل منهم حسب ما يستطيع، وحسب ما يرى من أساليب يتأدى بها الواجب. ويجب ألا نتوقع منهم الإشادة بجهودهم أو الدعاية لأنفسهم، وذلك الأصل في أهل العلم، أنهم يُسعى إليهم لأخذ العلم عنهم، ولا يسعون إلى الناس، والأصل في العلماء أنهم لا يرفعون فوق رؤوسهم رايات ولا شعارات يطلبوا من الناس الانتماء إليهم، ونحو ذلك مما هو من لوازم بعض الدعوات المعاصرة».
يضيف العقل: «العلماء يُقصدون، ويلتف حولهم عامة الناس، وطلبة العلم بخاصة.. أما رفع الرايات فهذا ليس من هدي السلف، فمن رفعه الله بالعلم والتقوى وجب الأمة أن ترفعه، أما إخضاع العلم للدعاية والشعارات أو الانتماءات فهذا ليس من خصال السلف، بل هو من خصال أهل الأهواء والفرق.. إن التفريق بين العلماء والدعاة من سمات أهل الأهواء الذين اتخذوا رؤوساً جهالاً، والداعية عندهم هو من يخضع لأهوائهم ويلتزم بها، ويقول بمقولاتهم وينشرها، وينتصر لها، ولو لم يفقه في الدين شيئاً.. لذلك نجد في الفرق الأولى كالخوارج مثلا، فإن دعاتهم ليسوا من العلماء الأكابر، ولا فيهم ولا من غيرهم، بل بضاعتهم في الفقه والعلم قليلة ضعيفة».
*باحث وكاتب سعودي
في السابق، منذ بواكير القرن الماضي، كان المنشغل بالشأن الديني – وأنا هنا أصف حال هؤلاء سواء كانوا في الجزيرة العربية أو البلدان الإسلامية- هم إما المعلمون الذين تفرغوا لتعليم الناس في القرى والهجر أساسيات دينهم، وكيفية أداء عبادتهم، وأصول الشرع والاعتقاد، وقد لا يكونون علماء بالمعنى الحقيقي بقدر ما يساهمون في التعليم البسيط، وإمامة الناس في الصلوات والجمع، أما الصنف الآخر فهم العلماء التقليديون، الذين نذروا أنفسهم ووقتهم لدراسة العلوم الشرعية، وتحقيق المتون العلمية، والبحث في الأحكام الفقهية. كان العالم يأخذ زاوية في المسجد يلتف حوله عدد من طلبة العلم المهتمين يتدارسون كتبا في الفقه والتفسير أو الحديث أو اللغة. ولم تكن هذه الدروس جماهيرية، أو صاخبة، بل تتحين أوقات الهدوء والسكون، وتقام عادة بعد الفجر، ولا يحضرها إلا من له رغبة جادة في التحصيل العلمي، والاتقان والضبط عن الشيخ، أو من عابر أو زائر يريد أخذ بركة المجلس، والاستئناس بما فيه.
إذا استثنينا الجلسات والحلق الصوفية التي تزدهر فيها المواعظ والرقائق، فإنه لم يكن للخطاب الوعظي أو الدعوي وجود مستقل بذاته حينها، كان يأتي ممزوجا بين الفينة والأخرى في درس العالم، أو توجيهات «المطوع» في القرى والهجر، ولا يعدو أن يكون تذكيرا بسيطا بالزهد والتقى والورع، من خلال النصوص والآثار الواردة في هذا الباب، دون تكلف أو زيادة أو مبالغة.
لكن تطورا ملفتا حدث في المشهد الديني، مع صعود الحركات الإسلامية، وتعاظم مد الصحوة، ازدهر نمط جديد من الخطاب الديني لم يكن مألوفا من قبل، اُستخدم فيه الوعظ الدعوي كأداة رئيسة تبشيرية لهذا المشروع بكل طموحاته السياسية والأممية.
حين نتأمل بدايات الحركة الإسلامية، وأنشطتها المبكرة، نجد أنه لم تنطلق في الأصل من رحم الخطاب الديني الكلاسيكي، أو من المؤسسات الشرعية التقليدية، بل هي تضمر في نفسها ثورة وتمردا على هذا الخطاب، وتصفه بشكل مبطن أو صريح بأنه «وجه من أوجه التخلف والتقهقر الذي أصاب الأمة الإسلامية».
قامت الصحوة في مشاريعها وأنشطتها على قيمة (الدعوة) التي تعني بالضرورة عدم الانكفاء في المسجد، والانحسار في حلق العلم الشرعي، بل ينبغي الخروج إلى أماكن الناس، وتجمعاتهم، والحرص قدر المستطاع على استجلابهم، بخطاب تشويقي ترغيبي ترهيبي، ومن هنا جرى استنساخ تجربة الوعاظ القدماء، فانتعش الخطاب الوعظي الذي يرتكز على تسويق القصص، والمحسنات اللفظية، والكلمات الإنشائية، من أجل جذب أكبر قدر من الجماهير، عبر إثارة عواطفهم، ووجدانهم، فانتشرت ظاهرة المحاضرات الدعوية، والكلمات التوجيهية، وتضخمت موجة الأشرطة والمطويات والمنشورات والكتيبات. ورغم غزارتها وكثافة إنتاجها، إلا أنها تتمحور وتدور حول مواضيع محددة، توجيهات وعظية مكررة سطحية، تقوم على ترهيب الناس في قضايا السلوك والمظهر أو اللباس، في محتوى فقير علمياً، ركيك شرعياً، ونتيجة لهذا الضخ المستمر، وإغراق الفضاء العام بمثل هذه المنتجات أصبح وعاظ الصحوة رموزاً ومشاهير، نجوما في القنوات ووسائل الإعلام، لا يجدون حرجاً في أن يدلوا بآرائهم في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتاريخية، ولم يعد غريبا أن تجد أشخاصا من «التائبين حديثاً»، يقدمون فور «توبتهم» إلى المنبر الوعظي العام، وتسبغ عليهم ألقاب المشيخة، والإجلال، رغم رداءة منطقهم، وضحالة فكرهم، وضعف تكوينهم الشرعي، الأمر الذي أدى إلى تقهقر كبير في الوعي الديني، وانحدار في المشهد العلمي.
