في عز الشتاء نزل علينا تصريح وزير العمل الجديد، الدكتور علي الغفيص، بضرورة تقليص القبول في الجامعات إلى ٥٠ %، باردا لا طعم له ولا لذة فيه ولا مبشرات تدل على أننا بصدد فهم مستحقات زماننا العلمية والعملية. هذه المستحقات التي فهمتها دول كانت في آخر الركب التنموي والاقتصادي فأصبحت في مقدمة هذا الركب؛ مع الذين تقدموا من قبلها بفضل ما أعطته للتعليم العالي ومناهجه ومعامله وبحوثه ومتعلميه من أهمية وعناية. واسألوا عن ذلك سنغافورة وماليزيا وكوريا والبرازيل والهند، فهذه الدول الآن تستغني بذاتها وصناعاتها ومداخيلها الوطنية بعد أن تحولت شعوبها إلى شعوب مبدعة ومنتجة بفضل تقدم منظومتي التعليم العام والعالي لديها.
كان الناس، أولياء أمور وطلبة، ينتظرون تصريحا من نوع آخر فأتاهم ما هو أسوأ من تصريحات سابقة، وما لا يرتقي، بأي حال من الأحوال، إلى أيام وزرائهم القدامى، الذين أسسوا بحق للتعليم الجامعي وفتحوا آفاقه وفهموا ضرورات تنويعه وتعدد منشآته وتخصصاته. ولذلك لم يستوعب من فاجأهم هذا التصريح ما يرمي إليه الوزير الجديد حين يكون أقل طموحا في رؤيته للتعليم الجامعي من طلبة صغار يتطلعون إلى الجامعات ودراساتها العليا، التي تتسابق إليها شعوب العالم وتتفاخر بكثرة طلابها وتنوع تخصصاتها العلمية، التي يضاف إليها كل يوم تخصص جديد يتوافق مع متطلبات أسواق العمل لدى هذه الشعوب.
أي أن الدول الطامحة تبتكر كل يوم تخصصات وفصولا جديدة للتعليم الجامعي بينما نحن بصدد وزراء ضاقوا ذرعا باتساع المساحة الجامعية ويريدون تقليص هذه المساحة؛ في الوقت الذي كان يفترض فيهم أن يتدارسوا كيف يستثمرون المساحة المتاحة استثمارا علميا حقيقيا ويضيفون إليها مساحات أخرى تتناغم مع احتياجات العصر وتبدلات ومتطلبات أسواق العمل.
أما إذا كان الدكتور الغفيص اعتبر في تصريحه الغريب أن التعليم الفني والمهني بديلا للتعليم الجامعي وملاذا مطلوبا لمن لم يقبلوا في الجامعة فليقل لنا، وهو من أدار منظومة هذا التعليم لسنوات، ماذا قدم لسوق العمل، الفنية والمهنية، التي ترزح تحت وطأة المستقدمين والمتسترين والمقتحمين عنوة لهذه السوق من الأجانب. ما أعرفه أنه فيما عدا خريجي الكليات الفنية والمعاهد المهنية الذين توظفهم شركات كبرى وتعيد تدريبهم على الوظائف التي تحتاجها فإن هذا التعليم يعاني من (توهان) في خططه وحجمه ومصائر خريجيه من الشباب والبنات.
لذلك أنا أعتبر أنه من السهل جدا أن تأتي وتضع جملة مبررات وتصرحا عن تقليص القبول في الجامعات لتتخلص من عبء ميزانياتها و(تفتك) من شكوى الناس لقصور هذه الجامعات عن قبول أبنائهم وبناتهم. لكن ليكن معلوما أن مثل هذا الإجراء يدل على ضعف مزمن في رؤية منظومة التعليم والعمل لدينا. ويدل على أن وزراء اليوم يبحثون عن مخدات يضعون رؤوسهم عليها.