لم تهتم الصحوة في بداياتها بالعلم الشرعي، ولم تكن مشغولة به، بل كانت تنظر في أول الأمر للعلماء التقليديين المنشغلين بالدروس الشرعية، المتفرغين للتحقيق التراثي العلمي، أنهم «علماء سلبيون» مقصرون في الدعوة إلى الله، ضيعوا أعمارهم، وأهملوا واجبهم تجاه «الأمة»، ليس لديهم معرفة أو دراية بـ«فقه الواقع»، ويردد بعضهم أن هذا النوع من العلماء المنعزل عن الدنيا، المنقطع للعلم الشرعي، قد يكون في بعض الأحيان «سببا من أسباب الهزيمة والخسران». وفي هذا السياق تشاع بعض القصص في الخطاب الصحوي من أجل تشويه العلماء التقليديين، من أمثلة ذلك القصة التي تروى أن جيش التتار حين كان يحاصر بغداد في أواخر عهد الخلافة العباسية كان الفقهاء في دروسهم منشغلين بالخلاف حول مسألة فقهية أنه إذا نبت للمرأة لحية هل تحلقها أم لا؟
هذا الأمر تسبب في صراع وتوتر بين فئة العلماء، والفئة المحدثة من الدعاة الحركيين الجدد، وصل الأمر في بعض الأحيان إلى الحكم عليهم بالتبديع والإحداث في الدين، ووصف هذا اللون من الخطاب الديني الذي أحدثته الصحوة بأنه «بدعة ما أنزل الله بها من سلطان»، و«من أعمال الجهلة الذين يريدون إشغال العامة بالحكايات والخرافات والأقاويل الباطلة، ويصرفونهم عن الحق الواضح البين الذي جاء في كتاب الله وسنة رسوله».
كمؤشر حول هذا الصراع كتب ناصر العقل، وهو أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كتابا بعنوان (العلماء هم الدعاة) يوصف هذه القضية، وملابساتها في تلك الحقبة، وحاول أن يسحب السمة الأساسية التي يتباهى بها الدعاة، ويسبغها على العلماء، مؤكدا أن دافعه من ذلك هو تنامي الظاهرة المزعجة: انفصام وانفصال الحركات الإسلامية عن العلم والعلماء. يقول في مقدمة الكتاب: «لقد انتشر مفهوم خاطئ عند بعض الناس في هذا العصر وهو التفريق بين العالم والداعية، وما نتج عن هذا التفريق من ظواهر خطيرة في الدين وفي السلوك والأفكار والمفاهيم.. لقد رأيت كثيرا من الدعاة والحركات الإسلامية المعاصرة قد نشأة عندها هذا الفصام».
وفي فقرة بعنوان (العلماء لم يرفعوا راية الدعوة)، يقول: «هذا الاشكال لا يصح، فالمنصف يجد أن العلماء – في الجملة- قاموا بما يسعهم من واجب التبليغ ونشر العلم، والنصح للأمة والولاة والعامة، كل منهم حسب ما يستطيع، وحسب ما يرى من أساليب يتأدى بها الواجب. ويجب ألا نتوقع منهم الإشادة بجهودهم أو الدعاية لأنفسهم، وذلك الأصل في أهل العلم، أنهم يُسعى إليهم لأخذ العلم عنهم، ولا يسعون إلى الناس، والأصل في العلماء أنهم لا يرفعون فوق رؤوسهم رايات ولا شعارات يطلبوا من الناس الانتماء إليهم، ونحو ذلك مما هو من لوازم بعض الدعوات المعاصرة».
يضيف العقل: «العلماء يُقصدون، ويلتف حولهم عامة الناس، وطلبة العلم بخاصة.. أما رفع الرايات فهذا ليس من هدي السلف، فمن رفعه الله بالعلم والتقوى وجب الأمة أن ترفعه، أما إخضاع العلم للدعاية والشعارات أو الانتماءات فهذا ليس من خصال السلف، بل هو من خصال أهل الأهواء والفرق.. إن التفريق بين العلماء والدعاة من سمات أهل الأهواء الذين اتخذوا رؤوساً جهالاً، والداعية عندهم هو من يخضع لأهوائهم ويلتزم بها، ويقول بمقولاتهم وينشرها، وينتصر لها، ولو لم يفقه في الدين شيئاً.. لذلك نجد في الفرق الأولى كالخوارج مثلا، فإن دعاتهم ليسوا من العلماء الأكابر، ولا فيهم ولا من غيرهم، بل بضاعتهم في الفقه والعلم قليلة ضعيفة».
*باحث وكاتب سعودي