البناء التنموي يتطلب همما عالية ويقظة متواصلة، وهذا ما لا يقدر عليه من رضي من غنيمة إصلاح قطاعات العمل بتقليص القبول في الجامعات بدلا من توسيعها وتطوير مخرجاتها. هو مثل من تجنب طريقا صعبة توصله للهدف واختار طريقا سهلة بغض النظر عن ما إذا كانت ستأخذه إلى هدفه أم لا. المهم أنها أسهل.وهذا هو الخطأ بعينه، إن أردت أن تنظر إليه من زاوية شخصية أو زاوية تنموية.
كان الناس، أولياء أمور وطلبة، ينتظرون تصريحا من نوع آخر فأتاهم ما هو أسوأ من تصريحات سابقة، وما لا يرتقي، بأي حال من الأحوال، إلى أيام وزرائهم القدامى، الذين أسسوا بحق للتعليم الجامعي وفتحوا آفاقه وفهموا ضرورات تنويعه وتعدد منشآته وتخصصاته. ولذلك لم يستوعب من فاجأهم هذا التصريح ما يرمي إليه الوزير الجديد حين يكون أقل طموحا في رؤيته للتعليم الجامعي من طلبة صغار يتطلعون إلى الجامعات ودراساتها العليا، التي تتسابق إليها شعوب العالم وتتفاخر بكثرة طلابها وتنوع تخصصاتها العلمية، التي يضاف إليها كل يوم تخصص جديد يتوافق مع متطلبات أسواق العمل لدى هذه الشعوب.
أي أن الدول الطامحة تبتكر كل يوم تخصصات وفصولا جديدة للتعليم الجامعي بينما نحن بصدد وزراء ضاقوا ذرعا باتساع المساحة الجامعية ويريدون تقليص هذه المساحة؛ في الوقت الذي كان يفترض فيهم أن يتدارسوا كيف يستثمرون المساحة المتاحة استثمارا علميا حقيقيا ويضيفون إليها مساحات أخرى تتناغم مع احتياجات العصر وتبدلات ومتطلبات أسواق العمل.
أما إذا كان الدكتور الغفيص اعتبر في تصريحه الغريب أن التعليم الفني والمهني بديلا للتعليم الجامعي وملاذا مطلوبا لمن لم يقبلوا في الجامعة فليقل لنا، وهو من أدار منظومة هذا التعليم لسنوات، ماذا قدم لسوق العمل، الفنية والمهنية، التي ترزح تحت وطأة المستقدمين والمتسترين والمقتحمين عنوة لهذه السوق من الأجانب. ما أعرفه أنه فيما عدا خريجي الكليات الفنية والمعاهد المهنية الذين توظفهم شركات كبرى وتعيد تدريبهم على الوظائف التي تحتاجها فإن هذا التعليم يعاني من (توهان) في خططه وحجمه ومصائر خريجيه من الشباب والبنات.
لذلك أنا أعتبر أنه من السهل جدا أن تأتي وتضع جملة مبررات وتصرحا عن تقليص القبول في الجامعات لتتخلص من عبء ميزانياتها و(تفتك) من شكوى الناس لقصور هذه الجامعات عن قبول أبنائهم وبناتهم. لكن ليكن معلوما أن مثل هذا الإجراء يدل على ضعف مزمن في رؤية منظومة التعليم والعمل لدينا. ويدل على أن وزراء اليوم يبحثون عن مخدات يضعون رؤوسهم عليها.
البناء التنموي يتطلب همما عالية ويقظة متواصلة، وهذا ما لا يقدر عليه من رضي من غنيمة إصلاح قطاعات العمل بتقليص القبول في الجامعات بدلا من توسيعها وتطوير مخرجاتها. هو مثل من تجنب طريقا صعبة توصله للهدف واختار طريقا سهلة بغض النظر عن ما إذا كانت ستأخذه إلى هدفه أم لا. المهم أنها أسهل.وهذا هو الخطأ بعينه، إن أردت أن تنظر إليه من زاوية شخصية أو زاوية تنموية.